شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اترك/ ي بصمَتك!
السعادة، الذكاء، المعرفة... إليكم بعض من مكوّنات مدينة المستقبل

السعادة، الذكاء، المعرفة... إليكم بعض من مكوّنات مدينة المستقبل

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الأربعاء 31 مايو 201706:19 م
"ما هو تعريف المدينة؟". متى استطعنا الإجابة عن هذا السؤال يمكننا أن نجيب عن سؤال ما هي مدن المستقبل؟ أسئلة طرحها د. سيد سعد، أستاذ جامعي واستشاري في الابتكار والتخطيط الإستراتيجي خلال جلسة حوارية بعنوان "المعرفة ومدن المستقبل"، في إطار قمة المعرفة 2016. هذه قمة تُعقد للعام الثالث على التوالي في دبي بين 5 و7 من الشهر الجاري، لتكون منصة لمناقشة سبل ترسيخ ثقافة بناء مجتمعات واقتصادات مستدامة ركيزتها المعرفة، والتعرف إلى أفضل ممارسات توطين المعرفة ووضع الخطط ورسم السياسات المستقبلية. أسئلة كثيرة حاول د. سعد الإجابة عنها، وأكد المتحاورون أن أي مدينة هي تجمع سكاني يسعى إلى تقديم أفضل الخدمات لسكانه، على الرغم من اختلافات وميزات كل منها حول العالم، وأي مدينة يجب أن تجعل من المعرفة ركيزتها، لتركب قطار التطور والمستقبل. رأت د. عائشة بنت بطي بن بشر، المديرة العامة لمكتب مدينة دبي الذكية، أنه يصعب تعريف مدينة المستقبل الذكية، ولا وجود لتعريف موحّد. وأضافت: "لكل مدينة قصة خاصة بها وتحديات قادتها من أجل إيجاد حلول جديدة"، ضاربةً مثالاً على ذلك، دبي، قائلة: "هي المدينة التي تتميز بتجربة كفوءة وسلسة وآمنة وغنية لكل من هو مقيم أو زائر". لكن ما هي مقومات مدينة المستقبل؟ ما الذي يجدر بقادة المدن أن يحسنوا ويطوروا لبناء مدن مستقبلية مستدامة يعيش فيها السكان بكل سعادة؟ قد تكون هذه المقومات مختلفة ومتنوعة، بحسب المدن، إلا أن القاسم المشترك يبقى المعرفة، ليستفيد الأفراد من كل الخدمات والتكنولوجيا والابتكارات المتوفرة. وهنا تُشدد بن بشر: "لا بد من توفير المعرفة المطلقة لشعبنا ليكون متنبّهاً وليدرك كيفية إدارة حياته بشكل أفضل".

الطاقة الإيجابية

الحديث عن الطاقة المتجددة أو الخضراء أو النظيفة، تردد كثيراً على مسامعنا في السنوات الأخيرة، لاسيما أن هذه الطاقة تُشكّل أحد الحلول الرئيسية لمواجهة مشكلة عالمية، هي التغييرات المناخية التي تُهدد كوكبنا، والتي لا يختلف أحد باستثناء الرئيس الأمريكي الجديد وبعض من يُشاطرونه الرأي، على أنها حقيقة. لذلك، لا بد لأي مدينة أن تعمل على إدراج الطاقة المتجددة على جدول أولوياتها الآن، من أجل مستقبل أفضل. توقف سعيد محمد أحمد الطاير، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي، عند كل الجهود التي بذلتها وتبذلها إمارة دبي، من أجل السير نحو الاعتماد على الطاقة المتجددة. وضرب الطاير مثالاً بـ"استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050"، التي كان أعلن عنها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات، رئيس الوزراء وحاكم دبي. استراتيجية تهدف إلى توفير 7% من طاقة دبي من مصادر الطاقة النظيفة بحلول عام 2020، و25% بحلول 2030، للوصول إلى 75% عام 2050. وتتكون هذه الاستراتيجية من 5 مسارات رئيسية هي: البنية التحتية، البنية التشريعية، التمويل وبناء القدرات والكفاءات، وتوظيف مزيج الطاقة الصديق للبيئة (الطاقة الشمسية والنووية والفحم النظيف والغاز). وعدّد الطاير مختلف المشاريع والمبادرات التي تندرج ضمن هذه الاستراتيجية، ضارباً مثالاً بمجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، الذي من المتوقع أن يوفر 5000 ميغاوات بحلول 2030، وبصندوق دبي الأخضر الذي سيستثمر 100 مليار درهم في المشاريع الخضراء، ومحطة توليد الكهرباء، التي تعمل بالطاقة المائية المخزنة في حتّا وسيتم إنجازها في غضون خمس سنوات.

