"هدفنا المقبل هو نزع الولاية"، بهذه الجملة الواضحة، أكدت الناشطة السعودية سحر ناصيف أن موضوع نزع الولاية هو الأهم بالنسبة للسعوديات الآن، وأضافت عبر حسابها الشخصي على "تويتر" أن القيادة باب سيفتح لهن موضوع الولاية، وأضافت:"موضوع الولاية أهم، لأن كثيراً من الفتيات لا يستطعن العمل، ولو عملت المرأة استحوذ الرجل على راتبها. لا تستطيع السفر ولا حتى الخروج من بيتها".
عاد الحديث عن مشروع نزع الولاية الذكورية يتردد بقوة في السعودية خلال اليومين الماضيين. يوم أمس، كشفت مسؤولة سعودية لأول مرة أن هناك مشروع قانون قادماً سيغير نظام ولاية الرجل للمرأة، وهو نظام لطالما اشتكت منه السعوديات، لأنه لا يسمحن لهن بالسفر أو العمل أو الدراسة دون موافقة ولي أمرها، وهو عادة يكون الأب أو الزوج أو الأخ، وحتى الابن، المهم أن يكون ذكراً.
وكشفت وكيل رئيس الهيئة العامة الرياضة للتخطيط والتطوير في حوار مع قناة CNN الأمريكية أن:"الحديث حول نظام الولاية يجري في أروقة الحكومة بين النساء، وفي مجلس الشورى بشكل شبه يومي"، لافتةً إلى أنها لا تملك الإطار الزمني لمعرفة متى سيتم البحث في هذا الأمر، متمنيةً أن يكون ذلك في المستقبل القريب.
يصنف المؤشر العالمي للفجوة بين الجنسين، السعودية في المرتبة 134 من بين 145 دولة في المساواة بين الرجل والمرأة. فما تزال القوانين السعودية تلزم المرأة حتى ولو كانت تحمل أكبر الشهادات العلمية، بالحصول على تصريح من ولي أمرها عند رغبتها في السفر أو الزواج، أو العمل، أو حتى تلقي العلاج، واستئجار شقة، أو رفع دعاوى قضائية. وكثير ما يلجأ أولياء الأمور للحصول على نسبة من رواتب التي يتولى أمرها. وتكشف إحصائية رسمية لوزارة العدل أن أكثر من 12 ألف سعودية يتقدمن سنوياً بقضايا لنزع الولاية، غير أن القاضي يحكم في نهاية المطاف بتحويل الولاية لرجل آخر، وأن لم يجد رجلاً في عائلتها، يحكم بالولاية لقاضٍ آخر.
لا تزال حملة "سعوديات نطلب إسقاط الولاية" نشطة على تويتر، لأكثر من 722 يوماً، وذلك بقيادة "النساء" اللواتي يؤكدن أنهن لن يتوقفن حتى يتم ألغاء قانون الولاية المثير للجدل.
على تويتر، أكدت الدبلوماسية السعودية موضي الخلف أنه تمت مناقشة الموضوع في مجلس الشورى بشكل مكثف، وقالت:"هذا الموضوع هام ويتكرر ونوقش في الشورى، وبالنسبة لي شخصياً كمطلقة وأم لطفلين فإن الموضوع عاجل جداً، لدي أسرة تمنحني حرية كاملة بالتحرك والتفاعل ولكن ليس هذا هو واقع الكثير من النساء وإلى أن يتحقق يجب أن نعمل بجد لتحقيقه".
وهو النهج نفسه الذي سارت عليه الناشطة الحقوقية هيلة المشوح، التي أكدت أن هناك من يتلذذون بالسيطرة على الأخت والأم، واصفة إياهم بالمرضى الذين تجردوا من ضمائرهم وصبوا جام أمراضهم على الزوجات والبنات، قائلةً:"حين نتحدث عن الولاية يقرفوننا بمصطلحات الانحلال والتغريب والتخريب الخ، لهؤلاء لا ينفع إلا نزع ولايتهم وحماية نساء المجتمع منهم!".
أمر لا مفر منه، هكذا وصف الداعية عبدالعزيز الموسى نزع الولاية، وقال:"بعد حصول المرأة السعودية على حقها في قيادة السيارة، علينا أن نتجاوز الأمر لمناقشة ما لم تحصل عليه وقد ضمنه لها الشرع، وجاء في تصريحات سمو ولي العهد الأمين".
يزخر موقع تويتر بالكثير من القصص عن معاناة سعوديات مع قانون الولاية، وهو ما دفع مغردات لأن يعتبرن أن الوقت حان لنزعه، منهن رُها التي وصفت القانون بشكله الحالي نوعاً من العبودية، وكتبت :"ارفعوا عنهن قانون العبودية الولاية، يجب أن يعلم العالم أنه لا تزال هناك عبودية هنا وهي السلطة المطلقة للذكر على الأنثى". زادت ابتسام بأنها طالبت بتعويض السعوديات عن السنوات التي ضاعت منهن جراء القانون، مشددةً على أهمية أن تكون هناك:"إجراءات منظمة لذلك لأنني تركت وظيفتي الحكومية بسبب ولي أمري والقوانين التي تقف في صفه".
من جهة أُخرى، يؤمن كثيرون أن ما يحدث في السعودية هو مخطط غربي لتدمير الأخلاق، وأن نزع الولاية هو الهدف الثاني لمن يقف وراء المشروع التغريبي، ونشر ناشطون مقابلة سابقة مع الناشطة رضوى اليوسف جرت عام 2013، أكدت فيه أن مطالب الحقوقيات بالقيادة لم تأت بطريقة جيدة، وأضافت:"هم يفكرون في الأصل إسقاط القوامة الإسلامية، قيادة المرأة هي البداية، ولديهم حملات قادمة مثل السفر دون موافقة الولي، واستدعاء الخارج".
كشفت مسؤولة سعودية لأول مرة أن هناك مشروع قانون قادماً سيغير نظام ولاية الرجل للمرأة، وهو نظام لطالما اشتكت منه السعوديات، لأنه لا يسمحن لهن بالسفر أو العمل أو الدراسة دون موافقة ولي أمرها، وهو عادة يكون الأب أو الزوج أو الأخ، وحتى الابن، المهم أن يكون ذكراً.
"ارفعوا عنهن قانون العبودية الولاية، يجب أن يعلم العالم أنه لا تزال هناك عبودية هنا وهي السلطة المطلقة للذكر على الأنثى"، بينما يقول صالح العتيبي:"خلصوا من قيادة المرأة السعودية ورجعوا على إسقاط الولاية وبعده نزع الحجاب"!!في الفلك التآمري ذاته، أكد الدكتور محمد الجوير أن إسقاط الولاية والتجنيس:"مطلبان خبيثان يسعيان لهدم كيان هذا الوطن الغالي. لنكن يدًا واحدة في وجه دعاته الذين ما زالت (عقولهم الملوثة وقلوبهم الحاقدة) مستميتة في المطالبة بهما، سواءً كانوا في مجلس الشورى أو في الصحافة أو في تويتر"، واصفا، كل ما يُطرح في مجلس الشورى من مقترحات وتوصيات حول المطالبة بإسقاط الولاية الشرعية عن المرأة السعودية أو المطالبة بتجنيس أبناء السعوديات المتزوجات من أجانب بالطرح المتطرف الشاذ". وكتب صالح العتيبي:"خلصوا من قيادة المرأه ورجعوا على إسقاط الولاية وبعده نزع الحجاب".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...