نشر المصور السعودي عبد الله المشرف ثلاث صور على حسابه الرسمي على إنستغرام تظهر منتقبة سعودية وهي ترقص الباليه، ورغم أن الصور ليست جديدة، إذ نشرها المصور السعودي في العام 2017، إلا أنها لم تزل تثير ردود فعل مختلفة حتى اليوم. وبينما انتقد بعض السعوديين الصور ووجدوا أنها تتعارض والعادات والتقاليد السعودية، وجد آخرون في الصور إبداعاً يُحسب للمصور ويحسب أيضاً للفتاة التي لم يمنعها نقابها عن ممارسة هوايتها.
تظهر الصورتان الأولى والثانية الفتاة السعودية وهي تقوم بحركات باليه داخل غرفة يتسلل ضوء الشمس إليها، بينما تظهر الصورة الثالثة قدم الفتاة لتبين حذاء الباليه الوردي الذي تنتعله.
ونشر المشرف الصور من دون أي شرح يفسر الهدف منها، مما لفت أنظار متابعيه الذين حاولوا تفسير رسالته بطرق مختلفة، فمنهم من وصف حركات الفتاة "بالتافهة"، وقال آخرون إن الصور تظهر تناقضاً كبيراً بين زي الفتاة، وبين ما تقوم به من حركات وصفوها بالمثيرة، وطلب البعض من المصور الشاب أن يضيف لصوره شرحاً يبين الهدف منها، وهو الأمر الذي رفضه المشرف.
وفي تصريح لموقع سي إن إن عربي قال المصور السعودي إنه غالباً ما يُفهم القصد من الصورة عند ترك تعليق، وهذا ما ينهي النقاش حولها، موضحاً أن عدم إضافته تعليقاً على الصور "يساعد في تفهم وجهات النظر" وقد ينتج منه "موضوع أهم من الذي يُطرح"، على حد تعبيره.
مفاهيم خاطئة
وفي ما يتعلق بردود الفعل التي ترى أن الصور تتعارض مع ثقافة المرأة المنتقبة، قال المشرف إنه من الطبيعي أن تواجه الأعمال الجديدة ردة فعل من المجتمع، لافتاً إلى أن الاعتياد عليها قد يجعل من الموضوع أمراً طبيعياً، مضيفاً: " لا أدعم القيام بهذا الشيء، بقدر ما أحاول تغيير الصورة النمطية عما يمكن أن تفعله المرأة المنتقبة".
تغيير الصورة النمطية عما يمكن أن تفعله المرأة المنتقبة..مثال: صورة منتقبة ترقص الباليه، غير أن البعض يترك تعليقات تجرح الجمال وتعيدنا إلى المربع الأول: النمطية والعنف ضد المرأة.
يقول موقع سي إن إن إن المصور السعودي حرص على اختيار فن الباليه كمحور للنشاط الذي تمارسه الشخصية المنتقبة في الصورة، لإظهار جمالية الفن، هادفاً إلى إعادة توضيح المفاهيم الخاطئة لدى البعض في المجتمعين المحلي والخارجي، حول إمكانات المنتقبة، إذ سعى إلى توضيح أنها "امرأة تستطيع مزاولة ما يحلو لها دون قيود، ووفقاً لضوابط تتوافق مع حشمتها".
والمنتقبة التي ترقص الباليه ليست المشروع المصور الوحيد الذي قام بتنفيذه المصور عبد الله المشرف، إذ نشر على حسابه مشاريع أخرى برز فيها اهتمامه الشديد بتغيير الصورة النمطية عن الحياة في السعودية من خلال فتيات يستمعن إلى الموسيقى، أو يضعن الماكياج في غرفهن الخاصة.
وفي واحد من مشاريعه المصورة التقط المشرف مجموعة صور لفتاة سعودية أخرى وهي تقوم ببعض الحركات في الصحراء مرتدية الزي السعودي التقليدي.
كما نشر صورة لبعض الشباب السعودي داخل غرفة تحوي "قعدة عربية" وهم يلعبون البلاي ستيشن، في محاولة لإظهار الجانب الترفيهي في حياة الشباب السعودي.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...