بالدموع والأغنيات، وقف بحارنة وأستراليون وحقوقيون دوليون أتوا من وجهات بعيدة خصيصاً من أجل هذه اللحظة الخاصة جداً: وصول اللاعب البحريني حكيم العريبي أستراليا، فجر الثلاثاء، قادماً من تايلاند حيث احتجز منذ نوفمبر الماضي بعد طلب المنامة توقيفه وترحيله إليها.
"سأصبح مدافعاً قوياً عن بلدي أستراليا من الآن، أشكر أستراليا...لا أملك الجنسية الأسترالية بعد، لكن أستراليا هي بلدي. وأريد أن أموت فيها"، كلماتٍ قليلة قالها حكيم لكن معانيها دقيقة تعكس مرارة الخذلان من جهة والوعي بوفاء بلد اللجوء الذي تجند لاستعادته من جهة أخرى. هذا التصريح الذي نطق به حكيم فور نزوله من الطائرة التي أقلته من بانكوك إلى ملبورن وهو "مبتسم" لأول مرة منذ بداية محنته ستكون له انعكاسات في الأيام القادمة.
نهاية سعيدة جداً لمحنة مريرة جداً
لم يفت العريبي (26 عاماً) تقديم الشكر لكل من ساندوه في محنته، وخاصةً كريغ فوستر، قائد المنتخب الأسترالي السابق وأحد أول المتبنيين لقضية اللاعب البحريني منذ بدايتها وأشرسهم.
قدم فوستر العريبي إلى وسائل الإعلام على أنه "أشهر شاب في أستراليا حالياً ورجل معركة حقوق الإنسان الأبرز"، بعد ساعاتٍ قليلة من تغريدة لفوستر في تويتر قال فيها "أطير إلى ملبورن لأشهد اللحظة التي يقف فيها الجميع مرحبين بحكيم، بالانتصار الأعظم للبشرية، بمساندة الناس للحق ووقوفهم في وجه الأنظمة الظالمة".
وبحفاوة بالغة، وقف عشرات المتعاطفين مع قضية حكيم في مطار ملبورن مرتدين قمصاناً كتب عليها #SaveHakeem ذاك الشعار الذي أطلق في تويتر وجاب العالم للحشد لقضيته منذ احتجازه وحتى الإفراج عنه أمس الاثنين.
ووسط حضور كبير من وسائل الإعلام الأسترالية والدولية، رفع المحتفون بتحرير حكيم لافتات دُوّن عليها "مرحباً بك في بيتك حكيم"، ووقفوا يغنون ويهللون فور ظهور حكيم على باب خروج المطار فيما غلبت الدموع بعضهم من شدة التأثر والفرح أو لصعوبة تصديق أن تلك المحنة انتهت وأنه بينهم الآن "سالماً".
وبينما ظهر العريبي وهو يرتدي قميص فريق باسكو فيل الذي يلعب في صفوفه في ملبورن، حرص بعض الحضور على جذبه واحتضانه والمباركة له.
نهاية سعيدة لقصة اللاعب البحريني اللاجئ حكيم العريبي بعد معاناة في تايلاند طيلة أشهر. قبل أسبوع ظهر حكيم حافي القدمين مكبلاً بالأغلال يُقاد إلى محكمة في بانكوك لكنه أمس ظهر حراً مبتسماً في بوابة خروج مطار ملبورن الأسترالي.
حقوقيون بحرينيون صرحوا لرصيف22 كيف منح حكيم العريبي بانتصاره الثمين قَبَس أمل جميل لآلاف المظلومين حول العالم. وربما لهذا غنى العشرات أمس في استقبال حكيم في ملبورن لحظة طل عليهم مبتسماً. قصة أمل نرويها في هذا التقرير.
"انتصار عظيم لحقق الإنسان"
أيام قليلة تفصل بين ظهور حكيم حافي القدمين مكبلاً بالأغلال وهو يدخل المحكمة في تايلاند، وبين دخوله قاعة استقبال مطار ملبورن منتصراً محتفىً به، لكن الفارق بين الصورتين عظيم ومؤثر حد الوجع أيضاً.
ويقول يوسف المحافظة، الحقوقي البحريني، نائب رئيس منظمة سلام الحقوقية، لرصيف22: "الإفراج عن حكيم هو نجاح باهر للحملة الحقوقية والإعلامية والرياضية التي دافعت بشراسة عن حريته" مردفاً: "هو أيضاً بمثابة دفعة لكل المؤمنين بالقيم التي نناضل من أجلها، بأن وراء كل نضال وطالب حق نتيجة".
وأضاف: "هذا الإفراج يقدم جرعة لمواصلة النضال من أجل الإفراج عن قرابة خمسة آلاف معتقل سياسي في سجون البحرين كذلك".
أما حسين يوسف، الصحافي والناشط بالحريني، فأكد لرصيف22 أن "البحرينيين عاشوا فرحةً كبيرةً بإنقاذ العريبي، هذا الانجاز يعد انتصاراً لمبادئ حقوق الإنسان".
وتابع قائلاً: "عشنا تناقضاً.. التف العالم الحر وضميره اليقظ حول اللاعب حكيم وأقدامه الحافية…. وفيما تهينه بلده الأم وتسعى لتحطيمه، يستقبله الأستراليون ويسعون للاحتفاء به وحمايته".
وأردف قائلاً: "شكل تحرير حكيم دافعاً معنوياً كبيراً، لاسيما بعد الألم الكبير الذي سببه تسليم هولندا للشاب علي الشويخ وما تبعه من اعتقاله واختفائه قسرياً فور تسليمه للسلطات البحرينية".
وأوضح: "كل ما حصل يعكس مؤشرات واضحة لحاجة البحرين لتحسين أوضاع حقوق الإنسان واحترام إنسانية مواطنيها، ولن يتم ذلك إلا بتحقيق الديمقراطية وإنجاز الشراكة وكسر قيود احتكار السلطة والثروة في يد العائلة الحاكمة".
ترك حكيم البحرين عام 2014، بعد أن تعرض للسجن والتعذيب، وحكم عليه غيابياً بتهمة نُفذت في وقت كان يخوض فيه مباراة بثت على التلفزيون مباشرة وحكمت عليه السلطات القضائية غيابياً بالسجن 10 سنوات.
ووصل العريبي أستراليا عام 2015، وحصل لاحقاً على وضع لاجئ، وقصد تايلاند لقضاء شهر العسل نوفمبر الماضي لكنه اعتقل هناك، وعقب ضغوط دولية عديدة تراجعت البحرين عن المطالبة بتسليمه الاثنين 11 نوفمبر بعد مشاورات مكثفة مع تايلاند.
وأكدت النيابة العامة التايلاندية "تم إبلاغنا من قبل وزارة الخارجية بسحب البحرين طلبها بالتسليم. إذا لم يعودوا يطالبون به، لا سبب يدفعنا لإبقائه هنا”. وبالفعل غادر العريبي تايلاند منتصف ليل الاثنين-الثلاثاء بالتوقيت المحلي قبل أن يصل ملبورن فجر الثلاثاء.
يذكر أن مواقعَ موالية للحكومة البحرينية روجت أنباءً عن تقدم وزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد آل خليفة، بمذكرة إلى السفير الأسترالي لدى البحرين رضوان جدوت، لاسترداد العريبي. إلا أن الكثير من الحقوقيين اعتبروها "محاولة يائسة" من البحرين لحفظ ماء وجهها.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يوممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومينفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومينعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ يومينtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعرائع