يعيش المحامي المصري المسلم أسامة محمود في منطقة شبرا مصر المشهورة في القاهرة بوجود عدد كبير من المسيحيين ضمن تركيبة سكانها، ولدى محمود عدد كبير من الأصدقاء المسيحيين في الشارع الذي يسكن به، لذلك قرر أن يصوم معهم يوماً من أيام صيامهم الكبير كنوع من أنواع التضامن مع أصدقائه وليرسل لهم رسالة حب في مناسبتهم الدينية المهمة.
بدأ المسيحيون الأرثوذكس، الاثنين 4 مارس، الصوم الكبير الذى يسبق عيد القيامة المجيد، والذي يمتد 55 يوماً إذ تبدأ أيام الصوم دائماً يوم الاثنين، وتنتهى ليلة السبت المعروف بـ "سبت النور" أو ليلة العيد كما يطلق عليها معظم مسيحيي مصر.
يقول محمود لرصيف22 إن شبرا مصر نموذج رائع في بلاده يَظهَر فيه جانبٌ جميل من الأخوة بين المسلمين والمسيحيين، ويضيف أنه لن ينس أبداً أن معظم أصدقائه المسيحيين في المنطقة يحددون يوماً من أيام شهر رمضان ليصوموا فيه صيام المسلمين ويتجمعون معه في هذا اليوم إلى مائدة الإفطار في بيته يتناولون الطعام وحلويات رمضان الشهيرة مثل الكنافة والقطائف.
"في رمضان الماضي قام مسيحيو شبرا مصر بتجهيز فانوس رمضاني كبير على شكل كنيسة، وقاموا بتعليقه في شارع رئيسي في المنطقة، مع جملة "مسيحيو مصر يتمنون رمضان سعيد للأخوة المسلمين" يقول المحامي المصري بابتسامة.
محمود ليس المسلم الوحيد الذي قرر أن يشارك المسيحيين في صومهم الكبير، فهناك بعض المسلمين الآخرين في شبرا قرروا القيام بالأمر ذاته بحسب قوله لرصيف22، معتبرين أن الأمر يمكن أن يقلل من حدة التوتر والمشاكل الطائفية التي عانتها مصر أكثر من مرة في السنوات الأخيرة.
وإلى جانب الصيام لمدة يوم مع المسيحيين، ظهر شكل آخر من أشكال التضامن تمثل في تهنئة الكثير من المصريين المسلمين على وسائل التواصل الاجتماعي لجيرانهم المسيحيين بمناسبة الصوم الكبير، على سبيل المثال غردت الكاتبة المصرية المسلمة فاطمة ناعوت قائلة: "بمناسبة بدء الصوم الكبير.. كل سنة وأصدقائي وأشقائي المسيحيون في مصر والعالم بخير.. قدِّسوا صوماً".
وكتب الإعلامي المصري المسلم أحمد يونس: "كل عام وإخوتي وأصدقائي بألف خير بمناسبة بداية الصوم الكبير".
ومن مجلس النواب المصري كتب النائب المسلم محمد أبو حامد: "أحبائي المسيحيين كل عام و أنتم بخير، بدء الصوم الكبير ربنا يقدركم ويتقبل منا، ومتنسوناش في دعواتكم وصلواتكم، آعاده الله على مصر وشعبها والعالم بكل خير وسلام واستقرار".
ويشكل المسيحيون في مصر نحو 10 ٪ من السكان الذين يفوق عددهم 90 مليون نسمة وهم بذلك أكبر فئة مسيحية في الشرق الأوسط.
ويوم 16 فبراير الماضي وخلال الجلسة الرئيسية لمؤتمر ميونيخ للأمن، قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إن مصر ترفض إطلاق كلمة أقلية على "أشقائنا ومواطنينا المسيحيين المتواجدين في مصر" على حد تعبيره.
https://www.youtube.com/watch?time_continue=5&v=GVnoHORJgzIأضاف السيسي أن افتتاح أكبر كنيسة بالشرق الأوسط بالعاصمة الإدارية الجديدة يهدف إلى ترسيخ قيم التسامح والعيش بين المصريين، موضحًا أنه طالب أكبر مؤسسة دينية بتصويب الخطاب الديني، لأن عدم تصويب هذا الخطاب سيؤثر على الدول المسلمة والعالم بأثره.
وكثيراً ما تحدث بعض الاشتباكات التي يصفها الإعلام بالطائفية حين يقرر مصريون مسيحيون بناء كنائس أو صيانة كنائس قديمة، ويضع الأمن عراقيل عديدة أمام ذلك، رغم أن الدستور المصري ينص في المادة 64 منه على "أن الدولة تكفل حرية العقيدة وحرية ممارسة الشعائر الدينية".
محمود ليس المسلم الوحيد الذي قرر أن يشارك المسيحيين صومهم الكبير، فهناك بعض المسلمين الآخرين في شبرا قرروا القيام بالأمر ذاته معتبرين أن الأمر يمكن أن يقلل من حدة التوتر والمشاكل الطائفية التي عانتها مصر.
ويتكون الصوم الكبير من ثمانية آحاد لكل منها اسم من بينها أحد الليعازر وأحد السعف، ووفقاً للطقس المسيحي، فإن أيام الصوم الكبير هى أقدس أيام السنة، والغرض من الصوم الكبير، إعداد المؤمن من خلال الصلاة، والتوبة من الذنوب، والصدقة وممارسة أعمال الرحمة.
عن الصوم الكبير
ويتكون الصوم الكبير من ثمانية آحاد لكل منها اسم من بينها أحد الليعازر وأحد السعف، ووفقاً للطقس المسيحي، فإن أيام الصوم الكبير هى أقدس أيام السنة، والغرض من الصوم الكبير، إعداد المؤمن من خلال الصلاة، والتوبة من الذنوب، والصدقة وممارسة أعمال الرحمة.
ويترأس البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية وأساقفة المجمع المقدس والآباء الكهنة الصلوات والقداسات بمختلف الكنائس في مصر وخارجها، ويقام قداس يومي في جميع أيام الصيام، بعد الانقطاع عن الطعام لمدة تصل إلى نحو 15 ساعة، ولا يتم خلال أيام الصوم تناول أي أطعمة حيوانية أو مشتقاتها ويمنع أيضاً تناول الأسماك.
والصوم الكبير عبارة عن ثلاثة أصوام، الـ40 المقدسة في الوسط، ويسبقها أسبوع يعتبر تمهيداً للأربعين المقدسة، أو تعويضياً عن أيام السبوت التي لا يجوز فيها الانقطاع عن الطعام، يعقب ذلك أسبوع الآلام، وكان في بداية العصر الرسولي صوماً قائماً بذاته غير مرتبط بالصوم الكبير.
ويشترط في الصوم الكبير الانقطاع عن الطعام لفترة من الوقت، وتختلف من شخص إلى آخر بحسب درجته الروحية وبحسب السن، ونوعية العمل، ولمن لا يستطيع الانقطاع حتى الساعة الثالثة من النهار فإن فترة الانقطاع تكون بحسب إرشاد الأب الكاهن.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يوممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومينفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومينعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ يومينtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعرائع