أعلنت الأمم المتحدة ،الأربعاء، أن ثلث موظفيها تعرضوا لأحد أشكال التحرش الجنسي على الأقل أثناء قيامهم بعملهم في مكاتب المنظمة أو في الميدان على مدار العامين الماضيين، واصفةً ذلك بأنه "صادم ومفاجئ".
وفي دراسة استقصائية أجريت على 30 ألفاً و364 شخصاً يعملون مع المنظمة الأممية، عبر الإنترنت بست لغات في منظومة استبيان سرية، تبين أن واحداً من كل ثلاث موظفين في الأمم المتحدة (33%) تعرضوا لحادثة تحرش أو مضايقة جنسية واحدة على الأقل خلال العامين السابقين، فيما ترتفع هذه النسبة إلى 38,7% للذين تعرضوا لنوع محدد من التحرشات خلال عملهم بالمنظمة.
أرقام صادمة والأمين العام يتوعد
وفي الدراسة التي وصفتها رويترز بأنها "الأولى من نوعها بالمنظمة الأممية" اتضح أن النمط الأكثر شيوعاً ضمن أشكال التحرش الجنسي هو إطلاق النكات والقصص الجنسية العدائية (شملت 22% من المشاركين) يليه إبداء ملاحظات حول الجسد والمظهر (14%).
في حين تعرض 10% من المشاركين إلى مضايقات وتحرشات جنسية مباشرة، وواجه 10 % منهم ظروفاً مزعجة أثناء العمل. ولفتت النسبة الغالبة من عينة الدراسة إلى تقدمهم بشكاوي حول ما تعرضوا له بحسب الأناضول.
كما كشفت الدراسة التي أجرتها شركة ديلويت خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أن موظفي الأمم المتحدة كانوا عرضةً لمحاولات جرهم للنقاشات الجنسية والملامسات أغلب الوقت.
وفيما يتعلق بهوية المتحرشين لفتت الدراسة إلى أن اثنين من كل ثلاثة أشخاص قاموا بالتحرش كانوا ذكوراً، وأن واحداً من كل أربعة مشرفين أو مدراء مباشرين أو واحداً من كل عشرة مسؤولين كبار تورطوا في هذه الجريمة.
من جهته أوضح الأمين العام للمنظمة أنطونيو غوتيريش في رسالة لموظفيه أنه " بالرغم من ضعف نسبة المشاركة في الدراسة (17% فقط من جميع العاملين بالمنظمة شملتهم الدراسة)، إلا أنها كشفت عن نتائج وإحصاءات مفاجئة وأدلة على ما يجب تغييره (التحرش الجنسي)" مشدداً على أنه لن يكون هناك تسامح مع "المتحرشين جنسياً" حسبما نقلت فرانس برس.
ومضى غوتيريش قائلاً "نتائج تلك الدراسة يمكن مقارنتها بمنظمات أخرى، لكن الأمم المتحدة التي تنتصر للمساواة وحقوق الإنسان، والكرامة، مطالبِة بوضع معايير أعلى" وأضاف "ينبغي تحسين ظروف العمل في المنظمة، لتصبح ملائمة للجميع" مردفاً "نتعهد دوماً بفرض سياسة صارمة ضد التحرش، وسنستمر في هذا الأمر إلى النهاية".
تاريخ ذميم من التحرشات
وسبق أن نشرت الغارديان البريطانية تحقيقاً حصرياً بعنوان "اعتداءات تحت الحصانة" تضمن اعترافات من عشرات الموظفات بالمنظمة يتحدثن عن تعرضهن لجرائم تحرش واعتداء جنسي خلال عملهن بالأمم المتحدة، لفتت خلاله إلى أن معظم هذه الجرائم تذهب في طي النسيان بسبب "حصانة مرتكبيها" ومناصبهم الرفيعة.
وأشارت الصحيفة إلى أنه عقب تواصلها مع 15 موظفة حالية وسابقة بالمنظمة الأممية أن الحالات التي تعرضن لها خلال السنوات الخمس الماضية تراوحت بين "التحرش اللفظي والاغتصاب الكامل".
