هل تخلت تركيا عن بعض أفراد جماعة الإخوان المسلمين المصرية؟ أم أنه “مجرد” سوء تنسيق بين أنقرة وقيادات الإخوان رغم وجودهم فوق الأراضي التركية؟
قصة ترحيل إسطنبول مصرياً محكوماً عليه بالإعدام تأخذ منعرجاً جديداً الأربعاء بعد اتهامات لتركيا بـ “خيانة الجماعة”، إلا أن التحرك فات أوانه، لأن المحكوم بالإعدام تسلمته القاهرة.
وأعلن مكتب حاكم إسطنبول، الأربعاء 6 فبراير، أن تركيا ستحقق في ترحيل مواطن مصري محكوم عليه بالإعدام في مصر في قضية اغتيال النائب العام السابق هشام بركات، مؤكداً أن السلطات التركية أوقفت ثمانية ضباط عن العمل لتورطهم بعملية الترحيل.
وكانت عناصر وقيادات إخوانية مصرية قد أعلنت ترحيل تركيا الشابَ محمد عبد الحفيظ حسين، يقول الإخوان إنه عضو في جماعتهم، يوم 16 يناير الماضي، رغم أنه قدم للسلطات التركية ما يؤكد أنه محكوم عليه بالإعدام في مصر.
وبحسب وسائل إعلام مصرية، كان حسين، من بين 28 شخصاً قضت محكمة مصرية في يوليو 2017 بإعدامهم بعد إدانتهم بقتل النائب العام المصري في هجوم بسيارة ملغومة، وصدر الحكم على حسين غيابياً.
وبمنشور في فيسبوك، أخبر القيادي المحسوب على جماعة الإخوان هيثم أبو خليل، المقيم حالياً في تركيا أنه تم ترحيل حسين بعد وصوله بساعات مطارَ إسطنبول قادماً من العاصمة الصومالية مقديشو.
واعتبر أبو خليل أن سبب ترحيل حسين، البالغ من العمر 29 عاماً، إلى مصر هو “الخلافات وعدم التنسيق فيما بيننا لحماية الشباب الأبرياء المطاردين".
https://www.facebook.com/photo.php?fbid=2311431192208947&set=a.765398423478906&type=3تقصير وسوء تنسيق...
ثم أكدت صفحات وحسابات ووسائل إعلام محسوبة على جماعة الإخوان خبر ترحيل الشاب المصري على متن الطائرة المتجهة إلى القاهرة، وعبر مستخدمون محسوبون على الإخوان عن غضبهم من السلطات التركية ومن قيادات الإخوان، واتهموهم بالتقصير في حماية حسين والسكوت على تسليمه للقاهرة.
وقال هيثم غنيم، وهو شاب مصري يقيم في تركيا عبر فيديو في يوتيوب، إن حسين وصل مطار أتاتورك باسطنبول في الساعة الثامنة صباح يوم 16 يناير، بجواز سفر مصري قادماً من العاصمة مقديشو، حاملاً تأشيرة إلكترونية تبين أنها غير صالحة، مضيفاً أن الشاب قدم لأجهزة الأمن التركية ما يفيد بصدور حكم بالإعدام ضده في مصر، طالباً اللجوء السياسي، لكن رغم ذلك تم ترحيله.
وتابع غنيم أن محمد تواصل مع قيادات وشباب الإخوان بتركيا التي وصل مطارها بعد تنسيق معهم.
وأكد غنيم رفض السلطات التركية دخول حسين أراضيها فقام بالاتصال بقيادات إخوانية تقيم في البلاد، بينهم محمود حسين أمين عام الجماعة، وعادل راشد، وصابر أبو الفتوح وهما من قيادات الجماعة لكنهم تقاعسوا عن التدخل لإنقاذ الشاب، متهمينه بأنه ليس إخوانياً وينتمي لداعش، ولهذا السبب رفضوا التوسط لدخوله تركيا.
ونشر غنيم صورة الشاب المصري يقول إنها التقطت له داخل الطائرة التركية، "وتظهر ربطه بالكرسي بعد اقتياده بشكل مفاجئ وبالقوة من الحجز داخل المطار التركي وهو يرتدي “شبشب".
