نقلت وسائل إعلام عالمية عن مصادر على صلة بالديوان الملكي السعودي أن المستشار بالديوان الملكي سعود القحطاني الذي أقيل من منصبه بسبب قضية مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي ما زال يتمتع بنفوذ كبير، وما زال ضمن الدائرة المقربة من ولي العهد الأمير السعودي محمد بن سلمان.
وعزل القحطاني من منصبه كمستشار لولي العهد، أواخر أكتوبر الماضي، بعدما أكدت مصادر مخابراتية أنه أشرف على عملية قتل خاشقجي داخل قنصلية بلاده في اسطنبول يوم 2 أكتوبر بأن أعطى الأوامر للقتلة عبر تطبيق سكايب، ونقلت وسائل إعلام عن مسؤول سعودي رفيع المستوى قوله حينها إن عزله "قرار سياسي" بسبب التقصير في أداء الواجب والاشتراك في تطور الأحداث التي أفضت إلى واقعة القتل.
وبعد عزله بأسابيع، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على القحطاني بسبب دوره في قضية خاشقجي التي سببت أزمة عالمية كبيرة لا تزال السعودية تعاني من تداعياتها حتى الآن.
وأيد مجلس الشيوخ الأمريكي الشهر الماضي قراراً يحمل ولي العهد مسؤولية قتل خاشقجي ويطالب الرياض بإجراء تحقيق واف.
ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن عدة مصادر تأكيدها أن القحطاني ما زال يتصرف نيابة عن الديوان الملكي، كما أنه على اتصال بولي العهد، ويواصل أيضاً توجيه تعليمات لمجموعة صغيرة من الصحفيين السعوديين بشأن ما ينبغي أن يكتبوه عن سياسات المملكة.
وكان ينظر للقحطاني على نطاق واسع داخل المملكة أنه الذراع اليمنى لولي العهد.
وفي الوقت الذي كان يعمل فيه رئيساً للمركز الإعلامي الخاص بالديوان الملكي حتى إقالته، كان القحطاني هو المسؤول عن وحدة إعلامية إلكترونية مهمتها هي تجميل وحماية صورة المملكة، وتعمل على عدة قضايا أبرزها الخلاف السعودي مع قطر، وتحسين صورة الأمن وحقوق الإنسان داخل السعودية.
وبحسب المصادر التي تحدثت لرويترز فإن الحصانة التي يتمتع بها القحطاني على ما يبدو تظهر أن التعهدات السعودية بمحاسبة المسؤولين عن مقتل خاشقجي غير جادة.
ولم تتمكن رويترز من التواصل مع القحطاني للحصول على تعليق، لكنها تواصلت مع مسؤول سعودي لم تذكر اسمه أكد لها أن القحطاني لا يمارس أي دور في الديوان الملكي، وقال إنه لم يقم بأي عمل منذ عزله ولا يزال رهن التحقيق وممنوعاً من السفر.
لكن تقول رويترز إن خمسة مصادر أكدوا لها أن القحطاني ما زال يواصل الظهور بشكل متكرر في الديوان الملكي، وقال أحد المصادر الأجنبية: "لا يزال حاضراً، وحراً ومرضياً عنه" مضيفاً أن ولي العهد السعودي ما زال متمسكاً به ولا يبدو أنه مستعداً للتضحية به.
وأكد مصدر آخر وصفته الوكالة بأنه مطلع على مناقشات بين ولي العهد وزواره، أن الأمير محمد نفسه أبلغ زواراً بأن القحطاني ما زال مستشاراً رغم أنه قال لهم إن بعض الصلاحيات سحبت منه.
وتقول رويترز إنها علمت من مصادرها أن القحطاني يملي حتى الآن تعليماته بخصوص الديوان الملكي على كتاب الأعمدة وكبار الصحفيين الذين يرى أنهم قادرون على التأثير في الرأي العام.
وتوقف القحطاني عن استخدام تويتر، وهو منصة اعتاد على استخدامها لمهاجمة منتقدي المملكة، في 23 أكتوبر الماضي، لكن يؤكد نشطاء سعوديين يعيشون في الخارج أنه ما زال له نفوذ على الإعلام السعودي، كما أن له دوراً في الهجمات التي يقولون إنهم يتعرضون لها على تويتر، تتهمهم بعدم الولاء لولي العهد أو بعدم الوطنية.
ونقلت رويترز عن الباحثة والناشطة السعودية هالة الدوسري المقيمة في الولايات المتحدة قولها إنه لم يتغير شيء، ما زال يتبنى السياسات ذاتها، واللغة العدوانية نفسها، مضيفة أن بصماته ظاهرة في الإعلام السعودي.
تقول رويترز إن خمسة مصادر أكدوا لها أن سعود القحطاني الذي أقيل من منصبه بسبب قضية مقتل جمال خاشقجي ما زال يواصل الظهور بشكل متكرر في الديوان الملكي، وقال أحد المصادر الأجنبية: "لا يزال حاضراً، وحراً ومرضياً عنه"...
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
Mohammed Liswi -
منذ يومأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ يومينلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 5 أياممقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...
Nahidh Al-Rawi -
منذ أسبوعتقول الزهراء كان الامام علي متنمرا في ذات الله ابحث عن المعلومه
بلال -
منذ أسبوعحلو
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ أسبوعالمؤرخ والكاتب يوڤال هراري يجيب عن نفس السؤال في خاتمة مقالك ويحذر من الذكاء الاصطناعي بوصفه الها...