بصدره العاري والعلم الفلسطيني بيدٍ والمقلاع بيده الثانية، طافت صورة متظاهر فلسطيني العالم في غضون شهرين واختيرت من بين أقوى صور 2018.
وسط الدخان الأسود الكثيف، أعادت تلك الصورة إلى الأذهان لوحة الفرنسي فرديناند فيكتور أوغين دي لاكروا "الحرية تقود الشعب” التي تحولت إلى رمز الثورة الفرنسية، وفيها تظهر ماريان رمز الثورة الفرنسية تلوح بالعلم الفرنسي.
كان يمكن للمشهد الذي حدث في غزة في إحدى مسيرات العودة في شهر أكتوبر أن يمر مرور الكرام لو ما وثقته كاميرا مصور وكالة الأناضول التركية مصطفى حسونة في لقطة تشبه لوحة باذخة الجمال رغم مأساة الواقعة، الصورة لفرط دقتها كانت أشبه بلوحة مرسومة بالريشة، تؤرخ لنضال الشعب الفلسطيني وبسالة شبابه المقاوم.
وثقت تلك الصورة التي التقطها حسونة في أكتوبر الماضي مظاهرةً قرب الحدود الشمالية لقطاع غزة، واختارتها بعض وسائل الإعلام الدولية من بينها "ذي أتلانتيك" الأمريكية و"فورين بوليسي" الأمريكية وقناة "يورونيوز" الأوروبية من أقوى الصور وأكثرها تأثيراً في العام 2018.
بدورها اختارت صحيفة الغارديان البريطانية الصورة ضمن أفضل صور 2018، في عددها الصادر بتاريخ 27 ديسمبر الماضي.
كما حققت الصورة نجاحاً كبيراً على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تبادلها آلاف المستخدمين واصفين إياها بأنها "أيقونة المقاومة الشعبية الفلسطينية".
كان لافتاً التشابه الكبير بين الصورة ولوحة "الحرية تقودها الناس" الشهيرة، للرسام الفرنسي دي لاكروا وهي اللوحة التي رسمها في عام 1830 تخليداً للثورة الفرنسية التي اندلعت ذلك العام.
رسم الفنان الفرنسي امرأة اعتبرها تمثالاً للحرية، ترفع بيدها اليمنى العلم الفرنسي، وباليد اليسرى بندقية، ويحيط بها الثوّار الفرنسيون ودخان المعركة يلفهم، سميت تلك المرأة فيما بعد “ماريان” وأضحت أيقونة الثورة بل أيقونة فرنسا برمتها.
ونقلت وكالة الأناضول عن المصور حسونة قوله إنه التقط الصورة في ظروف خطيرة خلال مظاهرة شعبية قرب الحدود القطاع الشمالية، مضيفاً أن الجيش الإسرائيلي لا يفرق في إطلاق النار بين صحفيّ ومتظاهر فكل شخص يقترب من الحدود معرض لخطر الموت.
ووصف حسونة صورته بأنها تحمل "معاني فنية وخَبرية ورسالة صمود وتحدٍّ للاحتلال تظهر في ملامح ذلك الشاب إضافة إلى أنها ترسم لوحة واقعية للمقاومة الشعبية الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي".
واعتبر حسونة أن أحد أهم أسباب نجاح صورته كونها تجسد أحد جوانب القضية الفلسطينية وهي إحدى القضايا الساخنة على الساحة الدولية.
وكانت الغارديان قد اختارت المصور مصطفى حسونة، ضمن قائمة أفضل 10 مصورين "أثرت أعمالهم على الصعيد العالمي"، خلال عام 2018.
كان لافتاً التشابه الكبير بين الصورة ولوحة "الحرية تقودها الناس" الشهيرة، للرسام الفرنسي دي لاكروا وهي اللوحة التي رسمها في عام 1830 تخليداً للثورة الفرنسية التي اندلعت ذلك العام.
كان يمكن للمشهد الذي حدث في غزة في إحدى مسيرات العودة في شهر أكتوبر أن يمر مرور الكرام لو ما وثقته كاميرا مصور وكالة الأناضول التركية مصطفى حسونة في لقطة تشبه لوحة باذخة الجمال رغم مأساة الواقعة، الصورة لفرط دقتها كانت أشبه بلوحة مرسومة بالريشة.
من هو بطل الصورة؟
بحسب تقرير نشرته الأناضول في أكتوبر الماضي فإن الشاب الذي ظهر في الصورة هو المتظاهر الفلسطيني عائد أبو عمرو البالغ من العمر 22 عاماً، وهو من سكان حي الزيتون بمدينة غزة.
ويقول أبو عمرو إنه يشعر بالفخر لمقارنة صورته باللوحة الفرنسية التي اعتبرت أيقونة الحرية في فرنسا، مضيفاً أن انتشار اللوحة الفرنسية إلى جانب صورته، شجعه على الاستمرار في الخروج في مسيرات العودة، من أجل انتزاع الحرية.
ويضيف أبو عمرو أنه يأمل بأن يأتي اليوم الذي يرى فيه بقية الأراضي الفلسطينية التي تحتلها إسرائيل محررة ويقطنها فلسطينيون.
ومنذ انطلاق مسيرات العودة نهاية مارس من العام الماضي، يحرص الشاب أبو عمرو على المشاركة فيها فلم يتغيّب عنها ولو مرة واحدة، بحسب ما صرح به للأناضول.
"العلم الفلسطيني والمقلاع، هما رفيقاي في رحلتي إلى الحدود الشرقية لمدينة غزة، خلال مشاركتي في مسيرات العودة" يقول أبو عمرو، مؤكداً رفضه التخلي عن العلم الفلسطيني وهو يُلقي الحجارة بالقرب من السياج الفاصل بين شرقي المدينة وإسرائيل، "العلم الفلسطيني مستحيل أن أنزله من يدي، حتّى لو أصبت برصاص إسرائيلي سيبقى هذا العلم مرفوعاً" حسب قوله.
ويحلم أبو عمرو كحال شباب المقاومة أن يغرس علم فلسطين "في يوم من الأيام داخل الأراضي التي تحتلها إسرائيل" حسب قوله.
عُرف عن أبي عمرو مشاركته في التظاهرات عاري الصدر رعبةً منه بتوجيه رسالة للاحتلال الإسرائيلي بأنه لا يخاف "من الترسانة العسكرية الإسرائيلية التي تنتشر على الجانب الآخر من الحدود".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يوممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومينفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومينعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ يومينtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعرائع