شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
الرقص مع

الرقص مع "جثث" في رأس السنة يُشعل السعودية غضباً

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الخميس 3 يناير 201903:59 م

أثار مقطع فيديو تداوله نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر قيام خمسة شبان بالرقص مع جثث موتى داخل مشرحة في جامعة الملك عبد العزيز في جدة، غضباً واسعاً داخل السعودية.

وفي مشاهد مستفزة، قال 4 شبان يظهرون في الفيديو، والخامس يصورهم، إنهم قدموا من نزهة على الكورنيش للاحتفال مع الجثث. وعلى مدار 120 ثانية هي مدة المقطع المصور فتح الشبان أغطية الجثث المتهالكة وسخروا منها وصدرت عنهم "عبارات مسيئة" بحق الموتى.

استنكار وإجراءات عاجلة

وأكدت الجامعة على لسان المتحدث الرسمي لها، شارع البقمي، الحادثة. وأوضحت أن " 5 شبان اقتحموا مشرحة كلية الطب والتقطوا المشاهد المتداولة من الرقص مع الجثث ليلة رأس السنة" واصفةً ذلك بأنه "أمر غير مقبول".

وقال البقمي إن "لجنةً للتحقيق في الواقعة بإشراف عميد الكلية وعضوية مدير المستشفى الجامعي، قد تشكلت"، لافتاً إلى أن المقطع تم تصويره " الاثنين الماضي 11 مساءً وجرى تحديد هوية مصوره".

وكشفت صحيفة عكاظ السعودية عن هوية مصور المقطع، وقالت إنه "مقيم عربي يعمل في الشركة المتعاقدة للتشغيل والصيانة في المركز الطبي الجامعي".

وأضاف البقمي: "المتهم استدعي وخضع للتحقيق واعترف بفعلته بمشاركة 4 من أصدقائه (سعوديين) من خارج الجامعة. وتم إثبات اعترافه باستغلاله عمله الوظيفي كمشرف وفي حوزته مفاتيح المباني". مبيناً أن "ملف الواقعة تحت الاستكمال قبيل إحالته إلى الجهات الأمنية".

ولفتت الجامعة في بيان إلى أن المتهمين اقتحموا منطقة لا يسمح بدخول سوى الطلاب إليها وفي غير أوقات الدراسة، وأنهم كشفوا "أجزاءً بشرية من جثث مستوردة من دول خارجية بموجب عقود رسمية وتستخدم لأغراض تعليمية".

ومساء الأربعاء، أعلنت إمارة مكة القبض على المتهمين الخمسة بتوجيه من مستشار العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وأمير منطقة مكة خالد الفيصل.

وبحسب المستشار القانوني فهد محبوب، فإن المتهمين يواجهون عقوبة "التشهير بالآخرين وإلحاق الضرر بهم كما هو موضح في المادة الثالثة والفقرة الخامسة من نظام الجرائم المعلوماتية والذي يقضي بالسجن عاماً كاملاً، أو دفع غرامة مقدارها 500 ألف ريال". ولفت في الوقت نفسه إلى وجود "تعميمات وتحذيرات تمنع التصوير في الجهات الحكومية"، لذا قُبض عليهم وتمت إحالتهم للسلطات، وهذا ما يعني أن الشبان الخمسة سيواجهون محاكمة وفق "الحق العام والحق لخاص للجامعة عليهم".

الاحتفال مع الموتى حول العالم

في مدغشقر يقام مهرجان راقص مع جثث الموتى كل 7 سنوات، ينبش خلاله الأشخاص قبور ذويهم ويعيدون لف جثثهم في أكفان جديدة في تقليد يعرف باسم "فماديهانا" أو تدوير العظام. وتشمل المراسم تناول المشروبات والرقص بالجثث والاستماع إلى الموسيقى الصاخبة ويكلف ذلك قرابة 3200 دولار أمريكي.

ورغم التحذيرات المتكررة بخطورة هذا التقليد في نشر الأوبئة والأمراض، ورغم التكاليف المادية في بلد فقير مثل مدغشقر، يحرص الكثير من الأفراد على نبش القبور سراً وبعيداً عن عيون السلطات كوسيلة للتعبير عن الحب والوفاء للراحلين واستلهام أرواحهم ونيل البركة منها.

أما شعب توراجا الذي يسكن جبال جنوب سولاويزي في أندونيسيا، فلديه طقس عجيب يتمثل في احتفاظ أسرة المتوفى بجثته لعدة أسابيع وربما لأشهر أو سنوات قبل وضعه في الضريح، يعيش خلالها معهم كأي فرد من أفرادها الأحياء.

يرجع هذا التقليد إلى اعتقاد شعب توراجا بأن الأشخاص لا يموتون حقاً بل تبقى أرواحهم داخلهم. وعند الدفن توضع الجثة داخل صندوق خشبي لكن لا يدفن في الأرض وإنما في مغارة طبيعية، ليسهل إخراج الجثث في شهر أغسطس/آب من كل عام في احتفال يعرف بـ "حفل تنظيف الجثث".

&bpctr=1546518368

خلال هذا الاحتفال يتم نقل الجثث إلى الأماكن التي توفى أصحابها فيها وتستبدل الأكفان والنعوش القديمة بأخرى جديدة إضافة إلى غسل الموتى بالمياه ليشعروا بالانتعاش - حسبما يعتقدون- وإلباسهم ملابس جديدة وتجهيزهم كي يبدوا  في أحسن حال.

في المكسيك أيضاً يبرز "يوم الموتى" كأحد أهم الاحتفالات السنوية التي بدأت قبل قرون. وعادةً  يقام بين 31 أكتوبر/ تشرين الأول حتى 2 نوفمبر/تشرين الثاني، وتجتمع خلاله أفراد الأسر لتكريم موتاها، معتقدين أن الموتى يهبطون بأرواحهم إلى الأرض لينضموا إليهم.

في هذا الاحتفال تضاء الشموع، وتقدم المأكولات المفضلة لدى الموتى، وتوضع أكاليل الزهور على قبورهم ويرتدي المحتفلون أقنعة على شكل جماجم بشرية وتتجول جثث هيكلية بين المحتفلين كما يحمل البعض توابيت.

وبعيداً عن الثقافات المغايرة بشأن التعبير عن الاعتزاز بالموتى حول العالم، تبقى "حرمة الموتى" أمراً شديد الخصوصية في المجتمعات الإسلامية والعربية، ومنها المملكة العربية السعودية حيث لا يزال هناك جدل فقهي بشأن استغلال الجثث لأغراض علمية وطبية. ولعل هذا ما دفع السلطات السعودية للمبادرة إلى زعم ارتكاب "غير سعودي" لها والتأكيد أن الجثث التي كشف سترها "مستوردة" في محاولة ربما لتهدئة الغضب.

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image