لم يمرَّ مقتل الصحافي والكاتب السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول، 2 أكتوبر، مرورَ الكرام، بل تسبب بثورةٍ "حقوقية" ضد الحكومة السعودية، التي بات لها سجلٌ في انتهاكات حقوق الإنسان، بحسب مُنظماتٍ حقوقيةٍ عالمية، منها "هيومن رايتس ووتش". تقول المُنظمة إن اعترافَ السعودية أن ممثلين حكوميين قتلوا خاشقجي أثارَ تدقيقاً مكثفاً، حتى وإن كان متأخراً، لسجل المملكة في انتهاكات حقوق الإنسان، إذ قال نائب مديرة قسم الشرق الأوسط في المنظمة، مايكل بَيْج، إن اغتيال خاشقجي، الذي وصفه بـ"الوحشي"، لم يكن مجردَ مهمةٍ سارت بشكلٍ خاطئ، بل نتيجة "إهمال السعودية الخطير لحقوق الإنسان، والاعتقاد أن حكمَ القانون لا ينطبق على وليّ العهد محمد بن سلمان وقادة المملكة الآخرين"، بحسب قوله. ولهذا قامت المُنظمة بطرح 10 أسئلةٍ لولي العهد السعودي، وطالبته بالإجابة عنها: 1- لماذا يستمر التحالفُ بقيادة السعودية الذي ينفذ عملياتٍ عسكريةً في اليمن في شن هجماتٍ غيرِ مشروعة يتلكأ في التحقيق فيها وفي تقديم تعويضاتٍ للضحايا المدنيين؟ تقود المملكة التحالفَ العسكري الذي بدأ عملياتِه في اليمن في مارس 2015 بهدف إعادة السلطة للحكومة اليمنية بعد أن أطاحها الحوثيون. بحسب المنظمة، ارتكب هذا التحالف العديدَ من انتهاكات القانون الدولي الإنساني، بما في ذلك ما يبدو أنه جرائمُ حربٍ، ولم يجرِ تحقيقاتٍ هادفةً ومحايدة في الانتهاكات المزعومة. 2- لماذا احتجزت السعودية المدافعاتِ عن حقوق المرأة البارزاتِ، ومتى ستفرج عنهن؟ أطلقت السلطات السعودية مايو الماضي حملةً قمعيةً ضد حركة حقوق المرأة، مُعتقلةً ما لا يقل عن 13 ناشطةً في حقوق المرأة بارزات، ما زالت 9 منهن محتجزاتٍ دون تهم، هنّ: لجين الهذلول، وعزيزة اليوسف، وإيمان النفجان، ونوف عبدالعزيز، ومياء الزهراني، وهتون الفاسي، وسمر بدوي، ونسيمة السادة، وأمل الحربي. 3- لماذا تستهدف السعودية المنشقين والناشطين السلميين في الخارج؟ ذكرت المنظمة أن قبل مقتل خاشقجي، أوقف رجال الأمن لجين الهذلول، ناشطةٌ سعوديةٌ بارزة، في الإمارات، حيث تدرس، وأعادوها إلى الرياض، وأعاد رجال الأمن زوجَها السابق، فهد البتيري، من الأردن في ظروف مشابهة. 4- لماذا اعتقلت السلطات السعودية أكثر من 300 أميرٍ ورجل أعمال ومسؤولٍ حكومي ابتداء من نوفمبر/تشرين الثاني 2017، واحتجزت العديدَ منهم في فندق "ريتز كارلتون"، دون أية إجراءاتٍ قانونية واضحة على ما يبدو؟ احتجزت السلطات السعودية، في نوفمبر 2017، 381 شخصاً بتهم تتعلق بمزاعم فساد، من بينهم أمراءُ بارزون ومسؤولون في مجال الأعمال ومسؤولون حكوميون رفيعي المستوى. 5- لماذا لا تزال المرأة بحاجة إلى إذنٍ من قريب ذَكَر للحصول على جواز سفر أو لمغادرة البلاد؟ رغم الإصلاحات التي أجريت في المملكة الفترةَ الأخيرة، لم تلغِ السعودية "نظام ولاية الرجل"، والذي بموجبه، تُمنع المرأة من الحصول على جواز سفرٍ أو الزواج أو السفر أو الخروج من السجن دون موافقة وليّ أمرٍ ذكر، عادة ما يكون الزوجَ أو الأبَ أو الأخَ أو الابن، وفقاً للمنظمة. 6- لماذا يقضي نشطاء مثل رائف بدوي، ووليد أبو الخير، ومحمد القحطاني أحكاماً بالسجن لأكثر من 10 سنواتٍ بسبب نشاطهم السلمي؟ توجه السلطات السعودية اتهاماتٍ جنائيةً لنشطاء حقوق الإنسان، نتيجة تعبيرهم عن رأيهم. منذ عام 2014، حاكمت السلطات السعودية سلسلةً من المنشقين، في "المحكمة الجزائية المتخصصة"، وهي محكمة قضايا الإرهاب السعودية، التي حكمت على بعضهم بالسجن مدة 10 سنواتٍ أو أكثر. 7- لماذا تودع السعودية في بعض الأحيان المشتبهَ بهم جنائياً في الاحتجاز السابق للمحاكمة شهوراً أو حتى سنواتٍ دون تهمةٍ أو محاكمة؟ حللت المنظمة، أبريلَ الماضي، بياناتٍ من قاعدة بيانات عامة لوزارة الداخلية على الإنترنت، وكشفت أن السلطات احتجزت 2305 أشخاصٍ قيد التحقيق أكثر من 6 أشهرٍ دون إحالتهم إلى قاضٍ، و1875 منهم أكثر من عام، و251 أكثر من 3 سنوات. 8- لماذا يُعدّ انتقاد الملك سلمان وولي العهد الأمير محمد بن سلمان "إرهاباً" في السعودية؟ يتضمن قانون مكافحة الإرهاب لعام 2017 تعريفاتٍ، وصفتها المنظمة بـ"الغامضة والفضفاضة للغاية" لأعمال الإرهاب، وفي بعض الحالات، يعاقب عليها بالإعدام. يشمل القانون عقوباتٍ جنائيةً بالسجن لمدة تتراوح بين 5 و10 سنواتٍ لتصوير الملك أو ولي العهد، بشكل مباشر أو غير مباشر، "بطريقة تسيء إلى الدين أو العدالة". 9- لماذا تعدم السعودية أشخاصاً لجرائم ليست الأشدّ خطورةً بموجب القانون الدولي؟ تقول المنظمة إن السعوديةَ أعدمت أكثر من 650 شخصاً منذ بداية عام 2014، أكثر من 200 منهم لجرائم مخدرات "غير عنيفة"، وأنها في عام 2018، بدأت السعيَ إلى فرض عقوبة الإعدام على المنشقين في محاكمات لم تتضمّن تهماً بالعنف. 10- لماذا لا تسمح السعودية بالممارسة العامة لأيّ دينٍ غير الإسلام وتميز بشدة ضد مجتمعها الشيعي؟ لفتت المنظمة إلى أنه لا يزال عشراتُ الشيعة السعوديين خلفَ القضبان، لمجرد مشاركتهم في احتجاجات عام 2011، طالبوا فيها بالمساواة الكاملة والحقوق الأساسية لجميع السعوديين.
"لماذا يُعدّ انتقادُ الملك سلمان ووليّ العهد الأمير محمد بن سلمان "إرهاباً" في السعودية؟" كان أحدَ الأسئلة العشرة التي وجهتها منظمة هيومن رايتس ووتش لولي العهد السعودي، تعرفوا إليها
لم يمرَّ مقتل جمال خاشقجي مرور الكرام، بل تسبب بثورةٍ "حقوقية" ضد الحكومة السعودية، التي بات لها سجلٌ في انتهاكات حقوق الإنسان، بحسب "هيومن رايتس ووتش" التي وجهت لولي العهد 10 أسئلة للإجابة عنها.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ يومرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون
Ayman Badawy -
منذ أسبوعخليك في نفسك وملكش دعوه بحريه الاخرين