للمرة الثانية على التوالي في غضون شهرين، قام مستوطنون بتصريف مياهِ المجاري في ساحات مدرسةِ عزون- بيت أمين الثانوية الواقعةِ جنوب شرقي مدينة قلقيلية شمالَ الضفة الغربية. يوم 1 نوفمبر الجاري، تدفقت مياهُ الصرف الصحي لمستوطنة "شعاري تكفا" الجاثمةِ على جبال قرية عزون عتمة جنوب شرقي قلقيلية، داخل مدرسة عزون- بيت أمين الثانوية، ما تسبب بروائحَ كريهةٍ داخل المدرسة، وبدا الضيق والحزن على ملامح الطلبة. ونقلت مواقع فلسطينيةٌ محليّة عن مدير المدرسة علاء مراعبة قوله إن المياهَ تدفقت من المستوطنة وداهمت حديقةَ المدرسة وساحةَ الملعب، وتم إبلاغ الجهات المختصة لإيجاد حلولٍ سريعة لهذه الكارثة التي تكررت للمرة الثانية خلال شهرين، حسب تأكيده. أضاف مدير المدرسة أن هذه الكارثةَ الصحيةَ والبيئة تتكرر من وقت لآخر، وكثيراً ما تستمر أياماً قد تتجاوز العشرة، مؤكداً أنه في بعض الأوقات تحتاج لنحو أسبوعين حتى تجفّ.
ما الأضرار التي يمكن أن تسببها مياه الصرف الصحي للطلبة؟
يصنف خبراء المياه أنواعها إلى ثلاثة أقسام هي، المياه البيضاء، الصالحة للاستخدام الإنساني، والمياه الرمادية، وهي المياه المعالجة والتي تستخدم للري، وأخيراً المياه السوداء وهي مياه الصرف الصحي. ويمكن لمياه المجاري، أو الصرف الصحي، أن تسببَ لطلاب المدرسة الفلسطينية الكثير من الأمراض، فهي تحوي أكثر من 15 مرضاً خطيراً، بعضها مميتةٌ بحسب منظمة الصحة العالمية، لاحتوائها على أنواع كثيرةٍ من البكتيريا والطفيليات والفيروسات بالإضافة للمعادن الثقيلة والمواد السامة المستخدمة في الغسيل، ما يهدد بكارثة صحيةٍ وبيئيةٍ حقيقية. وتزداد خطورة مياه المجاري إذا كانت هناك نسبةٌ عالية من المرضى في المجتمع الذي خرجت منه مياهُ الصرف الصحي كالمستشفيات.للمرة الثانية على التوالي في غضون شهرين، قام مستوطنون بتصريف مياهِ المجاري في ساحات مدرسةِ عزون - بيت أمين الثانوية الواقعةِ جنوب شرقي مدينة قلقيلية. تحوي هذه المياه أكثر من 15 مرضاً خطيراً، بعضها مميتةٌ...
روائحُ كريهة وضيقٌ وحزن داخلَ مدرسة عزون - بيت أمين الثانوية، في الضفة الغربية، بعد تدفق مياه الصرف الصحي لمستوطنة "شعاري تكفا" الجاثمةِ على جبال قرية عزون عتمة جنوب شرقي قلقيلية
والأراضي الزراعية الفلسطينية لم تنجُ
وفي يوليو من العام الجاري ذكر مزارعون فلسطينيون في قلقيلية أن مستوطناتٍ عدة في المدينة أصبحت مصدرَ تلوثٍ لمياههم وأراضيهم الزراعية. فعبرَ الجهة الغربية لمدينة قلقيلية تمر مياهُ الصرف الصحي من مستوطنات إيال وسوريجال، ما جعل بلديةَ المدينة تقيم قناةً إسمنتية لتفادي تسرب مياه الصرف الصحي إلى الأراضي الزراعية المجاورة لها، لكن القناةَ لم تحلَّ المشكلة. ونقلت مواقع فلسطينية عن مزارعين فلسطينيين قولهم إن هذه المياه تسبب مشاكلَ صحيةً عديدة لسكان المدينة من الفلسطينيين، إلى جانب الروائح الكريهة. وتعاني محافظة قلقيلية من النهب المستمرِ لأراضيها من قبل المستوطنات الإسرائيلية، ويقول مركز المعلومات الوطني الفلسطيني إن هذه المدينة مستهدفةٌ من قبل إسرائيل لأنها من المدن الفلسطينية الحدودية المتاخمة للخطِّ الأخضر الذي يفصل بين حدود عام 1967 و1948 وتُعدُّ قلقيلية أقربَ مدينة في الضفة الغربية على الساحل الفلسطيني، وتعتبرها القيادة الإسرائيلية شوكةً في خاصرة إسرائيل.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...