بعد نحو شهرٍ على نشر "بي بي سي" قائمة الـ 100 امرأة الأكثر تأثيراً وإلهاماً للعام الحالي، سلّطت هيئة الإذاعة البريطانية الضوءَ، الاثنين، على نساء قالت إنهن "خطفن الأضواء في عام 2018" لدورهن الرائد في مجالات مختلفة، بينهن خمسُ نساء عربيات ومُسلمات.
سمر بدوي
ناشطة سعودية في حقوق الإنسان والمرأة، عمرها 33 عاماً، اعتُقلت في الثاني من أغسطس الماضي ضمن الحملة التي أطلقتها السلطات السعودية ضد ما وصفتهم بـ"عملاء السفارات"، بعد أن طالبت سمر بإنهاء نظام وصاية الرجل على المرأة. تُهمتها بحسب السلطات السعودية "التعاملُ مع جهاتٍ خارجية وتقديم الدعم المالي لجهات معادية للبلاد". سمر هي زوجة المحامي المُعتقَل وليد أبو الخير السابقة، وشقيقةُ صاحب "الشبكة الليبرالية الحرة" رائف بدوي المُعتقل منذ عام 2012 بتهمة الإساءة للإسلام. هربت من بيت والدها الذي "مارس العنف" عليها، وعاشت في ملجأ لرعاية النساء المعنَفات في مدينة جدة في الـ 16 من عمرها. وبحسب "بي بي سي" اتهمها والدها بـ"العصيان" في ظل نظام "وصاية ولي الأمر" الذي تتبعه السعودية، ما دفع السلطات لاعتقالها مدة سبعة أشهر، قبل أن تُفرج عنها. وحظيت قضية سمر بتضامنٍ وحملات مساندةٍ واسعة، قامت على إثرها السلطات بنقل "الوصاية عليها" إلى عمّها بدل أبيها. كانت بدوي إحدى أوائلِ النساء اللواتي طالبن السلطات بالسماح للمرأة بقيادة السيارة في المملكة، كما طالبت بحق التصويت والترشح في الانتخابات البلدية. قادت سيارتها للمرة الأولى عام 2011، ورفعت حينها دعوى قضائية ضد الإدارة العامة للمرور بسبب رفض منحها رخصة قيادة. في مارس 2012، كرّمتها وزارة الخارجية الأمريكية ومنحتها "الجائزة الدولية للمرأة الشجاعة" لجرأتها في المُطالبة والدفاع عن حقوق المرأة السعودية. وبحسب منظمة هيومن رايتس ووتش، كانت تدرس قبل اعتقالها المرحلة الثانوية التي حُرمت منها سابقاً، ولم تصل للمرحلة الجامعية بعد. وتسببت تغريدة عن بدوي بأزمة دبلوماسية بين السعودية وكندا، أغسطس الماضي، بعدما أعربت السفارة الكندية في السعودية على تويتر، عن "قلقها" على سمر البدوي بالتحديد، التي تحمل أيضا الجنسيةَ الكندية، مُطالبةً بـ"الإفراج الفوري" عنها وعن جميع النشطاء السلميين الآخرين في مجال حقوق الإنسان. فيما جاء الرد السعودي سريعاً بعد نحو ست ساعات عبر بيان لوزارة الخارجية قالت فيه إن "إيقاف المذكورين تم من قِبل الجهة المختصة، وهي النيابة العامة، لاتهامهم بارتكاب جرائمَ توجب الإيقاف، وفقاً للإجراءات النظامية المتبعة"، مُعتبرةً الموقفَ الكندي تجاوزاً كبيراً وغيرَ مقبول وتجاوزاً للسلطة القضائية في السعودية.نادية مراد
ناشطة كردية إيزدية، عمرها 25 عاماً، تعرضت للخطف والاغتصاب عام 2014 على يد تنظيم داعش الذي قتل 6 من أشقائها. باعها مسلحو التنظيم لعدة أشخاص، لكنها تمكنت في النهاية من الهرب. ورغم مرارة ما عاشته، قررت أن تسرد قصّتها لاعتقادها بأنه "أفضل سلاحٍ ضد الإرهاب" لافتةً إلى أنها تتمنى النظر مباشرةً في عيون الرجال الذين اغتصبوها وهم يخضعون للعدالة، مُضيفة "أريد أن أكون آخر بنت في العالم لديها قصة مثل قصتي". وتعد مراد بعد حادثتها من أبرز "المُدافعات" عن كرامة ضحايا الاتجار بالبشر، خاصة ما تتعرض له الإيزيديات على يد المتشددين الذين "أرادوا المساس بشرفنا، لكنهم فقدوا شرفهم"، بحسب قولها. مُنحت مراد جائزةَ نوبل للسلام في أكتوبر الماضي، وجائزة سخاروف، وهي أرقى جائزة أوروبية في مجال حقوق الإنسان، أكتوبر 2016. عينتها الأمم المتحدة، في سبتمبر 2016 سفيرة للنوايا الحسنة، وقالت المنظمة الأممية إن تعيينها هو "الأولُ من نوعه لواحدة من الناجيات من تلك الفظائع" التي شهدها العراق. وتعيش ناديا حالياً في ألمانيا بعد أن تزوجت، أغسطس الماضي، من عابد شمدين وهو ناشط إيزيدي أيضاً.ثلاث سعودياتٍ ضمن قائمة "بي بي سي" لأبرز نساء عام 2018: سمر البدوي، لبنى سليمان العليان، وإسراء الغمغام.
