أظهرت إحصاءات رسمية صادرة عن وزارة التجارة والصناعة الكويتية، أن الكويت شهد طفرة كبيرة في تأسيس المطاعم خلال السنوات الخمس الماضية فاقت عدد المطاعم التي تم تأسيسها منذ استقلال الكويت عام 1961 حتى عام 2013.
ونقلت القبس التي نشرت تقريراً عن قطاع المطاعم السنوات الماضية، عن مصادر كويتية توقعاتها أن يشهد عاما 2019 و2020 إغلاق 30 إلى 40% من المطاعم القائمة حالياً، بسبب أن العامين المقبلين سيكونان بمنتهى الصعوبة اقتصادياً حتى بالنسبة للمطاعم المميزة في الكويت.
وتظهر إحصاءات التجارة والصناعة أنه بين 2014 حتى مطلع ديسمبر 2018، منحت الدولة 4237 رخصةً لفتح مطاعم في الكويت، وشهد عام 2018 زيادة قياسية في الرخص التجارية الممنوحة للمطاعم بنسبة 16% مقارنة بعام 2017.
كما بينت الإحصاءات أن نشاط المطاعم يستحوذ على 70.6% من سوق الأنشطة الأخرى التي تقدم الأطعمة والأغذية والتجهيزات الغذائية والتي وصل عدد رخصها حتى مطلع ديسمبر الجاري إلى نحو 6 آلاف رخصة تجارية.
24% من المطاعم خصصت للوجبات الخفيفة وشهدت نمواً كبيراً عام 2018 بلغ 53% مقارنة بعام 2017.
ويفرق الكويت بين المطاعم وبين محلات النشاط المزدوج، والمقصود بها مطعم ومقهى في الوقت نفسه، وتظهر الإحصاءات أن نسبة تأسيس نشاط مزدوج أقل بنسبة 5.2% من تأسيس المطاعم فقط، ما يعني أن الشعب الكويتي يفضل تناول وجباته في مطعم خالص يقدم المأكولات فقط، وليس في المحلات التي تقدم أكلا ومشروبات في الوقت ذاته.
وتبين الإحصاءات أن رخص تأسيس محل مزدوج شهدت انخفاضاً لافتاً بلغ 76.7% في العام الحالي مقارنة بالعام الفائت.
ويفرق القانون الكويتي بين نشاط المطاعم وباقي الأنشطة التجارية الأخرى، ويتطلب الحصول على رخصة مطعم في الكويت أن يكون تحضير الطعام داخل مقر المطعم وليس خارجه، وألا تقل المساحة عن 25 م2، وهي شروط مختلفة عن إنشاء نشاط المأكولات الخفيفة، سواء المخبوزات أو العصائر، والفطائر والحلويات، وحتى النشاط المزدوج الذي يجمع ما بين مطعم ومقهى.
الكويت شهد طفرة كبيرة في تأسيس المطاعم خلال السنوات الخمس الماضية فاقت عدد المطاعم التي تم تأسيسها منذ استقلال الكويت عام 1961 حتى عام 2013.
ارتياد المطاعم أو الشراء منها بات جزءاً من الثقافة المجتمعية في الكويت، وتظهر إحصاءات أن هناك من 60 إلى 70% من الأسر الكويتية لديها فرد أو فردان على الأقل يطلبان يومياً أو أسبوعياً وجبة أو يذهبان لتناول الطعام في مطعم.
ثقافة مجتمعية
بحسب تقرير نشره موقع صحيفة القبس الكويتية يحتاج فتح مطعم صغير أو متوسط الحجم رأس مال ما بين 20 إلى 120 ألفَ دينار كويتي، ويختلف الأمر بحسب نوع المطعم وجودة منتجاته وحجمه ومقره.
ويتراوح متوسط إيرادات مطعم صغير أو متوسط بين 600 إلى 1200 دينار يومياً، ويقدر صافي الأرباح المحققة بين 10 إلى 50%، ويعتمد ذلك على موقع المطعم والإقبال عليه وتميزه في المنافسة، إلى جانب عوامل أخرى.
وبناء على النسب السابقة، فإن متوسط المبيعات المجمعة لهذا النشاط التجاري وحده قد تصل إلى 1.22 مليار دينار كويتي سنوياً.
وتجاوز ارتياد المطاعم أو الشراء منها مرحلة الظاهرة، وبات جزءاً من الثقافة المجتمعية في الكويت، وتظهر إحصاءات أن 60 إلى 70% من الأسر الكويتية لديها فرد أو فردان على الأقل يطلبان يومياً أو أسبوعياً وجبة أو يذهبان لتناول الطعام في مطعم.
ويقول مراقبون لنشاط المطاعم في الكويت إن عملية تسعير المنتج في المطاعم الكويتية تفتقد إلى مهنية التسعير، حيث تعتمد عملية تسعير المنتج في غالبية المطاعم الجديدة على قيمة المنتج نفسه في مطعم مشابه له، وليس على التكلفة التجارية المعروفة لكل حالة على حدة.
وقد يساهم توفير خدمة توصيل الطلبات للمنازل سواء عبر وسيلة نقل خاصة بالمطعم أو عن طريق الشركات التي تقدم هذه الخدمة، في زيادة مبيعات المطاعم بنسبة متباينة بين 40 و 70% حسب نوع المطعم وشهرته.
ويتوقع خبراء ألا تستمر عملية تأسيس المطاعم الجديدة بهذه الوتيرة التصاعدية الكبيرة، وأن يخرج عدد من المطاعم الموجودة في السوق الكويتية، ولن يبقى إلا المطاعم القادرة على المنافسة، وتقديم منتجات ذات جودة عالية تستطيع جذب أكبر عدد من الزبائن.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...