"فضّلنا عدم الظهور إعلامياً حين اعتُقلت لجين لاعتقادنا أن الصمت قد يحل المُشكلة، لكن الصمت زاد الأمر سوءاً في الحقيقة" بهذه الكلمات خاطب وليد الهذلول، شقيق الناشطة السعودية لجين الهذلول المُعتقلة منذ مايو 2018، القُراء عبر حوار نشرته الجمعة الإندبندنت البريطانية كاشفاً أن عائلته حاولت التواصل مع عدد من الهيئات الحكومية بشأن احتجازها لكنها لم تتلقَ أي "معلومات واضحة".
وأعرب الهذلول لصحيفة الإندبندنت عن قلقه من احتمالية تدهور مُعاملة السلطات السعودية مع شقيقته التي تعرضت في حبسها الإنفرادي للضرب، والصعق بالصدمات الكهربائية والإيهام بالغرق والجلد على الفخذين والعناق والتقبيل القسريين بحضور المستشار في الديوان الملكي سعود القحطاني، يد ولي العهد محمد بن سلمان اليمنى. وأكّد وليد مرة أخرى أن شقيقته هددت بالاغتصاب والقتل، مُضيفاً أن "عدم الشفافية" يثير الكثير من التساؤلات حول العدالة في السعودية.
ولفت الهذلول المُقيم في منطقة أونتاريو في كندا إلى أن عائلته لم تكن على علم بمكان اعتقال لجين بعد شهر من اعتقالها. وأضاف أنه توقّع في البداية أن يتم استجوابها ثم يُطلق سراحها على الفور، مؤكداً أنه كان يجهل تماماً سوء معاملتها.
وقال للصحيفة البريطانية: لم نفكر للحظة أنها ستتعرض للتعذيب ولسوء المُعاملة في البداية. لم نكن نعلم بهذا الجنون حتى نوفمبر الماضي (حين نشرت منظمتا العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش تقاريرهما)، ثم تحدثت لجين عن الانتهاكات لوالديَّ الذين زاراها وكانت يداها ترتعشان. يقول وليد إن أباه وأمه عاينا علامات التعذيب والحروق والكدمات على ساقيها.
وأكدت لجين لوالديها تعرّضها لمُضايقات بشكل مُتكرر من قبل رجال ملثمين، كانوا يوقظونها في منتصف الليل لتهديدها. وقال وليد إن شقيقته اضطرت إلى تحمّل "اعتداء جنسي لفظي" إلى جانب "تحرش جنسي" على أيدي معذبيها.
وأضاف أن أحد المُحققين وضع ساقيه على ساقي لجين "كما يضع الشخص ساقيه على الطاولة" على حد تعبيره، وكان يدخن وينفخ دخان سيجارته في وجهها".
سعود القحطاني يُشرف على التعذيب
"سنغتصبك، ونقتلك، ونقطعك، ونضعك في نظام الصرف الصحي"، قال سعود القحطاني للجين الصيف الماضي، وفقاً لما نقله شقيقها لصحيفة إندبندنت، وهو ما أكّدته شقيقته علياء في مقال لها في نيويورك تايمز في يناير الماضي قائلةً إن القحطاني كان حاضراً عدة مرّات أثناء تعذيب لجين وكان يضحك عليها في بعض الأحيان، فيما كان يُهددها بالقتل والاغتصاب وإلقاء جثتها في مجاري الصرف الصحي أحياناً أُخرى.
وقال وليد إن رغم إقالة القحطاني من منصبه بعد توّرطه بمقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي إلا أنه "لا يزال يُدير وسائل الإعلام والذباب الإلكتروني على تويتر على ما يبدو"، على حد تعبيره.
وتقدّمت لجين بشكوى رسمية عن ظروف اعتقالها وتعذيبها حين كانت في سجن ذهبان الذي يبعد 20 كيلومتراً خارج حدود مدينة جدة لكن الشكوى لم تذهب إلى السلطات، بحسب وليد، الذي كشف أنها تقدّمت بشكوى أُخرى في سجن الحائر بالقرب من العاصمة الرياض مطلع فبراير الحالي لكن الإدارة "لم تصدر رقماً مرجعيا بالشكوى بعد"، وهو ما دفع شقيقته علياء للتعليق على تويتر ساخرة: ما زلنا بانتظار الرقم العجيب.