ولا زالت زوجة محمد عبد الحفيظ حسين موجودة في إحدى الدول الإفريقية برفقة طفلها.
من المسئول عن ترحيل الشاب؟
بحسب ما نشره الباحث في الشأن التركي سعيد الحاج فإن ترحيل الشاب سببه تأخر أحد قيادات الإخوان في التنسيق مع السلطات التركية وحين سأله الأمن التركي عن هويته، قال لهم إنه لا يعرفه ولا يعرف أنه من جماعة الإخوان المسلمين، وإنه ينتمي إلى جماعة الجهاد.
أما مكتب حاكم اسطنبول فقال في بيان الثلاثاء إن السلطات لم يكن لديها علم بوصول حسين ولا أنه يخضع للمحاكمة في أي مكان ويطلب الحماية، لذا اعتبره المسؤولون "مسافراً غير مقبول" لأنه لا يحمل تأشيرة تركية.
قصة ترحيل إسطنبول مصرياً محكوماً عليه بالإعدام تأخذ منعرجاً جديداً الأربعاء بعد اتهامات لتركيا بـ “خيانة الجماعة”، إلا أن التحرك فات أوانه، لأن المحكوم بالإعدام تسلمته القاهرة.
أعلنت تركيا أنها ستحقق في ترحيل مواطن مصري محكوم عليه بالإعدام في مصر مؤكدة إيقافها ثمانية ضباط عن العمل لتورطهم بعملية الترحيل. هل تخلت تركيا عن بعض شركائها؟ أم هو سوء تنسيق غير محمود العواقب؟
لكن نقلت حسابات محسوبة على الإخوان عن صديق مقرب من الشاب المصري، تأكيده أن حسين كانت لديه تأشيرة إلكترونية لدخول تركيا، كما قدم كافة الأوراق والقضايا التي تثبت أنه معارض مصري واطلعت عليها إدارة الهجرة، ورغم ذلك تم ترحيله.
وفي بيان آخر صدر الأربعاء، قال مكتب الحاكم إن لجنة تحقيق في القضية ستبحث في الملابسات معلناً إيقاف ثمانية ضباط شرطة عن العمل بسبب الحادث.
وقال ياسين أقطاي مستشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنه من الخطأ ترحيل أي شخص يواجه اتهامات في مصر مضيفاً في تصريح لصحيفة يني شفق المؤيدة للحكومة التركية "خلال قيادة السيسي، لم تسلم تركيا ولن تسلم أي شخص يواجه عقوبة الإعدام أو أي اتهامات أخرى”. واعتبر أقطاي تسليم الشاب خطأ "غير مقصود".
ولجماعة الإخوان المسلمين علاقات وثيقة بحزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا.
وتعتبر مصر الإخوان المسلمين، منظمة إرهابية. ووفقاً للقانون المصري فإن المحكوم عليهم غيابيا تُعاد محاكمتهم تلقائياً بمجرد إلقاء القبض عليهم أو تسليم أنفسهم للسلطات.
ونقلت رويترز عن مصادر في قطاع الأمن الوطني التابع لوزارة الداخلية المصرية لم تسمها قولهم إن حسين خضع للاستجواب بعد وصوله إلى مصر قبل احتجازه في سجن تمهيداً لبدء إجراءات إعادة محاكمته.
وتتهم العديد من المنظمات الدولية مصر بمحاكمة النشطاء والمعارضين لأسباب سياسية، لكن تقول القاهرة إنها تطبق القانون وأن الاتهامات جنائية وليست سياسية.
وفي نوفمبر الماضي أيدت محكمة النقض المصرية حكم الإعدام بحق تسعة أشخاص أدينوا باغتيال النائب العام هشام بركات عام 2015، وخففت عقوبة ستة آخرين من الإعدام إلى السجن المؤبد.
وقُتل بركات في انفجار سيارة ملغومة استهدف موكبه بالقرب من منزله في القاهرة يوم 29 يونيو 2015، واتهمت الحكومة جماعة الإخوان المسلمين المحظورة بتنفيذ الهجوم بمساعدة نشطاء من حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية حماس.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...