كان آخر عهد لصفية ببريطانيا قبل 32 عاماً، قبل أن تُختطف وهي رضيعة من أمها وتُنقل إلى اليمن حيث عاشت ثلاثة عقود، هناك تزوجت وأنجبت أربعة أطفال وكادت تنسى حياتها الأولى، غير أن القصة تحولت بشكل مفاجئ، ففيما كان كل من حولها يعتقدون أنها نسيت نشأتها في بريطانيا وطوت صفحة خطفها، فوجئوا بهربها.
عاشت صفية حياة الفقر في اليمن وسط أوضاع أمنية صعبة، زادتها الحرب الدائرة هناك صعوبة، لكنها نجحت في الهرب إلى مصر، حيث تستعد إلى العودة مرة أخرى إلى بلدها الأم بريطانيا، وإلى والدتها التي لم تتوقف لحظة واحدة عن البحث عنها.
تعود قصة صفية إلى العام 1986، حين كانت جاكي صالح، أم صفية، متزوجة من الشاب اليمني “صالح”، أنجبت منه 3 فتيات، لكن بسبب بعض المشاكل طلبت جاكي الطلاق، فقرر زوجها معاقبتها بخطف الفتيات الثلاث، وهرب بهن من مدينة كارديف في بريطانيا إلى السعودية، قبل أن يتوجه بهن إلى اليمن.
كانت أعمار الفتيات حين اختطفهن الأب، تتراوح بين بضعه أشهر وخمس سنوات: صفية (18 شهراً)، وريحانة (5 سنوات)، ونادية (4 سنوات).
وبعد رحلة بحث استمرت 15 عاماً، تمكنت "جاكي" من استعادة ابنتيها "ريحانة" و"نادية"، بعد أن صارتا شابتين، والآن تنتظر الأم بفارغ الصبر وصول ابنتها الصغرى "صفية" من مصر.
وتروي جاكي قصة اختطاف الأطفال قائلة إن أباهن "صالح" سافر بهن إلى السعودية، وعندما تمكنت من معرفة مكانهن عام 1991، فرّ الأب ببناته إلى اليمن، وهناك اختفى تماماً، لكن بعد بحث طويل تمكنت الأم من استعادة الابنتين.
ومؤخراً نجحت الأم في التوصل إلى مكان ابنتها صفية، وبدأت في التواصل معها عبر تطبيق "واتساب"، حيث اتفقتا على خطة الهرب.
عاشت صفية أغلب سنوات عمرها في مدينة الحديدة اليمنية، التي تتعرض في السنوات الأخيرة للقصف من قبل الطائرات الحربية السعودية أثناء معركتها ضد المتمردين الحوثيين الذين استولوا على معظم أنحاء البلاد، صفية لا تتذكر بريطانيا، ولا وجه أمها، فلقد تم انتزاعها وهي رضيعة.
كان آخر عهد لصفية ببريطانيا قبل 32 عاماً، قبل أن تُختطف وهي رضيعة من أمها وتُنقل إلى اليمن حيث عاشت ثلاثة عقود، هناك تزوجت وأنجبت أربعة أطفال وكادت تنسى حياتها الأولى، حتى قررت أمها استعادتها مهما كلفها الأمر.
وبحسب ما نشرته صحيفة الغارديان البريطانية الثلاثاء فإن جاكي قادت حملة بمساعدة آخرين، من بينهم شخصيات بارزة في بريطانيا، لاستعادة ابنتها الصغرى "صفية" بعد أن توصلت لمعرفة مكانها. واستطاعت جاكي جمع أكثر من سبعة آلاف جنيه أسترليني في حملة تبرعات من أجل استعادة صفية.
تضيف الغارديان أن عضو برلمان ويلز نيل ماكيفوي الذي شارك في الحملة كان قد أجرى لقاءً مع الأم التي فقدت فلذات أكبادها قبل أكثر من ثلاثة عقود، وتأثر بالقصة وقرر مساعدة الأم على استعادة بناتها.
ونقلت الغارديان عن ماكيفوي قوله إن "صفية صالح وعائلتها وصلوا بسلام إلى القاهرة وأصبحوا رسمياً خارج اليمن"، مضيفاً: "أود أن أشكر كل من ساهم في حملة التبرعات. الخطوة التالية هي الحصول على جوازات سفر بريطانية، إنها أخبار سارة حقاً عشية عيد الميلاد وهدية رائعة لجاكي وأسرتها".
لأول مرة منذ العام 1986، ستجتمع صفية وأختاها بأمهن، بعد أن خرجن سالمات من حرب اليمن ليعدن حيث بدأت قصتهن قبل 32 عاماً حين انتزعن من أمهن في بريطانيا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يوميخلقون الحاجة ثم يساعدون لتلبيتها فتبدأ دائرة التبعية
Line Itani -
منذ يومينشو مهم نقرا هيك قصص تلغي قيادات المجتمع ـ وكأن فيه يفوت الأوان عالحب
jessika valentine -
منذ أسبوعSo sad that a mom has no say in her children's lives. Your children aren't your own, they are their father's, regardless of what maltreatment he exposed then to. And this is Algeria that is supposed to be better than most Arab countries!
jessika valentine -
منذ شهرحتى قبل إنهاء المقال من الواضح أن خطة تركيا هي إقامة دولة داخل دولة لقضم الاولى. بدأوا في الإرث واللغة والثقافة ثم المؤسسات والقرار. هذا موضوع خطير جدا جدا
Samia Allam -
منذ شهرمن لا يعرف وسام لا يعرف معنى الغرابة والأشياء البسيطة جداً، الصدق، الشجاعة، فيها يكمن كل الصدق، كما كانت تقول لي دائماً: "الصدق هو لبّ الشجاعة، ضلك صادقة مع نفسك أهم شي".
العمر الطويل والحرية والسعادة لوسام الطويل وكل وسام في بلادنا
Abdulrahman Mahmoud -
منذ شهراعتقد ان اغلب الرجال والنساء على حد سواء يقولون بأنهم يبحثون عن رجل او امرة عصرية ولكن مع مرور الوقت تتكشف ما احتفظ به العقل الياطن من رواسب فكرية تمنعه من تطبيق ما كان يعتقد انه يريده, واحيانا قليلة يكون ما يقوله حقيقيا عند الارتباط. عن تجربة لم يناسبني الزواج سابقا من امرأة شرقية الطباع