لأكثر من أسبوع، كانت المغنية الإماراتية أحلام الشامسي موضوع جدل ونقد لاذع في السعودية.
لم تتوقع أحلام لحظة إعلانها إقامة أربع حفلات في السعودية في الرياض وجازان (جنوب) وجدة (غرب) والدمام (شرق)، أنها ستفتح النار على نفسها. لم تنسَ السعوديات موقف أحلام الساخر من مطالبتهن قبل عامين بحق قيادة السيارة، ومعارضتها ذلك بحجة أنه "لا يجوز أن تقود النساء السيارات في بلاد الحرمين".
مباشرة بعد انتشار إعلان أحلام، عبّرت سعوديات عن غضبهن من فكرة غنائها في بلادهن، ودشنت ناشطات على مواقع التواصل، حملة واسعة يطالبن فيها بمقاطعة حفلاتها، مذكرات بموقفها الساخر والمعارض للسماح للمرأة السعودية بقيادة السيارة.
اتهمت السعوديات أحلام بالتناقض في مبادئها، لكونها رفضت قيادة المرأة السعودية للسيارة، بحجة أن للسعودية قدسية مختلفة لوجود الحرمين الشريفين فيها، في الوقت الذي تبيح لنفسها بالغناء على أرضها "المقدسة".
الأسبوع الماضي، ظهر وسم #مقاطعة_حفلة_احلام على موقع التدوين المصغر تويتر في أكثر من 490 ألف تغريدة، وأثمر الضغط إلغاءَ حفلات أحلام، ودشن ناشطون وسماً آخر باسم #الغاء_حفلة_احلام حظي بتفاعل كبير.
بين التأجيل والإلغاء
لم تغن أحلام يوم 21 ديسمبر بعكس ما كان مقرراً، وأكدت أن الحفلات تم تأجيلها لأسباب خاصة، ولم تُلغَ، وأنها ستعلن تواريخ حفلاتها في السعودية قريبًا. وكتب عبدالله مخارش، المشرف على الفعاليات الفنية للهيئة الثقافية في السعودية على موقعه الشخصي على تويتر ما يفيد بأن الحفلات تم تأجيلها لاحقاً، معتبراً أن الأخبار التي نُشرت عن الإلغاء :”أسلوباً غير مهني لا يمت بالصحافة الصادقة بأي صلة"، وأضاف :”أحلام ستكون حاضرة العام الجديد بعدة حفلات في مناطق مختلفة بأسلوب جديد ومفاجئ للجمهور".
في المقابل لم يصدر توضيح رسمي عن سبب عدم إقامة الحفلة الأولى، وأكدت مصادر لرصيف 22 أن ضعف الإقبال على التذاكر كان السبب في عدم إقامته، وشدد المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه أن الحفل لن يُقام في الظروف الحالية.
لم تغن أحلام يوم 21 ديسمبر في السعودية بعكس ما كان مقرراً، وأكدت أن الحفلات تم تأجيلها لأسباب خاصة، ولم تُلغَ، وأنها ستعلن تواريخ حفلاتها في المملكة قريبًا.
مباشرة بعد انتشار إعلان أحلام، عبّرت سعوديات عن غضبهن من فكرة غنائها في بلادهن، ودشنت ناشطات على مواقع التواصل، حملة واسعة يطالبن فيها بمقاطعة حفلاتها، مذكرات بموقفها الساخر والمعارض للسماح للمرأة السعودية بقيادة السيارة.
جدل ساخن
على موقع تويتر، بقيت الحملة مستعرة أكثر من أسبوع، طالبت من خلالها السعوديات بعدم إقامة الحفل، واحتفلن بإلغائه لاحقاً معتبرات ذلك نصراً لهن، فأكدت الدكتورة إقبال العثيمين أن :"التضامن النسائي السعودي ألغى حفلة أحلام لمعارضتها قيادة المرأة للسيارة".
وبلغة أكثر قسوة، أكدت الناشطة سلطانة اللاحم أن :"أحلام طالما رقصت على جراح المرأة السعودية وادعت الفضيلة على حساب حقوقها"، وأضافت :"اليوم الذي يفترض أن يكون موعد حفلتها تم إلغاؤها بعد أن عارضت النساء السعوديات في وسم #مقاطعة_حفلة_احلام ! فلتحيَ الكرامة ولتحيَ نساؤنا وبناتنا اللاتي رفضن هذه الدخيلة #عبيد_الفلس_في_صورة".
كذلك أكدت الناشطة همسة السنونسي أن السعوديات لن ينسين مقطع أحلام الذي سخرت فيه من مطالبتهن بالقيادة، وقالت :"يخرب بيتك والبيت اللي جمب بيتك :انتي ماااالك!، عايشه حياتك بالطول والعرض وتستشرفي ع راسنا!".
في الاتجاه ذاته وصفت ريناد حرص أحلام على الغناء في السعودية بقلة الحياء، مشددة على أن السعوديات نجحن في الحصول على حق القيادة رغماً عن أحلام والمعارضات اللاتي وصفتهن بالجهل، متسائلة :"كيف تحرم أحلام القيادة في بلاد الحرمين، وتجيز لنفسها الغناء فيها".
فيما اعتبرت ريم أن قرار إلغاء الحفلات درس لجميع من يحاول التدخل في شؤونهن، بأي شكل كان.
أحلام حاولت تبرير موقفها ولكن هذا التبرير ظهر بشكل ضعيف، فقالت إنها كانت تقصد عدم قيادة غير السعوديات حتى لا يتسببن في المشاكل، وأنها مع حق السعوديات أنفسهن في القيادة.
هذا التبرير كان غير مقنع، وردت عليه الناشطات بوسم
#نرحب_بقياده_السائحات_ولانرحب_باحلام ظهر في نحو 120 ألف تغريدة، أكثرها قسوة، تغريدة بشاير الشهري :"أحلام تلف وتدور كي لا تعتذر للسعوديات". مشددة على أن أحلام باتت مطالبة بالاعتذار ليس للسعوديات فقط، ولكن أيضاً لغير السعوديات لأنهن "لسن غبيات ليصدقن تبريرها".
وكتبت ريناد :"نحن نساء السعودية نقف مع كل النساء ونؤمن باستحقاقهن للمساواة والحقوق البديهية للإنسان، ولا نحترم أي فنانة تسيء لأي امرأة أو تعزز اضطهادها. اهلاً بكل أجنبية تود القيادة ولا أهلاً ولا سهلاً بحفلاتك عندنا يا أحلام"...
https://twitter.com/Shafax6/status/1077914320082735104
وشددت روم على أن خبر التأجيل كان صحيحاً، وأن الحفل لم يلغَ، فهذا يدل على :"مدى استهانة المسؤولين وقلة احترامهم لرغبة النساء السعوديات".
بعض المدافعين
هناك من دافع عن أحلام كريانة العجمي التي اعتبرت أن الحملة غير مبررة وغير مفهومة، وأضافت: "التغريدة لها أكثر من خمس سنوات"، مشددة على أن القناعات تتغير، مع الوقت، وأن هناك كثيرين ضد القيادة، والآن باتوا معها.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...