متجاهلة تحذيرات الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (اليويفا) بعدم رفع أي لافتات أو شعارات سياسية أو دينية أو عنصرية تحت طائلة تعرض النادي للتغريم، قامت جماهير نادي سلتيك الاسكتلندي برفع أعلام فلسطين خلال مباراة فريقها ضد فريق هبوعيل بئر السبع الاسرائيلي التي أقيمت على ملعب سلتيك.
هذه الواقعة تعيدنا إلى تاريخ طويل من التعاطف مع القضية الفلسطينية في الملاعب العالمية، والذي غالباً ما يزداد في الفترات التي يشتد فيها القصف والعدوان الإسرائيلي على غزة، مثلما حصل في أعوام 2009 و2011 و2014.
وما قامت به جماهير سلتيك يعيدنا إلى حوادث مماثلة لجماهير الفريق ذاته، إذ رفعت أعلام فلسطين في مباراة فريقها أمام فريق هابويل تل أبيب الإسرائيلي في الثاني من ديسمبر 2009، اعتراضاً على العنف الإسرائيلي ضد الفلسطينيين.
كما تكبد النادي نحو 16 ألف جنيه إسترليني كغرامة للسبب ذاته، عام 2014، وغُرّم نادي جونسون الاسكتلندي أيضاً بسبب رفع جماهيره أعلام فلسطين في المدرجات.
وغير بعيد عن اسكتلندا، سارت تظاهرة في مدينة كارديف، عاصمة ويلز، في سبتمبر 2015، واحتج آلاف المشاركين فيها على مشاركة إسرائيل في مباراة لكرة القدم ضد منتخب بلدهم، في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس الأمم الأوروبية، وقد دعوا إلى طرد إسرائيل من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم لأنها دولة عنصرية، ورددوا شعارات تطالب بالحرية لفلسطين.
2014 عام التعاطف
يمكن تسمية عام 2014 بعام التعاطف مع فلسطين في الملاعب الأوروبية. ومما حصل خلال هذا العام اقتحام مشجع شاب ملعب كوتون بول في أميركا، إبان انعقاد مباراة بين فريقي ريال مدريد الإسباني وروما الإيطالي، ضمن بطولة الكأس الدولية للأبطال بكرة القدم، وذلك بعد ثلاثة أسابيع من القصف الوحشي الإسرائيلي على غزة، وتضامناً مع حق الفلسطينيين في العيش بسلام. ولم تكتفِ جماهير نادي ليل الفرنسي برفع أعلام فلسطين بل اعتدت على لاعبي فريق مكابي تل أبيب الإسرائيلي، خلال مباراة جمعت الفريقين في نفس العام.تعاطف إيطالي كبير
كما رفعت جماهير روما الإيطالي العلم الفلسطيني في مباراة فريقها ضد فريق أتالانتا، في الجولة الثانية عشرة من الدوري الإيطالي الممتاز لكرة القدم، في العام ذاته. ولم يكن ذلك سابقة إذ سبق أن حدث الأمر نفسه في مباراة ودية خاضها فريق روما ضد منتخب أندونيسيا للشباب تحت 23 عاماً في بداية العام ذاته. يُذكر أن نادي ليفورنو الإيطالي كان سباقاً في دعم القضية الفلسطينية ورفع علم فلسطين عام 2006 في مدرّجات الملاعب الإيطالية.جماهير كرة القدم والرياضات الأخرى حول العالم قدّمت للقضية الفلسطينية أكثر مما قدمته قوى سياسية فلسطينية!من جانبها، لم تكتفِ جماهير قطب العاصمة الإيطالية الثاني، نادي لاتسيو روما برفع العلم الفلسطيني، بل دأبت على رفع لافتات وترديد شعارات مناصرة لغزة، وخاصة خلال مواجهات فريقها مع الفرق الإسرائيلية ومع الفرق الإنكليزية، بسبب العلاقة التاريخية التي تربط الإنكليز بالإسرائيليين وشعبية أنديتهم في إسرائيل. ومن أبرز ما فعلته حين تواجه لاتسيو مع فريق توتنهام الإنكليزي في الجولة الخامسة من بطولة كأس الاتحاد الأوروبي عام 2012، فحينذاك تطوّر تضامنهم إلى حرب شوارع بين جماهير الناديين. كذلك، كانت جماهير يوفنتوس الإيطالي حاضرة لتعبر عن تعاطفها مع القضية الفلسطينية حين رفعت في الثامن من مايو 2013 علم فلسطين في مدرجاتها. وظهر علم فلسطين خلف مرمى حارس ريال مدريد إيكار كاسياس، في مباراة فريقه مع أياكس أمستردام الهولندي على ملعب سنتياغو برنابيو عام 2011، خلال الجولة الثانية لدوري المجموعات في دوري الأبطال. وتكرر ظهور العلم الفلسطيني في الملاعب الإسبانية، خاصة خلال مباريات الكلاسيكو التي تجمع الغريمين برشلونة وريال مدريد.
في كرة السلة أيضاً
لم يقتصر التضامن مع فلسطين على جماهير كرة القدم. فعلى سبيل المثال، رفعت جماهير نادي باناثينايكوس اليوناني لكرة السلة لافتة كبيرة كُتب عليها "الحرية لفلسطين" خلال مباراة جمعت فريقهم بفريق مكابي تل أبيب عام 2012. &feature=youtu.be كما ظهر العلم الفلسطيني في مباراة برشلونة ومكابي حيفا الإسرائيلي لكرة السلة بيد مشجّع اقتحم المباراة، ما اضطر المنظمين إلى إخراجه بالقوة، وذلك في إطار منافسات الدوري الأوروبي لكرة السلة عام 2009. وسبق ذلك حادثة مشابهة في الملاعب الإسبانية أيضاً خلال مباراة تاو سيراميكا ومكابي تل أبيب الإسرائيلي للتأهل لدور ربع نهائي كأس أوروبا لكرة السلة. واللائحة تطول... حتى بات يمكن القول إن جماهير كرة القدم والرياضات الأخرى حول العالم قدّمت للقضية الفلسطينية أكثر مما قدمته قوى سياسية فلسطينية.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...