ملاك رباح أبو جزر، طفلة فلسطينية، من قطاع غزة، فرّت مع أهلها على متن قارب على أمل الوصول إلى أوروبا، لكنها لقيت حتفها قبل بلوغ شواطئ مدينة بودروم التركيّة.
ظهرت ملاك في فيديو بُثّ الثلاثاء على شبكات التواصل الاجتماعي، وهي بين ذراعي أحد أفراد الشرطة التركية، هارون قليج أوغلو، فبدت كأنها نائمة، رأسها يتدلى إلى الخلف وجسمها بالكنزة الحمراء، يهتز بين ذراعي الشرطي وهو يركض على الشاطئ وينتحب.
تمكن خفر السواحل التركي من إنقاذ 18 راكباً، معظمهم لاجئون سوريون وفلسطينيون، كانوا مع ملاك على متن القارب نفسه، لكن طفلاً آخرَ توفي مع ملاك حسب ما أعلنته السلطات التركية.
تناقل رواد التواصل الاجتماعي مقطع فيديو تضمن اللحظات الأخيرة للطفلة، وهي محمولة بين ذراعي الشرطي، الذي لم يستطع حبس دموعه، وهو يركض باحثاً عن مسعف ربما يتمكن من إنقاذها.
ظل الشرطي أوغلو عبر نافذة سيارة الإسعاف، يراقب مُحاولات الفريق الطبي إنعاش قلب ملاك، إلا أنها فارقت الحياة في المستشفى الذي نُقلت إليه.
وملاك ليست أول طفل يلقى حتفه في البحار قبل بلوغ سواحل أوروبا، فالعالم يتذكر الطفل السوري آلان الكردي الذي قذفته الأمواج على سواحل تركيا في 2 سبتمبر 2015، وهزّت صورته العالم، لكن المئات لقوا حتفهم منذ ذلك الوقت إلى آلان، على متن "قوارب الموت".
وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن 2510 أشخاص على الأقل توفوا غرقاً في الأشهر الخمسة الأولى من عام 2016، لافتةً إلى أن حالات الوفاة خلال رحلات عبور البحر المتوسط تمثل حالة من أصل 81 "محاولة هجرة سرية"، وأن هذا المعدل في ارتفاع مستمر.
تم توثيق لحظات "ملاك" الأخيرة وهي محمولة بين ذراعي الشرطي التركي، الذي لم يستطع حبس دموعه، وهو يركض باحثاً عن مُسعف ربما يتمكن من إنقاذها... ظل عبر نافذة سيارة الإسعاف، يراقب مُحاولات إنعاش قلبها… وكان ما كان… إنها "قوارب الموت".
"ملاك" ليست أول طفل يلقى حتفه في البحار قبل بلوغ سواحل أوروبا، فالعالم يتذكر الطفل السوري آلان الكردي الذي قذفته الأمواج على سواحل تركيا في 2 سبتمبر 2015، وهزّت صورته العالم، لكن المئات لقوا حتفهم منذ ذلك الوقت إلى آلان، على متن "قوارب الموت".
وكشفت أن طفلين يموتان غرقا يومياً منذ سبتمبر 2015 خلال محاولة العبور مع أهلهم من شرق البحر الأبيض المتوسط، للوصول إلى أوروبا. وذكرت في أبريل 2016، أن "بعد وفاة الطفل آلان الكردي، توفي غرقا أكثر من 340 طفلاً، معظمهم من الرضع وصغار السن شرقي المتوسط".
وبحسب ما نقلته بوابة اللاجئين الفلسطينيين، يحاول سكان قطاع غزة بدورهم الهروب، في ظل الحصار المفروض عليهم منذ أكثر من 12 عاماً، والدمار الذي لحق بجميع جوانب حياتهم عقب 3 عمليّات عسكريّة كُبرى شنّها الاحتلال الإسرائيلي خلال السنوات الماضية على غزة. فيبقى خيارهم الهروب، حتى وإن كان على متن "قوارب الموت".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...