من المرجح ألا تشعروا بالوحدة القاتلة في المستقبل القريب وإن لم يكن لديكم أي شخصٍ فعلي تعيشون معه تحت سقفٍ واحدٍ، إذ سيكون هناك دوماً شخصٌ ما أو شيء ما يمكن مخاطبته والتحدث إليه، وذلك بفضل التقنيات الذكية التي ستجتاح عالمنا في العام 2019 وتغيّر نمط حياتنا: ففي الصباح يمكنكم أن تطلبوا من المايكرويف تسخين وعاءٍ من حبوب الشوفان، وأثناء التجول في سيارتكم يمكنكم أن تطلبوا من جهاز الاستريو أن يشغل أغاني التسعينيات، وعندما تصلون إلى مكتبكم، يمكنكم أن تطلبوا من هاتفكم الذكي تزويدكم بجدول مواعيدكم.
باختصار هذا هو العالم الذي تعتزم صناعة التكنولوجيا بناءه عبر طرح سلسلةٍ متنوعةٍ من الأجهزة والتقنيات الجديدة التي تستطيع التفاعل مع الأوامر الصوتية، وفق ما أشارت إليه صحيفة ال"نيويورك تايمز" في تقريرها.
الذكاء الاصطناعي في الصدارة
منذ وجودها شكلت الأجهزة الذكية هاجساً لدى العديد من المستهلكين الذين ينظرون إلى مسار تطورها بريبةٍ وقلق: ماذا لو استولت الروبوتات على العالم؟ هل هذه الأجهزة قادرة بالفعل على التجسس علينا؟ من يستمع إلى محادثاتنا؟ وبالرغم من هذا التخوف الكبير فإن العديد من الناس أيقنوا أن لا مفرّ من فورة التكنولوجيا فبدأوا باستخدام هذه التقنيات الحديثة سواء كان ذلك في حياتهم الشخصية أو في أعمالهم. لقد كان الذكاء الاصطناعي هو الاتجاه الصاعد في مجال التقنية في العام 2018 ويبدو أنه سيواصل الصعود في العام الجديد، خاصة أن الشركات المهتمة بالتكنولوجيا ضاعفت استثماراتها بمقدار 3 أضعاف في مجال الذكاء الاصطناعي بحسب ما كشفه مسح أجرته McKinsey & Company. من هنا أوضح موقع entrepreneur أنه نتيجة التطورات التكنولوجية التي تقودها بعض الشركات الرائدة مثل "أمازون"، "غوغل" و"مايكروسوفت" سيتمكن عدد أكبر من المستهلكين في العام 2019 من الوصول إلى هذه التقنيات التي بلا شك أنها ستغيّر نمط حياتهم.بدلاً من التحدث إلى جهاز AI المنزلي أو هاتفكم المحمول، سوف يكون بامكانكم التحدث إلى سيارتكم ، والتلفزيون، والثلاجة وحتى المصابيح الخاصة بكم
الجيل الخامس سيكون مهماً لأنواع أخرى من الأجهزة، مثل الروبوتات، والسيارات ذاتية القيادة، والطائرات بدون طيّار والكاميرات الأمنية، ومن المتوقع أن تقلل هذه التقنية الوقت الذي تستغرقه الأجهزة في الاتصال بعضها ببعض
نافذة على أحدث اتجاهات التكنولوجيا
في 11 يناير الجاري جذب معرض CES عيون جميع عشاق التكنولوجيا، وهو المعرض التجاري للمنتجات الالكترونية للمستهلكين الذي يقام في لاس فيغاس في ولاية نيفادا الأميركية، والذي هو نافذة على أحدث اتجاهات التقنيات في العام 2019. واحتلت تقنيات أجهزة المساعد الافتراضي القائمة على الذكاء الاصطناعي الصدارة في العرض لكونها من أكثر المواضيع التقنية أهميةً، وقامت بعض الشركات على غرار "سامسونغ" بعرض نماذج لأجهزة تعمل بالتحكم الصوتي مثل مكانس كهربائية آلية وساعات منبه وثلاجات... واللافت أن معظم هذه الأجهزة سيتم تشغيلها من قبل المساعد الافتراضيAlexa أو Google’s Assistant وهما