17 دولة عربية (من أصل 22 دولة عربية) على قائمة الدول الأكثر ظلماً للمسيحيين. هذه القائمة تضم 50 دولة، ما يعني أن نصف الدول الأكثر قمعاً للمسيحيين تقريباً هي عربية، وأن 78٪ من الدول العربية تقمع المسيحيين.
هل يعقل أن تكون هذه الأرقام صحيحة؟ هل لهذه الدرجة يقمع العرب المسيحيين؟
هذه الأرقام جاءت في تقرير حديث أعدته منظمة الأبواب المفتوحة الدولية المعنية برصد القمع والانتهاكات التي يتعرض لها المسيحيون في العالم أن 17 دولة عربية تقمع المسيحين بشكل كبير وأن هناك نحو 4300 مسيحياً في العالم قتلوا في العام 2018 فقط "بسبب معتقداتهم"، مشيرة إلى أن العدد الأكبر من القتلى كان في نيجيريا.
وجاءت الصومال في المرتبة الأولى عربياً، والثالثة عالمياً، من حيث اضطهاد المسيحيين وقالت المنظمة إن التقديرات تشير إلى أن 99 ٪ من الصوماليين مسلمون، وأن أي أقليات أخرى في البلد مضطهدة بشدة، مضيفة أن المجتمع المسيحي صغير لكنه تحت تهديد مستمر، معتبرة أن اضطهاد المسيحيين في الصومال غالباً ما يستخدم فيه العنف.
وحلّت ليبيا في المرتبة الثانية عربياً، والرابعة عالمياً، من حيث اضطهاد المسيحيين وبحسب المنظمة دخلت ليبيا في حالة من الفوضى، بعد مقتل القذافي، وهو ما مكن جماعات إسلامية متشددة مختلفة من السيطرة على أجزاء من البلاد، مضيفة أن المتحولين إلى المسيحية يواجهون سوء المعاملة والعنف.
أشارت المنظمة كذلك إلى أن الكثير من العمال المهاجرين يتعرضون في ليبيا للعنف والاعتداء الجنسي والاعتقال، خصوصاً إذا كانوا مسيحيين.
ووضعت المنظمة السودان في المرتبة الثالثة عربياً والمرتبة السادسة عالمياً لأكثر الدول اضطهاداً للمسيحيين، قائلة إن نظام الرئيس السوداني عمر البشير يحكم البلد منذ عام 1989، وتحت حكمه، باتت الدولة تعطي حقوقاً محدودة للأقليات الدينية، حيث يواجه المسيحيون تمييزاً وضغطاً مستمرين، كما تم هدم العديد من الكنائس في عام 2017 و2018، ما جعل بعض المسيحيين من دون أماكن للعبادة.
وذكرت المنظمة أن المسيحيين الذين تحولوا من الإسلام يتعرضون لاضطهاد شديد تحت حكم البشير.
أما اليمن فجاءت في المرتبة الرابعة عربياً، و الثامنة عالمياً، ووصفت المنظمة الأوضاع في اليمن بأنها صارت أسوأ بعد الحرب الأهلية التي خلفت أسوأ أزمة إنسانية، ما جعلها من الدول التي يصعب على المسيحيين العيش فيها، حيث سببت فوضى الحرب الجماعات المتطرفة في السيطرة على بعض المناطق في اليمن، وزادت من اضطهاد المسيحيين، مضيفة أنه حتى العبادة هناك محفوفة بالمخاطر، كما أن المتحولين إلى المسيحية من الإسلام يواجهون اضطهاداً مضاعفاً من الأسرة والمجتمع.
وحلت سوريا في المرتبة الخامسة عربياً، والـ 11 عالمياً، واعتبرت المنظمة أن الحرب الأهلية المستمرة في البلاد منذ سنوات عرضت المسيحيين لأزمات عديدة، وحتى في المناطق الأكثر أمناً في سوريا، يواجه المسيحيون الذين تحولوا من الإسلام الضغط والتمييز من مجتمعاتهم.
أما العراق فجاء في المرتبة السادسة عربياً والـ 13 عالمياً، ورغم أن هزيمة تنظيم داعش أدت إلى خفض مستوى الاضطهاد في جميع أنحاء البلاد، إلا أن التهديدات من الجماعات المتطرفة تجعل من الصعب على المسيحيين العائدين إلى مناطقهم أن يشعروا بالأمان، حيث لا زالوا يتعرضون للأذى البدني والنفسي ويواجهون تهديدات ومضايقات.
ووضع التقرير السعودية في المرتبة السابعة عربياً، والـ 15 عالمياً، قائلاً إنها تضع نظاماً إسلامياً صارماً يعامل المسيحيين مواطنين من الدرجة الثانية، فالإسلام هو الدين الوحيد المعترف به في المملكة ولا يمكن لأي دين آخر أن يكون له دار للعبادة، وبالتالي، يجب على المسيحيين، وأغلبهم من الوافدين، التجمع في سرية تامة.
