شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!
جمعتهنّ وحدة الأذى... روايات العنف الإلكتروني الموجه ضد النساء

جمعتهنّ وحدة الأذى... روايات العنف الإلكتروني الموجه ضد النساء

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الاثنين 3 ديسمبر 201802:48 م

"بدأ كلُّ شيءٍ حين تلقيت رسالةً غريبة من صديقتي، بصورة شخصية لها -نصف عارية- وتدعوني إلى مشاركتها عبر صفحتي على الفيسبوك. لقد ظننتُ الأمرَ مزحةً في البداية، لكنها أرسلت لي المزيدَ من الصور قائلة إن عليَّ تجربةَ الأمر بالمثل، وأن أرسلَ لها صوري الخاصة. في نفس الوقت على صفحتها الشخصية كانت قد بدأت مناقشةً حول موضوعاتٍ تتعلق بالممارسات الجنسية، شعرتُ وقتها أن شيئاً ما لا يبدو صحيحاً، عدت لتأمل الصور المرسلة لي مرة أخرى فوجدت أنها تبدو ملفقةً، كما أن أسلوبَ الحديث مع صديقتي ليس كالمعتاد. لذلك اتصلتُ بها فوراً لأكتشفَ أنها ليست على أيّةِ درايةٍ بما يحدث من خلال حسابها الشخصي على الفيسبوك. تأكدنا في تلك اللحظة أن حسابها الشخصي تم اختراقه". منة 17 عاماً - مصر "لقد مرّت بي أوقاتٌ لم أكن قادرةً فيها على النوم بسبب التفكير في هذا الكمّ من العنف والتنمر، لم أستطع حتى التركيزَ في عملي عدةَ شهورٍ، لقد فقدت حتى الرغبة في الأشياء التي اعتدت على ممارستها مع الأصدقاء والذهاب إلى السينما. أصبحت وسائلُ التواصل الاجتماعي مؤلمةً للغاية ومُربكة جداً". متخصصةٌ في مجال الإعلام، بعد تعرضها لواقعتَين على وسائل التواصل الاجتماعى حيث تلقت العديدَ من التعليقات السيئة والرسائل المرعبة حول مظهرها - الإمارات "إهانتكم لم تؤثر بي. لكن صوتَ والدتي المرتجف والموجوع من الإهانات والتهديدات التي تلقتها مباشرةً على هاتفها جعلني أكفر بالإيمان بأيّة قضية محقة. نزولاً عند دمعة أمي سأحذف ما كتبته. فأنتم، أيها الشتامون، لا تستحقون رمقةً من عينيها، فكيف بدمعة". الإعلامية ديما صادق عقبَ كتابتها منشور على الفيسبوك منتقدة فيه أحد السياسيين - لبنان ثلاث رواياتٍ من ثلاث أماكن مختلفةٍ ومتباعدة، جمعتهم وحدة الأذى والعنف الذي واجه صاحباتها عن طريق التقنية. وأنتم هل تعرضتم للإيذاء النفسي عن طريق الإنترنت من قبل؟ هل قمتم في إحدى المرات بتفحص الرسائل الأخرى في بريد الفيسبوك لتُفاجؤوا بعددٍ كبير من رسائل التهديد، أو الابتزاز أو الصور غير المرغوب فيها؟ هل اختبرتم من قبل العنفَ عن طريق الإنترنت، لمجرد كونكِ أنثى أو كونكَ مختلفاً عن الآخرين؟

ثلاث رواياتٍ من ثلاث أماكن مختلفةٍ ومتباعدة، جمعتهن وحدة الأذى والعنف الذي واجه صاحباتها عن طريق التقنية.
"بدأ كلُّ شيءٍ حين تلقيت رسالةً غريبة من صديقتي، بصورة شخصية لها -نصف عارية- وتدعوني إلى مشاركتها عبر صفحتي على الفيسبوك".
هل قمتم في إحدى المرات بتفحص الرسائل الأخرى في بريد الفيسبوك لتُفاجؤوا بعددٍ كبير من رسائل التهديد، أو الابتزاز أو الصور غير المرغوب فيها؟

ما هو العنف القائم على النوع والموجه عن طريق الإنترنت؟

يمكن تعريفه بالعنف المتصل بالتقنية، وهو جزءٌ من العنف الموجه ضدَّ المرأة في الواقع، ويتضمنُ مجموعةً من الأفعال العنيفة القائمة على النوع الاجتماعي والتي ترتكب أو تحرض أو تتفاقم باستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات كالهاتف والإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي، ويشمل هذا النوع من العنف التتبع الإلكتروني، التحرش الإلكتروني، خطاب الكراهية.

