شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

انضمّ/ ي إلى ناسك!
ترامب

ترامب "يكتشف" أن السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين أصعب مما كان يعتقد

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الجمعة 7 سبتمبر 201807:16 م
اعترف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن عملية التوصل إلى اتفاق سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين قد تكون أصعب مما كان يعتقد. ويتناقض ذلك تماماً مع تصريحات متفائلة سابقة للرئيس الأمريكي، منها قوله في فبراير 2017 إنه سيعمل بجد للتوصل إلى "اتفاق سلام عظيم فعلاً" بين إسرائيل والفلسطينيين. كما تحدث في مايو 2017 عن أن إقامة السلام بين إسرائيل والفلسطينيين قد يكون "ليس بنفس الصعوبة التي كان يعتقدها الناس على مر السنين". وفي ما بدا وكأنه تراجع كبير عن تصريحاته السابقة، قال ترامب في السادس من سبتمبر إنه ربما كان على خطأ. وأضاف في لقاء عبر الهاتف مع زعماء دينيين يهود، بمناسبة رأس السنة العبرية، أنه على الرغم من ذلك فإن صهره ومستشاره جاريد كوشنر، والسفير الأمريكي في إسرائيل ديفيد فريدمان يعملان بجدية على ملف السلام. ورغم إقراره بصعوبة المهمة إلا أنه شدد على أنه مصرّ على إنجاح الملف الذي ظل عصياً على زعماء أمريكيين سابقين على مدى عقود. وتحدث الرئيس الأمريكي كثيراً منذ توليه الرئاسة عن رغبته في تحقيق ما وصفه "باتفاق سلام نهائي" في الشرق الأوسط، لكنه إدارته لم تعرض أية استراتيجية واضحة في سبيل تحقيق ذلك، حتى الآن. وانهارت آخر محادثات بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني في أبريل 2014، بعد نحو عام من مناقشات مطولة ظهر لاحقاً أنها عديمة الجدوى إلى حد كبير، وكانت بقيادة وزير الخارجية الأمريكي الأسبق جون كيري. وأثار ترامب جدلاً كبيراً في المنطقة والعالم عندما أعلن نقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس. وقُتل أكثر من 60 فلسطينياً بنيران إسرائيلية خلال الاحتجاجات في قطاع غزة، في يوم تنصيب السفارة الجديدة، في الرابع عشر من مايو، وهو الحفل الذي حضره أيضاً كوشنر وزوجته إيفانكا، ابنة ترامب.

الرهان على ملف المساعدات

ويبدو أن المساعدات التي تقدمها الولايات المتحدة للفلسطينيين هي السلاح الذي بات يراهن عليه ترامب لإجبار الفلسطينيين على القبول باتفاق السلام. فقد قال إن المساعدات التي تقدّمها بلاده ستُعَلَّق ما دام الفلسطينيون، الذين قاطعوا إدارته بعد إعلان نقل السفارة، يرفضون الجلوس على طاولة المفاوضات. وأضاف: "كانت الولايات المتحدة تدفع لهم مبالغ هائلة من المال. وأقول لهم ستحصلون على المال، لكننا لن ندفع لكم حتى نتمكن من إبرام اتفاق. وإذا لم نقم بإبرام اتفاق، فلن ندفع".
بعد مرحلة من التفاؤل والثقة المبالغ فيها بالنفس، اعترف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن عملية التوصل إلى اتفاق سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين قد تكون أصعب مما كان يعتقد
ترامب يبتزّ الفلسطينيين: "ستحصلون على المال، لكننا لن ندفع لكم حتى نتمكن من إبرام اتفاق. وإذا لم نقم بإبرام اتفاق، فلن ندفع"
وفي 31 أغسطس، أوقفت الولايات المتحدة كل التمويل الذي كانت تقدمه لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا). وقبل أسبوعين، أعلنت الإدارة الأمريكية أنها ستوقف 200 مليون دولار من مساعدتها للاقتصاد الفلسطيني، عبر برامج في الضفة الغربية وقطاع غزة. ويمكن لخفض المساعدات المقدمة للفلسطينيين أو منعها أن يزيد من حدة التوترات في المنطقة.

صمت العرب... أمل لإسرائيل

وكان السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة رون ديرمر قد تحدث في الخامس من سبتمبر في احتفال أقامته سفارة بلاده في واشنطن، بمناسبة رأس السنة العبرية، عن أن الدول العربية لم تعد متعاطفة مع الفلسطينيين كما كان الحال في السابق، مشيداً بقرار نقل السفارة الأميركية في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس. وأضاف ديرمر أن رد العالم العربي على القرار كان "في معظمه صمتاً"، معتبراً أن هذا الصمت "ينبغي أن يعطينا أملاً حقيقياً في المستقبل، الأمل في أنه بعد سبعين عاماً من شيطنة إسرائيل، قد تكون بعض الدول العربية مستعدة أخيراً لإغلاق هذه الصفحة".

الكونفدرالية اقتراح غير واقعي

وفي الثاني من سبتمبر، كشف الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال لقاء مع مسؤولين من منظمة "السلام الآن" وأعضاء في الكنيست الإسرائيلي، أن فريق ترامب عرض عليه اتفاق سلام قائم على كونفدرالية مع الأردن. وعلق عباس على المقترح بأنه يقبل هذه الخطة، في حال قبلت إسرائيل أن تدخل في هذه الكونفدرالية، وقال: "أريد كونفدرالية بثلاثة أطراف، مع إسرائيل والأردن، وأنا أطالب إسرائيل بقبول هذا الاقتراح". وكان تحليل حديث لمجلة الإيكونوميست قد اعتبر أن اقتراح إدارة ترامب ليس واقعياً. وبحسب تحليل للمجلة البريطانية، فإن الفكرة ظهرت لأول مرة منذ نحو نصف قرن. حين اقترحها ملك الأردن حسين في سبعينيات القرن الماضي، لكن وقتها رفضها الفلسطينيون، ثم وافقوا عليها، قبل أن يرفضوها مرة أخرى. ويرى التحليل أن الفكرة قد يبدو أن لها بعض المزايا، إذ ستحصل الشركات في الضفة الغربية على إمكانية الوصول إلى الأردن وإلى أسواق التصدير خارجها، فضلاً عن قدرة الجيش الأردني على تأمين الحدود مع إسرائيل، وهي المنطقة التي تسبب للأردن مخاوف أمنية مستمرة. لكن رغم ذلك، تصف المجلة اقتراح ترامب بأنه بدا مرتجلاً وغير واقعي، نظراً إلى أن الأردن يرفض الفكرة، كما يسبب الاقتراح عدم ارتياح للأردنيين من غير الأصول الفلسطينية إذ يخشون من أن استيعاب ثلاثة ملايين فلسطيني جديد سيضعف سلطتهم.

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image