الناشطة الحقوقية السعودية إسراء الغمغام ضمنَ قائمة "بي بي سي" لأبرز نساء عام 2018، وهي مُعتقلةٌ منذ ديسمبر 2015.
الناشطة الحقوقية سمر البدوي ضمنَ قائمة "بي بي سي" لأبرز نساء عام 2018. اعتُقلت أغسطسَ الماضي، وتسببت تغريدة عنها بأزمة دبلوماسية بين كندا والسعودية.
إلهان عمر
أمريكية من أصل صومالي، عمرها 36 عاماً، أمضت 4 سنوات من طفولتها في مخيم للاجئين في كينيا بسبب الحرب الأهلية في الصومال عام 1991، قبل أن تطلب عائلتها اللجوءَ إلى الولايات المتحدة عام 1995. فازت، نوفمبر الماضي بمقعد في مجلس النواب عن منطقة ذات غالبية ديمقراطية في ولاية مينيسوتا، وهي ثاني مسلمةٍ وأولُ محجبةٍ تدخل الكونغرس. واجهت إلهان هجماتٍ عنصريةً بسبب حجابها. وصفها سائقُ الأجرة الأمريكي في ديسمبر 2016 بأنها منتسبة لداعش، في حين كانت عمر يومها عائدةً من البيت الأبيض حيث كانت تتلقى تدريباً حول العمل السياسي، كما اتهمتها الصحافية اليمينية لورا لومر بأنها على صلة بـ"الإرهابيين المسلمين". تقول إلهان "عندما يسألني الناس عن أكبر منافس لي، لا أذكر أسماء، بل أقول لهم إنها الإسلاموفوبيا والعنصرية وكراهية الأجانب وكره النساء، لا يمكننا السماح لحاملي هذه الأفكار بالفوز". عُرفت أيضاً بانتقادها انتهاكاتِ دولة الاحتلال الإسرائيلي وسبق أن وصفته في تغريدة لها بأنّه "نظامُ فصلٍ عنصري إسرائيلي"، لافتة إلى أن نقدها "بعيدٌ عن كراهية اليهود".لبنى سليمان العليان
سيدة أعمال سعودية، عمرها 66 عاماً، عُينت أكتوبر الماضي، رئيساً لبنك "ساب الأول"، لتكون بذلك أولَ امرأة ترأسُ بنكاً في السعودية. وتشغل العليان الحاصلة على بكالوريوس في الزراعة من جامعة كورنيل، وماجيستير في إدارة الأعمال من جامعة إنديانا في الولايات المتحدة، ودكتوراه في القانون من كلية ترينتي بجمهورية ايرلند، منصب الرئيس التنفيذي ونائب رئيس مجلس إدارة شركة "العليان للتمويل"، التي تضم أكثر من 40 شركةً، والتي أسسها والدها الشيخ سليمان العليان عام 1947. استغلت وجودها في إدارة شركة "العليان للتمويل" مع والدها، مُشجعةً إياه على تعيين المزيد من النساء للعمل معها، إذ نجحت عام 2001 في توظيف 40 سيدةً، ليرتفع عدد النساء حينها إلى 500 موظفة. تصدّرت عام 2017 المرتبة الأولى في قائمة "فوربس الشرق الأوسط" لـ"أقوى السيدات العربيات"، وتُعد متحدثةً دائمة في المنتدى الاقتصادي العالمي "دافوس" الذي يُعقد سنوياً في سويسرا.إسراء الغمغام
ناشطة حقوقية سعودية، عمرها 29 عاماً، مُعتقلةٌ هي وزوجها موسى الهاشم منذ ديسمبر 2015، بسبب مُشاركاتهما في مظاهرات عام 2011 في المنطقة الشرقية للمُطالبة بـ "إيقاف سياسة التمييز ضد الشيعة"، وقامت الغمغام حينها بتوثيق المسيرات ونشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وطلبت النيابة العامة السعودية، أغسطس الماضي، عقوبةَ الإعدام لخمسة نشطاء من المنطقة الشرقية، منهم الغمغام بتهمة التحريض على التظاهر ضد النظام في المنطقة الشرقية. تقول منظمة هيومن رايتس ووتش إن الغمغام التي قد تواجه عقوبة الإعدام، ستكون "أولَ امرأة سعودية يحكم عليها بالعقوبة القصوى بسبب نشاطها الحقوقي، وسيكون ذلك سابقةً خطيرة وتهديداً للناشطات المسجونات حالياً اللواتي ينتظرن صدور الحكم بحقهن". وبحسب موقع "ميدل إيست آي"، تنتمي الغمغام إلى عائلةٍ فقيرة، لم تتمكن طيلة فترة احتجازها من توفير أتعاب محامٍ للدفاع عنها، لكن عدة مُحامين تطوعوا للدفاع عنها بعد أن أثارت قضيتها جدلاً واسعاً مؤخراً.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...