كيف يمكننا تمييز العنف الموجه عن طريق الإنترنت؟
يأخذ العنف الموجه عن طريق الإنترنت أشكالاً عديدة حصرتها حملة استعيدى التقنية Take Back The Tech في 13 مظهر:

الوصول غير المسموح/ السيطرة غير المسموحة

هو الهجوم على حساباتِ الشخص الإلكترونية أو أجهزته الشخصية، ما يعني الحصول على المعلومات والبيانات الخاصة به أو حجب وصول الشخص إلى حساباته الشخصية.

السيطرة والتلاعب بالمعلومات

المعلومات المجموعة أو المسروقة تعني فقدان السيطرة عليها من قبل أصحابها أو إمكانية تغييرها والعبث بها.

تقليد أو سرقة الهوية

استخدام أو انتحال شخصية المستخدم بغير رضاه.

المراقبة والتتبع

المراقبةُ اليومية الإلكترونية المستمرة لأنشطة الشخص، وحياته اليومية بشكل دائم.

خطاب التفرقة العنصري

خطابٌ يكرّس النظرة السائدة عن النساء، وحصرهن في أشكال جنسية وأدوار إنجابية صارمة، وقد يحرض مثل هذا الخطاب أو لا يحرض على العنف.

التحرش

تكرار الأفعال غير المرغوب بها، بشكل تطفلي محسوس بحيث يسبب إزعاجاً أو تهديداً، وقد يصاحب هذا الأداء أفعالاً جنسية بعضَ الأحيان.

التهديد

هو الخطاب أو المحتوى العنيف سواء كان (كتابة، صورة، شفوياً، أو أي شكل آخر)، للتهديد بالعنف أو الاعتداء الجنسي بحيث يعبر عن نوايا صاحب التهديد على إيقاع الضرر بالشخص نفسه أو عائلته أو أصدقائه أو ممتلكاته.

المشاركة غير الرضائية للمعلومات الخاصة

نشر أو مشاركة أي نوع من المعلومات الخاصة بالشخص، أو بياناته الخاصة دون رضاه.

الابتزاز

إجبار الشخص على القيام بتصرفاتٍ ضدَّ رغبته، عن طريق التهديد والتخويف.

الذم

السبّ والقذف والتشهير في مصداقيةٍ أو مهنيةٍ أو عمل أو في الصورة العامة للشخص عن طريق نشر أخبارٍ كاذبة عنه، أو التلاعب بالحقائق.

الانتهاك والاستغلال الجنسي المرتبط بالتقنية

هو ممارسة القوة على شخص، تقوم على استغلاله جنسياً عن طريق صوره الشخصية على غير إرادته، بحيث تكون التكنولوجيا هي الأداة الأساسية في هذا الاستغلال.

الهجوم على قنوات الاتصال

الهجوم الدائم على قنوات التواصل، بحيث يبقى الشخص المستهدف خارج دائرة التواصل.

تجاهل أو إغفال الجهات المنظمة للانتهاك

تجاهل، أو عدم اهتمام أو قلة معرفة الأشخاص الفاعلين (السلطات، مقدمو الخدمة) الذين لديهم لديها القدرة على التنظيم أو حل المشكلة ورفع الانتهاك، أو معاقبة المنتهك. لكن كيف يمكننا الحماية من التعرض لمثل هذه الانتهاكات عبر الإنترنت؟ هناك عدد من الخطوات التي يجب اتخاذُها إجمالاً لضمان البقاء آمناً بعيداً عن العنف الإلكتروني مثل:
  • أن تبقي المخترقين بعيدين عن مجالك باختيار كلمات سرٍّ قويةً لجميع أجهزتك ولشبكة الإنترنت الخاصة بك، مع عدم استخدام شبكات الإنترنت العامة والمفتوحة.
  • أبقِ أجهزتك آمنة دوماً عن طريق استخدام مضادات الفيروسات، والحائط الناري والبرمجيات مفتوحة المصدر.
  • امسح أي تاريخ لاستخدام الإنترنت على جهازك أولاً بأول.
  • أبقِ محادثاتك ورسائلك الخاصة على قنوات التواصل المشفرة.
*هذه المقالة تأت فى إطار 16 يوم من الفعاليات لمناهضة العنف ضد المرأة، بالتعاون مع حملة استعيدى التقنية Take Back The Tech.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image