المساعدان الأكثر شعبيةً، وفق ما أكده بعض العاملين في هذا المجال. في هذا الصدد، كان قد كشف "غاري شابيرو"، المدير التنفيذي لجمعية إلكترونيات المستهلكين التي تقيم معرض CES "أن تقنيات الذكاء الصناعي ستهيمن على المعرض". وتشمل اتجاهات التقنيات الجديدة في العام 2019 ظهور الشبكات الخلويّة من الجيل الخامس، المعروفة باسم 5G، والتي من شأنها أن تسرّع الانترنت بشكلٍ ملحوظٍ، كما تنتشر منتجات الأمن السيبراني للشبكات المنزلية، وهي تشكل ضمانةً مهمةً خاصةً أن المستخدمين باتوا يمتلكون الكثير من الأجهزة المتصلة بشبكة الانترنت. ولكن كما هو الحال في كثير من الأحيان، سيكون هناك العديد من النقاشات التي تدور حول التقنية "مفرطة التفاؤل"، والتي من المفضل تجنبها في الوقت الحالي، لكون بعض التقنيات، خاصة السيارات الذاتية القيادة، بعيدة كل البعد عن الواقع، مما يجعلها غير متوافرة في المتاجر في وقتٍ قريبٍ، فما هي التقنيات الجديدة التي تستحق الاهتمام في العام 2019 وتلك التي من الأفضل تجاهلها؟المزيد من مساعدي الذكاء الاصطناعي
استفاد المستهلكون من وجود مساعدين في مجال الذكاء الاصطناعي في منازلهم وذلك بفضل قيام شركة آبل بطرح "سيري" وأمازون بطرح "أليكسا" وغيرها من الأجهزة التي يمكننا من خلالها طلب تشغيل أغنية معيّنة، ومعرفة حالة الطقس، والبحث عن معلومات عبر شبكة الانترنت، وإطفاء مصابيح الإضاءة في المنزل... وفي هذا الصدد، قال "نيك فوكس"، المسؤول التنفيذي في Google:"نحن نميل حقاً إلى أنّ Assistant هو أفضل الطرق لإنجاز الأمور، مما يساعد المرء في الكثير من الأشياء على مدار يومه". وفي حين أن هذه المهمات تبقى إلى الآن بسيطة، فمن المتوقع حدوث تغييراتٍ كبيرةٍ في هذا المجال، ومن المرجح أن تقوم هذه الأجهزة في المستقبل القريب بتجارب فردية بعد التعرف على أصوات المستخدمين المختلفة بشكلٍ أفضل:" بدلاً من التحدث إلى جهاز AI المنزلي أو هاتفكم المحمول، سوف يكون بامكانكم التحدث إلى سيارتكم ، والتلفزيون، والثلاجة وحتى المصابيح الخاصة بكم". غير أن المسألة ليست بهذه البساطة، إذ يجب أخذ "الحيطة والحذر" عند مخاطبة الأجهزة الذكية التي تجد صعوبة في فهم لغة البشر، بحسب ما أكده "فرانك جيليت"، وهو محلل تقني في شركة Forrester المتخصصة في مجال التكنولوجيا بقوله: "لا يزال علينا أن نتعلم لغتها (الأجهزة الذكية)، في حين أنها لم تتعلم لغتنا". ويواجه الاشخاص الذين لم يعتادوا استخدام تلك اللغة صعوبة أكبر في استخدام الأجهزة أكثر من الجهد الذي يتكبدونه في الضغط على زر داخل التطبيق.تأمين الأجهزة الذكية
