تعتبر ستينيات القرن المنصرم وسبعينياته نقطة بداية التحولات التاريخية الكبرى، إذ بدأت الاحتجاجات الطلابية في فرنسا وامتدت إلى أوروبا وأمريكا التي نشطت فيها الحركات المطالبة بحقوق المثليين وحقوق النساء. وانتشرت هذه الحركات في أنحاء العالم متصديةً للرؤية الذكورية، عبر الاحتجاجات والتظاهرات، والنتاج الفني والأدبي والصحفي. أخيراً، قامت المكتبة البريطانية بتحويل 239 عدد من مجلة Spare Rib البريطانية (1972-1993) إلى صيغة رقميّة متاحة للجميع، ليطلعوا على تراث المجلة التي عملت خلال واحد وعشرين عاماً على إحياء صوت المرأة والدفاع عن قضاياها بصورة لافتة، سواء من حيث الصور التي تنشرها أو المواضيع التي تطرحها.
وقد بذلت المكتبة البريطانية جهوداً هائلة لإتمام هذا العمل، إذ كان ينبغي لها من أجل الحصول على حقوق النشر والتحويل إلى نسخ رقمية، البحث عن المشاركين في أعداد المجلة (المستكتبين) بغية نيل موافقة غالبيتهم للقيام بالنشر الرقمي.
فلنتعرف سريعاً على هذه المجلة
في المانيفستو الأول، تحدد المجلة سياستها بدقة، إذ تحاول إعادة الاعتبار لمفهوم تحرر المرأة وإخراجه من سوء الفهم المحيط به، كذلك مواجهة الأشكال النمطية التي تخضع لها في دورها كأم أو زوجة أو كوسيلة لإنجاب الأطفال. كذلك توجه الانتقادات لمجلات النساء في تلك الفترة ومحاولتها تحويل المرأة إلى مُستهلك في مجتمع ذكوري.
القضايا التي طرحتها المجلة تتعلق بالخطاب المضاد للثقافة السائدة الموجهة ضد المرأة، وخصوصاً أنها تنتمي إلى الموجة الثانية من الحركة النسوية العالمية التي انتشرت بين الستينيات والثمانينيات، التي كانت تركز على قضايا الجنسانية، وتلك المتعلقة بالدور الاجتماعي، الذي يتعامل مع النوع الإنساني حسب خصائصه الوظيفية والفكرية لا عبر الاختلافات البيولوجية، وكذلك التركيز على القضايا الجوهرية المتعلقة بالمرأة كالاغتصاب والعنصرية. على غلاف العدد 73 عام 1978 تطرح المجلة سؤالاً في صلب نضال المرأة في سبيل حقوقها وهو “إلى أي حد وصلنا...”، فيما يناقش العدد القضايا المتعلقة بتاريخ نضال المرأة البريطانية وما كسبته منذ إضراب عاملات الكبريت في لندن (عام 1888) حتى اكتساب المرأة حق التصويت عام (1928). كذلك تخوض المجلة في القضايا الأكثر جرأة كحق المرأة في الإجهاض ،الذي ما زال إلى الآن قيد النقاش قانونياً ودينياً واجتماعياً.
[caption id="attachment_22402" align="alignnone" width="700"] الواقع اليوم في العالم العربي؟[/caption]هل من أرشيف مماثل في العالم العربي؟
المجلات المتعلقة بالمرأة وحقوقها تكاد تكون معدودة في تاريخ العالم العربي، ولكن لا تخلو المنطقة من جهود مشابهة من حيث القيمة الأرشيفية، إذ أطلقت شركة “صخر لبرامج الحاسب الآلي والمعلومات”، مشروعاً تحت عنوان أرشيف المجلات الأدبية والثقافية العربية، يقدم صيغة رقمية لـ144 مجلة عربية صادرة في المنطقة العربية وحول العالم، لتكون مرجعاً للباحثين من جهة ووسيلة للاطلاع من قبل الراغبين في التعرف على تاريخ الثقافة العربية المعاصرة وأهم التيارات الفكرية والأدبية التي شكلت نواة الحداثة في المنطقة العربيّة.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
Apple User -
منذ 4 ساعاتHi
Apple User -
منذ 4 ساعاتHi
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 3 أيامرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ 4 أياممقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعمقال جيد جدا