وأشار وليد إلى أن وفداً من هيئة حقوق الإنسان السعودية زار لجين بعد نشر تقارير عن تعذيب المعتقلات في نوفمبر الماضي، وطلب منها كتابة شهادتها عن التعذيب. وبعد الكتابة سألت ثلاثة أشخاص من الوفد: هل ستحموني؟، أجابوا "لن نستطيع"، "فقامت بتمزيق الورقة وبكت لأنها شعرت أن لا فائدة من شهادتها"، بحسب ما قاله وليد للصحيفة البريطانية.
"سنغتصبك، ونقتلك، ونقطعك، ونضعك في نظام الصرف الصحي"، قال سعود القحطاني لـ #لجين_الهذلول، وفقاً لما نقله شقيقها #وليد_الهذلول لصحيفة الإندبندنت البريطانية
شقيق #لجين_الهذلول لصحيفة إندبندنت البريطانية: رغم إقالة سعود القحطاني من منصبه بعد توّرطه بمقتل الصحفي جمال خاشقجي إلا أنه لا يزال يُدير وسائل الإعلام والذباب الإلكتروني على تويتر على ما يبدو
لا تعليق من إندبندنت العربية
وبعد دقائق قليلة من نشر إندبندنت البريطانية الحوار الذي تحدّث فيه وليد عن تطوّرات ظروف احتجاز شقيقته لجين، وجّه رسالة لرئيس تحرير إندبندنت العربية الصحفي السعودي عضوان الأحمري عبر تويتر قائلاً إنه "طرق أبواب الإعلام السعودي" ليتحدّث عما تتعرض له لجين في السجن لكن "لا حياة لمن تُنادي"، على حد تعبيره.
وفي إشارة إلى الاختلاف الكبير بين خطي التحرير في الإندبندنت الأصلية أي البريطانية والإندبندنت العربية التي تناقض موادها مواد الصحيفة الأصلية قال وليد الهذلول مخاطبا الأحمري: "قلت ممكن لو أطلع في صحيفة الإندبندنت الإنجليزية، قسمكم العربي يقوم بترجمة المقابلة بالعربي. أتمنى أن يتم قبول طلبي".
ويأتي حوار وليد للإندبندنت بعد أقل من شهر من كتابته مقالاً نشر في موقع سي إن إن الأمريكية عن الانتهاكات التي تتعرّض لها لجين.
وتأتي تصريحات وليد الهذلول بعد أن حث البرلمان الأوروبي، الخميس 21 فبراير، السعودية على إطلاق سراح الناشطات المُدافعات عن حقوق المرأة، كما دعا المملكة إلى إلغاء قانون الولاية، الذي بموجبه يتعين على المرأة السعودية الحصول على إذن من ولي أمرها بشأن مسائل عدة مثل مُغادرة المملكة.
السعودية لا تزال في حالة إنكار
نفت الرياض في وقت سابق استخدامها أسلوب التعذيب وقالت إن الاعتقالات جاءت على أساس اتصالاتٍ مريبة بكيانات أجنبية وتقديم دعم مالي "لأعداء خارجيين".
وقالت وزارة الإعلام السعودية في بيان لها إن "حكومة المملكة ترفض جملة وتفصيلاً مزاعم العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش" لافتةً إلى أن المزاعم الغريبة التي وردت و"الاقتباس عن إفادات مجهولة أو مصادر مطلعة" هو ببساطة خطأ.
وقال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في زيارته إلى واشنطن في فبراير الحالي إن السلطات السعودية "تبحث في ادعاءات سوء المعاملة"، لافتاً إلى أن اعتقال الناشطات المُدافعات عن حقوق المرأة سببه أنهن "يُهددن الأمن القومي".
ولم يرد مسؤولون في المملكة على الفور على طلب إندبندنت التعليق على ما قاله وليد الهذلول.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يوممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ يومينtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ يومينعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ 6 أيامرائع