الجيش الإسرائيلي هو "الأقوى في الشرق الأوسط"، عبارة تضمّنها تصريح لأفيغدور ليبرمان في سبتمبر الماضي لم يخلُ من المفاخرة بقدرات جيش الاحتلال، قبل أن يستقيل الأربعاء من منصبه وزيراً للدفاع، احتجاجاً على اتفاق التهدئة في غزة.
الجيش الإسرائيلي اعتاد إجراء تدريبات عالية مستمرة على حدود قطاع غزة وقرب الحدود مع سوريا ولبنان، لكنه رغم جهوزيته العالية، فشل في التصعيد الأخير على غزة في أن تكون له كلمة الفصل، ليخسر قائده الذي دخل حرباً ضد غزة رغم معارضة فئة من الحكومة، وكلّفته منصبه.
ألقاب عدة كانت تطلق على ليبرمان، منها ما يذكّر بنشأته في إحدى جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابقة: كا جي بي (الاستخبارات الروسية) وراسبوتين (الراهب الروسي الذي كان له نفوذ وسلطة على آخر قياصرة روسيا)، لقبان يحيلان رأساً إلى الدهاء والمناورة والتأثير الخبيث.
عرف عن ليبرمان دفاعه عن مخطط اغتيال قادة حماس وتأييده لإعدام أعضاء الكنيست الذين يلتقون قادة حماس أو حزب الله في إشارة إلى النواب العرب في الكنيست. لليبرمان تصريحاتٌ مثيرة حتى داخل إسرائيل لعل أكثرها تعصباً وإرهاباً ما قاله عام 2009 حين أعلن أن على إسرائيل أن تستمر في قتال حماس مثلما فعلت الولايات المتحدة مع اليابانيين في الحرب العالمية الثانية، ويقصد نسفها بقنبلة نووية.
استقال ليبرمان عقب ثلاثة أيام من التصعيد في غزة، تزامناً مع فشل استخباراتي غير مسبوق للموساد، ليبعثر أوراق الحكومة الإسرائيلية لا سيما في ظل تهديد حزب "البيت اليهودي" بالانسحاب من الحكومة إذا لم تسند له حقيبة الدفاع خلفاً لليبرمان.
ليبرمان الذي تقلصت شعبيته في الآونة الأخيرة، يستقطب بمعارضته اتفاق التهدئة شعبيةً جديدةً في صفوف اليمين المتطرف، وهذا ما يفتح له المجال للترشح لرئاسة الحكومة الإسرائيلية في الانتخابات المبكرة التي اقترحها أمس، وربما هذا سبب استقالته الحقيقي وليس معارضته التهدئة مع غزة.
من هو ليبرمان؟
وُلد أفيغدور ليبرمان عام 1958 في مولدوفا، البلد الصغير الواقع بين رومانيا وأوكرانيا. شاباً عمل حارس ملهى ليلي قبل أن يهاجر عام 1978 إلى إسرائيل، حيث أقام في مستوطنة “نكوديم” في بيت لحم جنوبي الضفة الغربية. انضم إلى الجيش الاسرائيلي فور وصوله الأراضي المحتلة وحصل على الشهادة الجامعية الأولى في العلاقات الدولية والعلوم السياسية من الجامعة العبرية في القدس. كُلّف إدارة حزب الليكود من 1993 إلى 1996، وتولى منصب مدير عام ديوان رئاسة الوزراء بين 1996-1997، وأسس حزب "إسرائيل بيتنا" في عام 1999، ثم انتخب بوصفه رئيساً للحزب عضواً في الكنيست. في عام 2001 كُلّف مهمات وزارة البنى التحتية واستقال منها في بداية 2002، ليتولى حقيبة المواصلات في فبراير 2003، ثم شغل منصب نائب رئيس الحكومة ووزير الشؤون الإستراتيجية في 2006 لكنه استقال كذلك في 2008. ثم عُيّن وزيرَ الخارجية في 2013، حتى مايو 2015 ليتولى بعدها وزارة الدفاع في عام 2016 وبقي في ذلك المنصب إلى حين استقالته الأربعاء احتجاجاً على اتفاق التهدئة بين الجانب الإسرائيلي وحركة المقاومة الإسلامية "حماس" بوساطة مصرية. سلك ليبرمان طريق العمليات العسكرية ضد غزة رغم معارضة جهات أمنية وحكومية، وأمس بدت معارضته لنتنياهو أوضح من أي وقت مضى إذ صرح عقب اجتماع طارئ لكتلته النيابية: "وقف إطلاق النار مع غزة استسلام للإرهاب…لا يمكن الصمت على إطلاق 500 صاروخ باتجاه إسرائيل".ألقاب عدة كانت تطلق على ليبرمان، منها ما يذكّر بنشأته في إحدى جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابقة: كا جي بي (الاستخبارات الروسية) وراسبوتين (الراهب الروسي الذي كان له نفوذ وسلطة على آخر قياصرة روسيا)، لقبان يحيلان رأساً إلى الدهاء والمناورة والتأثير الخبيث.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
HA NA -
منذ 3 أياممع الأسف
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت بكل المقال والخاتمة أكثر من رائعة.
Eslam Abuelgasim (اسلام ابوالقاسم) -
منذ أسبوعحمدالله على السلامة يا أستاذة
سلامة قلبك ❤️ و سلامة معدتك
و سلامك الداخلي ??
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعمتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ اسبوعينفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ اسبوعينعظيم