قفازان أسودان قابضان على مقود سيارة مرسيدس كلاسيكية. بهذه الإطلالة المُميزة ظهرت سموّ الأميرة هيفاء، ابنة الملك الراحل عبدالله بن العزيز آل سعود، للمرة الأولى على غلاف مجلة Vogueالعالمية في نسختها العربية.
ويأتي ظهور هيفاء كأول أميرة في أول عدد تخصصه مجلة Vogue للحديث عن السعودية بغرض الاحتفاء بالسماح للنساء بقيادة السيارات بموجب مرسوم ملكي بدءاً من 24 يونيو 2018.
وبينما تحتفي المجلة بالأميرة "الأيقونة" ونساء سعوديات أخريات كانت هناك حملة اعتقالات ضد العديد من الناشطات ممن قُدن حملة المطالبة بقيادة المرأة للسيارة في البلاد، وهذا ما أثار انتقادات المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان والمراقبين للإصلاحات التي يجريها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
الأميرة "مُتحمسة للتغييرات في بلدنا"
في صحراء جدّة، التقط المصور "بو جورج" صورة الغلاف، الذي كُتبت عليه عبارة "القوة الدافعة.. احتفالاً بنساء السعودية الرائدات". كما أخذ لقطات أخرى للأميرة الأنيقة، إحداها أطلت فيها مرتدية فستانًاً أسود وقبعة كبيرة من نفس اللون. وفي لقطة ثالثة ظهر نصف شعر رأس الأميرة، وأخفت جانباً من قسمات وجهها بوشاح أحمر اللون، في صورة كُتب عليها "عدد السعودية"، على ما يبدو أنه غلاف العدد المُخصص للتوزيع في داخل السعودية. ونشرت "Vogue" مقتطفات من حوارها مع الأميرة الذي تحدثت خلاله عن التغييرات الحاصلة في المملكة و"رؤية 2030" التي تتبعها الحكومة السعودية. وقالت: "في بلدنا، بعض المحافظين يخشون التغيير. وبالنسبة لكثيرين، هذا كل ما يعرفون. وأنا أؤيد هذه التغييرات بكل حماسة". وأضافت: "من السهل التعليق على مجتمعات الشعوب الأخرى والاعتقاد بأن مجتمعك هو الأفضل، ولكن يجب أن يتذكر العالم الغربي أنَّ كلَّ بلدٍ فريدٌ وله خصوصياته. لدينا نقاط قوة ونقاط ضعف، ولكنها دوماً ثقافتنا، ومن الأفضل محاولة فهمها بدلاً من الحكم عليها وانتقادها". وقال رئيس تحرير النسخة العربية من ڤوغ، مانويل أرنو: "يشرفني جداً قبول صاحبة السمو الملكي دعوتنا لتكون نجمة غلاف يونيو. ولعلّ أهل المنطقة يدركون حرص العائلة الحاكمة على الخصوصية، لذا فإن موافقة الأميرة دليل ثقة أقدره. واليوم الذي أمضيناه في الصحراء خارج جدة، وخلّدته عدسة المصوّر بو جورج، لا يتكرّر بل هو فريد ومحّمل بدلالات ومعانٍ جديدة".بينما تحتفي المجلة بالأميرة "الأيقونة" ونساء سعوديات أخريات.. كانت هناك حملة اعتقالات ضد العديد من الناشطات ممن قُدن حملة المطالبة بقيادة المرأة للسيارة في البلاد
قفازان أسودان قابضان على مقود سيارة مرسيدس كلاسيكية. بهذه الإطلالة المُميزة ظهرت الأميرة هيفاء للمرة الأولى على غلاف مجلة Vogue العالميةوأضاف: "إنها إمرأة كريمة ذات حضور أنيق ونبيل، فهي ابنة الملك الراحل عبد الله الذي اجتمع السعوديون على محبته. وللأميرة ثلاثة أولاد تكّرس وقتها لهم ولحياتها العائلية وفنّها. وبدلاً من أن تستسلم للصورة النمطية للأميرة التي تلازم القصر وتكتفي بالاستمتاع بامتيازات حياتها المرفّهة، استثمرت في دراساتها وازدهرت كفنانة تعرض أعمالها الفنية في قارات العالم". وأشار إلى أنه التقاها قبل ثلاثة أعوام للمرة الأولى لدى افتتاح معرضها الفني في نيويورك "فأسرني أسلوبها الفني الذي يعيد تمثيل أيقونات عربية بلمسة سوريالية تضجّ بالألوان". ويُقدِّم العدد الاستثنائي من Vogue موضوعات ولقاءات مع نساء سعوديات رائدات "يمهِّدن طرقاً مُلهمة في المملكة" في مجالات مختلفة، من بينهن منال الشريف التي لعبت دوراً حاسماً في حركة حقوق المرأة، ولاعبة كرة القدم سجى كمال التي تسعى لإشراك أول فريق كرة قدم للنساء على الإطلاق في المملكة في منافسات كأس العالم. بالإضافة إلى الممثلة عهد كامل، أول نجمة سعودية تظهر في مسلسلٍ لشبكة نتفليكس؛ وفاطمة باعشن، أول امرأة متحدثة باسم السفارة السعودية في واشنطن؛ وشانينا شايك، عارضة الأزياء السوبر التي تعود أصولها إلى السعودية وكانت شاركت في عروض كلٍّ من توم فورد وستيلا مكارتني.
"وينها لم كنا نطالب بالقيادة".. الاحتفاء بالأميرة "تسلّق"
قبل أسبوع، قبضت السلطات السعودية على العديد من الناشطات كُن في طليعة المدافعات عن حقوق المرأة في المملكة، وبشجاعة قدن حملة المطالبة بحق النساء في قيادة السيارات منذ أكثر من عقد. وتقول صحيفة "فاينانشيال تايمز" إنها "مفارقة" عند تسليط الضوء على سياسات ولي العهد محمد بن سلمان نحو تحديث بلاده، فمن جهة يتم تخفيف القيود الاجتماعية، ومن ناحية أخرى يتضاءل بسرعة الهامش الصغير للمعارضة التي كانت في السابق، ما يثير مخاوف متزايدة بين المدونين والناشطين. وقالت الصحيفة إن القبض على الناشطات النسائيات كان بمثابة "صدمة"، لا سيما مع قرب السماح للمرأة بالقيادة في 24 يونيو. "وينها لما كنا نطالب بالقيادة، حضرتها مانطقت بحرف واحد يؤيد قيادة المرأة، فيه ناس ناضلت وطالبت بالقيادة من١٠ سنين وأكثر، هم أحق من برنسيس هيفاء".. هكذا انتقد ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي الاحتفاء بالأميرة السعودية، واستبدلوا صورتها بصور للناشطات المعتقلات.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...