ونقلت الغارديان عن إحدى السيدات (لم تكشف عن هويتها) أنها تعرضت للاغتصاب الكامل من أحد المسؤولين البارزين بالمنظمة خلال عملها بإحدى المناطق النائية وأنه إضافة إلى جريمته قام بفصلها عن عملها خشية افتضاح فعلته تاركاً ضحيته في إحدى المشافي عدة أشهر بعد إصابتها أزمة نفسية حادة، كما أكدت ثلاث سيدات أخريات تعرضهن للفصل لإبلاغهن رسمياً عن اعتداءات جنسية تعرضن لها.
وفي فبراير 2018، أطلقت المنظمة الأممية خطاً ساخناً مخصصاً لجميع موظفيها ويعمل على مدار الساعة للإبلاغ عن أي حادثة تحرش يتعرضون لها وأوكلت مهمة التحقيق في جميع الشكاوى بحزم لمحققيها.
والشهر الماضي، أعلن سيديبي ميشيل رئيس وكالة الأمم المتحدة لمكافحة الإيدز أنه سيستقيل بعد اتهامه بأنه مكن لثقافة التحرش الجنسي في الوكالة ومقرها جنيف.
أعلنت الأمم المتحدة ،الأربعاء، أن ثلث موظفيها تعرضوا لأحد أشكال التحرش الجنسي على الأقل أثناء قيامهم بعملهم في مكاتب المنظمة أو في الميدان على مدار العامين الماضيين، واصفةً ذلك بأنه "صادم ومفاجئ".
وفي الدراسة التي وصفتها رويترز بأنها "الأولى من نوعها بالمنظمة الأممية" اتضح أن النمط الأكثر شيوعاً ضمن أشكال التحرش الجنسي هو إطلاق النكات والقصص الجنسية العدائية (شملت 22% من المشاركين) يليه إبداء ملاحظات حول الجسد والمظهر (14%).
التحرش الجنسي جريمة
ويعرف قاموس كامبريدج التحرش الجنسي على أنه "كل اهتمام أو فعل أو حديث أو اعتداء أو حتى طلب جنسي غير مرغوب به خاصةً إذا أقدم عليه صاحب عمل أو شخص ذو سلطة”، بينما يعرفه قاموس أكسفورد على أنه "كل سلوك ينطوي على تقديم ملاحظات جنسية غير مرغوب فيها أو غير مناسبة أو اقتراب جسدي في مكان العمل أو أي وضع مهني أو سياق اجتماعي آخر".
أما هيومان رايتس ووتش فتعرفه على أنه "أي سلوك جنسي قسري أو غير مرغوب فيه، بما يجعل الشخص يشعر بالإذلال أو المهانة أو الترهيب". وهو يتعارض تماماً مع المغازلة أو العلاقة المتبادلة أو التوافقية، وتعتبره أحد أشكال التمييز الجنسي خاصة في أماكن العمل إذ تتعرض واحدة من كل خمس نساء لأحد أنواع التحرش الجنسي مقابل تعرض رجل واحد من بين كل 20 رجل أبلغوا عن حالات مشابهة.
وتلفت المنظمة الحقوقية إلى أن التحرش الجنسي قد يتخذ أشكالاً مختلفة، فمن الممكن أن يكون صارخاً (واضحاً) أو غير مباشر، وقد يكون جسدياً أو شفهياً، وربما يحدث بشكل متكرر أو لمرة واحدة. ومن الوارد أن يرتكبه الذكور والإناث ضد أشخاص من نفس جنسهم أو ضد الجنس الآخر.
ورغم أن التحرش الجنسي جريمة بشعة تجرمها جميع القوانين، إلا أن مفهومه يختلف من بلد إلى آخر ففي حين تجرم النظرة المتفحصة في الغرب وتعتبر من أشكال التحرش يتم التساهل مع مثل هذه الحالات في المجتمعات العربية بل ومع التحرش الجنسي اللفظي كذلك ويقتصر مفهوم التحرش الجنسي لدى الكثيرين بهذه البلدان على "الفعل الجنسي" القائم على الاعتداء والملامسة للمناطق الحساسة.
ويترك التحرش الجنسي بمختلف أنماطه آثاراً شديدة الخطورة على ضحاياه خاصة من الأطفال، نفسياً واجتماعياً وجسدياً وقد يستمر ضرره مع الفرد بقية حياته.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
Ahmad Tanany -
منذ يومينتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ 4 أياملا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ أسبوعمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...
Nahidh Al-Rawi -
منذ أسبوعتقول الزهراء كان الامام علي متنمرا في ذات الله ابحث عن المعلومه