غيّرت السلطات في مصر اسم شارع "حسن البنا"، مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، في محافظة المنيا (جنوب البلاد).
محافظ المنيا، اللواء قاسم حسين، قال في تصريحات صحفية إنه غيّر اسم شارع “حسن البنا" إلى "عمر بن الخطاب"، مؤكدًا ضرورة مراجعة أسماء شوارع وميادين، بعضها يحمل أسماء أعضاء جماعة الإخوان "الإرهابية"، واستبدالها بأسماء شهداء مصر أو رموز وشخصيات عامة وتاريخية.
وفي 23 ديسمبر 2013، صنَفت الحكومة جماعة الإخوان المسلمين "جماعة إرهابية"، بعد ساعات من سقوط 16 قتيلاً، معظمهم من الشرطة، وعشرات المصابين، الذين وقعوا ضحية تفجير استهدف مديرية أمن الدقهلية بمدينة المنصورة (دلتا مصر). وحينذاك وُجهت اتهامات رسمية لـ"الإخوان" بالوقوف وراء الحادث.
اللواء حسين أرجع اختيار عمر بن الخطاب اسماً للشارع الكائن في حي جنوب مدينة المنيا، ، إلى وجود مسجد قريب من المكان يحمل اسم عمر بن الخطاب، وقال إن الأهالي طالبوا بذلك.
تغيير أسماء الشوارع: الكيد والكيد الآخر
وتأتي إزالة اسم حسن البنا، ضمن سلسلة تغييرات شهدتها السنوات الأخيرة لأسماء الشوارع في مصر، لتحمل أسماء شهداء الجيش والشرطة في مواجهات الجماعات الإرهابية المُسلحة، لا سيما في شبه جزيرة سيناء. ولمصر سوابق في استبدال أسماء الشوارع بأخرى، وهي وسيلة استخدمتها دول عربية وإقليمية كنوع من الكيد أو لإعلان موقف سياسي في أوقات توتر العلاقات مع دول أخرى. ومع استمرار توتر العلاقات مع تركيا نتيجة دعمها لجماعة الإخوان، واحتضانها للكثير من أعضائها، غيّرت محافظة القاهرة، في مطلع فبراير الماضي، اسم شارع السلطان سليم الأول. وسليم الأول هو قائد عسكري تركي قاد حملة عسكرية لقتال بقايا دولة المماليك المتداعية سلطتها في مصر، وقد انتهت بتحوّل البلاد إلى ولاية تابعة للخلافة العثمانية عام 1517. وإليه يُعزى الدور الكبير في تمدد النفوذ التركي إلى بلاد الشام والعراق ونجد والحجاز (قبل أن تسمى السعودية).تأتي إزالة اسم حسن البنا، ضمن سلسلة تغييرات شهدتها السنوات الأخيرة لأسماء الشوارع في مصر، لتحمل أسماء شهداء الجيش والشرطة في مواجهات الجماعات الإرهابية المُسلحة
لمصر سوابق في استبدال أسماء الشوارع بأخرى، وهي وسيلة استخدمتها دول عربية وإقليمية كنوع من الكيد أو لإعلان موقف سياسي في أوقات توتر العلاقات مع دول أخرى.كما جرى إطلاق اسم النائب العام المصري، المستشار هشام بركات، المُغتال بسيارة مُفخخة في 29 يونيو 2015، على ميدان رابعة العدوية، الذي شهد تظاهرات لأنصار الإخوان قبل فضه بالقوة في 14 أغسطس 2013. وتاريخيًا، مرت العلاقات بين مصر وإيران بتوتر بسبب تسمية شارع في إيران باسم خالد الإسلامبولي، قاتل الرئيس الأسبق أنور السادات عام 1981. وكانت القاهرة قد استضافت شاه إيران محمد رضا بهلوي بعد قيام الثورة الإسلامية عام 1979. وحين كانت العلاقات جيدة مع إيران في خمسينيات القرن الماضي، أطلقت مصر اسم رئيس الوزراء الإيراني محمد مصدق على شارع في حي الدقي بمحافظة الجيزة، نكايةً في بريطانيا التي ناصبها "مصدق" وتنظيم الضباط الأحرار العداء. وقتذاك جاءت الخطوة بعد تأميم النفط الإيراني ومصادرة أصوله التابعة للمملكة المتحدة.
شوارع ودلالات
في نفس الفترة الزمنية كانت مصر على خلاف مع السعودية، التي رأت القاهرة أنها تقف أمام حركات التحرر في المنطقة العربية. آنذاك، أمر الرئيس الراحل جمال عبدالناصر بإطلاق اسم "بورسعيد" على شارع يحمل اسم "الخليج العربي”، لتخليد بسالة أهالي بورسعيد في مواجهة العدوان الثلاثي عام 1956. وعربيًا، أثار اختيار اسم فخر الدين باشا لشارع يقع فيه مقر سفارة الإمارات بمدينة أنقرة، حالة من الجدل بين البلدين في ديسمبر الماضي، بدعوى أن هذا القائد العثماني ارتكب فظائع في المدينة المنورة حين كان واليًا عليها إبان الحرب العالمية الأولى. وعقب إعدام السعودية رجل الدين السعودي الشيعي نمر باقر النمر في 2 يناير 2016، اقتحم محتجون مبنى القنصلية السعودية في مدينة مشهد وأشعلوا فيها النيران. ورسميًا، قررت بلدية مشهد تسمية الشارع الكائنة فيه القنصلية السعودية باسم نمر باقر النمر.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ يومرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون
Ayman Badawy -
منذ أسبوعخليك في نفسك وملكش دعوه بحريه الاخرين