لا شك أن الكثير من الناس يقومون بتحميل برامج مكافحة الفيروسات على أجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم، ولكن ماذا عن جميع الأجهزة الأخرى التي يمكن توصيلها بشبكة الانترنت، مثل الساعات الذكية والهواتف والتلفاز والسماعات؟ ففي عصر انتشار الأجهزة الذكية، أصبح جهاز الواي فاي الخاص بشبكة الانترنت هدفاً كبيراً للمخترقين، لذلك من المتوقع حدوث تدفق من الأجهزة والبرامج الجديدة التي توفر الحماية من خلال تحسين أمان شبكة الانترنت، على غرار خدمة Eero Plus الصادرة في العام 2018 وتوفر الحماية ضد الفيروسات والبرمجيات الخبيثة لكافة الأجهزة المتصلة بشبكة الواي فاي الخاصة بها. ومن المتوقع أن يصدر المزيد من تلك التقنيات في العام 2019، كحال شركة Scalys، وهي شركة متخصصة في أنظمة الشبكات، تعتزم تقديم جهاز TrustBox، وهو عبارة عن جهاز راوتر مزود بميزات أمان مدمجة.وصول الجيل الخامس G5
من المرجح أن يقوم قطاع الاتصالات اللاسلكية في إدخال ترقية كبيرة على بنيته التحتية، وتكشف شركات تشغيل الهواتف المحمولة مثل شركة AT&T وشركة Verizon Wireless أن تقنية G5 ستنقل البيانات بسرعةٍ فائفةٍ، مما يسمح للأفراد بتحميل أفلام كاملة في غضون بضع ثوان. بالاضافة إلى زيادة سرعة الهواتف الذكية، فإن الجيل الخامس سيكون مهماً لأنواع أخرى من الأجهزة، مثل الروبوتات، والسيارات ذاتية القيادة، والطائرات بدون طيّار والكاميرات الأمنية، ومن المتوقع أن تقلل هذه التقنية الوقت الذي تستغرقه الأجهزة في الاتصال بعضها ببعض. تجدر الاشارة إلى أن الجيل الخامس سينتشر هذا العام في عددٍ قليلٍ من المدن داخل الولايات المتحدة الأميركية، وفي بعض المناطق في بريطانيا وألمانيا وسويسرا والصين وكوريا الجنوبية وأستراليا.تقنيات حديثة بعيدة المنال
في السنوات الأخيرة كثُر الحديث عن الواقع الافتراضي والسيارات الذاتية القيادة، وبالرغم من مواصلة الحديث عنهما هذا العام، إلا أن هذين التقنيتين ما زالت أمامهما سنوات طويلة لكي تصبحا بمتناول الناس. على مدى العامين الماضيين، غمرت بعض شركات التكنولوجيا مثل Oculus ، و HTC، و Google، وSamsung السوق بأجهزة الواقع الافتراضي والكثير من البرامج والألعاب، غير أن الناس لم يتبنوا هذه المنتجات تماماً. وتعليقاً على هذا الموضوع، قالت "فيكتوريا بيتروك"، المحللة في شركة eMarketer للأبحاث: "تأثرت الصناعة سلباً بسبب الأجهزة عالية التكلفة، وداء الحركة، والنقص في المحتوى المقنع والنقص العام في اهتمام المستهلكين". وبالنسبة إلى السيارات الذاتية القيادة فلا يزال لديها سنوات عديدة قبل أن تصبح واقعاً ملموساً، فبالرغم من أن بعض الشركات لديها تصاريح لاختبارها في كاليفورنيا وأريزونا وأماكن أخرى، إلا أنّ العديد من الشركات الرائدة في هذه التكنولوجيا امتنعت عن الالتزام بموعد لإصدار السيارات الذاتية القيادة.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينرائع
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعربما نشهد خلال السنوات القادمة بدء منافسة بين تلك المؤسسات التعليمية الاهلية للوصول الى المراتب...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحرفيا هذا المقال قال كل اللي في قلبي
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعبكيت كثيرا وانا اقرأ المقال وبالذات ان هذا تماما ماحصل معي واطفالي بعد الانفصال , بكيت كانه...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ اسبوعينحبيت اللغة.