شركاء سعداء

تحولت سعادة الأفراد إلى الهم الشاغل للعديد من المدن، وكأن هذا الشعور ركيزة أساسية في تقدم أي مدينة. وهذه السعادة لا يمكن أن تكون آنية، بل يجب أن تكون مستدامة لأنها ركيزة نجاح أي مدينة في المستقبل. فلا بد أن تعمل السلطات على إسعاد مواطنيها، بفضل توفير كل الخدمات الأساسية، والشركات على إسعاد موظفيها بفضل بيئة عمل جيدة. ولعل أول مدينة عربية وضعت السعادة على أجندتها كانت دبي التي استحدثت وزارة السعادة وصممت "مؤشر السعادة" كمنصة لقياس سعادة المواطنين والمقيمين فيها، وزوارها بشكل تفاعلي. فلا تطمح دبي أن تكون المدينة الذكية في المستقبل، إنما المدينة الأسعد. وبحسب د. بن بشر 89% هي نسبة السعادة في دبي، بحسب المؤشر، وأسعد وقت بالنسبة لسكان دبي، هو صباح الثلاثاء، حتى لو أنهم كانوا يتوقعون أن يكون حلول نهاية الأسبوع.
مدينة المستقبل الذكية... حلم بعيد المنال لغالبية الدول العربية
لا تطمح دبي أن تكون المدينة الذكية في المستقبل فقط، إنما المدينة الأسعد... فهل تكون النموذج الأنجح لمدن المستقبل؟

شركات مبتكرة

من جهته، رأى فيفك وادوا، أكاديمي وكاتب ورائد أعمال، أن أي مدينة في المستقبل يجب أن تُعوّل على الابتكار، معتبراً أن رواد الأعمال يجب أن يكونوا في صلب هذه المعادلة. وطرح فكرة أن تقوم السلطات بنشر قائمة من التحديات التي تواجهها المدن، من أجل منح رواد الأعمال والشركات وكل الأفرقاء فرصة ابتكار الحلول. ورأى أن دبي التي اهتمت في الماضي (والآن) بوضع أسس البنى التحتية والتمويل، تتجه اليوم إلى الاهتمام بتعزيز وتشجيع الابتكار لتكون مركز الشركات المبتكرة في الشرق الأوسط، من أجل مستقبل أفضل للمدن العربية، مستقبل يعوّل على التكنولوجيا والمعرفة. ورأى وادوا أن العالم اليوم لا يفتقر إلى التكنولوجيا، التي باتت تتوسع بشكل مطرد، وكأن كل ما كنّا نراه في أفلام الخيال العلمي تحوّل إلى حقيقة، أو سيتحول في السنوات المقبلة. تكنولوجيا لا تعرف أي حدود، من الروبوتات الصناعية والزراعية، إلى الطائرات من دون طيار، مروراً بالأعضاء المطبوعة بالتقنية الثلاثية الأبعاد، وصولاً إلى الواقع المعزز والافتراضي. كلها تُمهّد لحلول مبتكرة ما زالت في بداية مشوارها، لاسيما أنها تفتح الباب أمام الجميع للابتكار أكثر بعد.

تنقل ذكي

ولعل أبرز المشاكل التي تواجه مدن اليوم تبقى النقل وزحمة السير. مشاكل لا تخلو منها أي مدينة في العالم. وبعد أن أصبحت السيارات الذاتية القيادة تقريباً بمتناول اليد، لراحة أكبر للسائقين، يحاول كثيرون ابتكار حلول جديدة لتوفير الوقت والمال بطريقة مستدامة. ومن بين هذه الحلول، "هايبرلوب" التي تريد إحداث ثورة في قطاع النقل فائق السرعة. واعتبر ديريك أهلبورن، الرئيس التنفيذي لشركة هايبرلوب لتقنيات النقل ويبوب جريستا، رئيس مجلس الإدارة ورئيس العمليات في الشركة، أن هذا النظام يريد أن يكون مستداماً، بفضل اللجوء إلى مصادرة الطاقة النظيفة وآمناً لركّابه موفراً لهم تجربة سلسة وهادئة. وأشار إلى أن وسيلة النقل هذه من شأنها أن تكون مفيدة لكل الفرقاء، خلافاً لأنظمة القطارات في العالم اليوم، التي تواجه جميعها الخسائر المالية الفادحة. يبقى أن الأكيد هو أن مدينة المستقبل لا بد أن توفّر الخدمات الذكية والمبتكرة، لكل أفرادها، من خلال تعاون وثيق بين كل القطاعات، لإنجاح المهمة، وهي رفاهية وسعادة الناس.
إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image