يشير التقرير إلى أن المسيحيين السعوديين الذين تحولوا سراً إلى المسيحية، يتعرضون للقمع والتضييق فيما يخص حرية العبادة إلى جانب أحكام بالقتل في حال كشف حقيقتهم.
وجاءت مصر في المركز الثامن عربياً، والـ 16 عالمياً، حيث يعاني المسيحيون من الاضطهاد بطرق مختلفة، كما تغذي الثقافة الإسلامية داخل مصر التمييز وتخلق بيئة تجعل الدولة مترددة في احترام وإنفاذ الحقوق الأساسية للمسيحيين. ويذكر التقرير أنه رغم أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عبّر علانية عن التزامه بحماية المسيحيين، إلا أن تصرفات حكومته واستمرار هجمات الجماعات المتطرفة على الأفراد والكنائس تركت المسيحيين يشعرون بعدم الأمان، كما أن المتحولين للمسيحية لا يمكنهم الحصول على أي اعتراف رسمي بدينهم الجديد.
وجاءت الجزائر في المركز التاسع عربياً والـ 22 عالمياً، وقال عنها التقرير إنها شهدت في السنوات الأخيرة إغلاق العديد من الكنائس، فيما يتعرض المتحولون إلى المسيحية لرد فعل عنيف من قبل العائلات المسلمة والمجتمع غير المتسامح.
17 دولة عربية (من أصل 22 دولة عربية) على قائمة الدول الأكثر ظلماً للمسيحيين. هذه القائمة تضم 50 دولة، ما يعني أن نصف الدول الأكثر قمعاً للمسيحيين تقريباً هي عربية، وأن 78٪ من الدول العربية تقمع المسيحيين.
أثبت تقرير حديث أعدته منظمة الأبواب المفتوحة الدولية المعنية برصد القمع والانتهاكات التي يتعرض لها المسيحيون في العالم أن 17 دولة عربية تقمع المسيحين بشكل كبير وأن هناك نحو 4300 مسيحياً في العالم قتلوا في العام 2018 فقط "بسبب معتقداتهم".
ووضعت المنظمة الأردن في المرتبة العاشرة عربياً والـ 31 عالمياً، حيث المتحولون إلى المسيحية من الإسلام يتعرضون لقدر كبير من الاضطهاد من جميع أجزاء المجتمع الأردني، وعادة ما يبدأ الاضطهاد في المنزل، حيث يمكن أن يتضمن عنفاً خطيراً يصل لحد القتل، يضيف التقرير أن الحكومة الأردنية تضغط على الكنائس من أجل وقف بعض أنشطتها.
وفي المرتبة الـ 11 تأتي المغرب بترتيب عالمي هو الـ 35، حيث يواجه المسيحيين فيها تضييقاً واضطهاداً من قبل الدولة والمجتمع.
وفي المرتبة 12 نجد تونس، التي يضعها التقرير عالمياً في المرتبة 37، والحياة بالنسبة للمسيحيين في تونس ليست آمنة، خصوصاً في ظل التهديدات المحتملة التي يمكن أن يسببها العائدون إلى تونس من تنظيم داعش.
وتتواجد قطر في المرتبة الـ 13 عربياً والـ 38 عالمياً، وأغلب المسيحيين فيها من العاملين الأجانب، حيث يتعرضون لأشكال من القمع في مجتمع تحكمه القواعد الإسلامية، حيث لا يمكن للمسيحيين التعبد إلا في بيوتهم، كما يعد التبشير جريمة عقابها السجن.
وفي المرتبة الـ 14 تأتي الكويت وحلت 43 عالمياً، وأغلب المسيحيين في البلد من العمال الأجانب، والدستور الكويتي يحمل الكثير من التناقضات فيما يتعلق بحرية العقيدة، كما تمنع الكويت الأنشطة الدينية التي تتعارض مع العادات الإسلامية.
وفي المرتبة الـ 15 تأتي سلطنة عمان التي وضعها التقرير في المرتبة الـ 44 عالمياً، تليها الإمارات في المرتبة 16 عربياً والـ 45 عالمياً، ثم الأراضي الفلسطينية في المرتبة 17 عربياً، والـ 49 عالمياً.
خلفية المنظمة
يُطلق على منظمة الأبواب المفتوحة اسم "الوزارة الدولية الخدمية التي تعمل علي رصد ممارسات اضطهاد المسيحيين والاعتداء على الكنائس في جميع أنحاء العالم" تأسست عام 1955، لكن أسئلة عدة تحوم حول أجندتها ومدى مصداقية إحصائياتها وأهدافها.
المنظمة مسيحية التوجه وتدافع عن انتشار الدين المسيحي لكن انتقادات عدة وجهت لها تتهمها بأنها تستخدم الورقة المسيحية للضغط على دول ديانتها الأولى ليست المسيحية، وأن هدف المنظمة هو التشجيع على التبشير بالدين المسيحي.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...