كأيّ متورّط بالشأن العام، تُتابع الأخبار ونشراتها المتنوّعة، وتنتبه لما يحصل في العالم عبر الشاشة بين يديك، تفترض أن الأخبار، هي المصدر الأشدّ جديّة للمعلومات، بوصفها إطار يُعلِمكَ بما قد يؤثّر على حياتك الشخصيّة، كالانتخابات أو الثورات أو المآسي العالميّة، وتضحك كونك قادر على اكتشاف "سياسات التحرير"، وتنفي عن نفسك تُهمة "المشاهد السلبيّ".
وأثناء ذلك، قد يتخلّل "الأخبار" تقرير عن شريط أو صور إباحيّة، لنائبة عراقيّة، أو قائد لفصيل مسلّح في سوريا، أو حتى دونالد ترامب، وكأيّ متابع للشأن العام تبدأ بالبحث، وتُحال إلى موقع بورنوغرافي، لتُشاهد هذا "الحدث" الإخباريّ، لأنّك وكأيّ مشاهدٍ فضوليّ، يُفترض بك أن تعرف أصل الخبر وسبب "الحدث".
السيناريو السابق واحد من أساليب عديدة لتلقّي الأجساد الشبقيّة على الشاشة، بصورة مغايرة عن السعي للاستمناء أو البحث الفيتيشي.
فالمتلقي "الجدّي"، يخرج من إطار استدعاء السوائل الجسديّة في سبيل اللذة، ويتبنّى أدوات بحثيّة ونقديّة، لرصد تسلّل حركات ووضعيات الأعضاء التناسليّة والحكايات المرتبطة بها، سواء كانت هذه الأعضاء على الشاشة أو أمامها، كون انقباضاتها تتسلّل إلى العالم الجدّي، ذي القيم والقوانين التي تضبط حضورنا الأخلاقي وترسم شكل العالم الذي يسيّس حياءنا.
يمكن اعتبار المواقع الإباحيّة أشبه باللاوعي الجمعيّ لـ"كلّ الرجال"، هي وسيلة لاكتشاف المعتقدات الفوقيّة الدفينة وأشكال ترسيخها، خصوصاً أنها تمثّل النافذة السريّة التي تعلّم الرجل كيفيّة تعامله مع "الآخر"، وكيفية إنتاجه لنفسه لاحقاً ضمن الفضاء العام، كما في الكثير من حالات التحرش الجنسيّ و"الفضائح"، التي تشابه السيناريوهات البورنوغرافيّة، فمن المنطقي في البورنو أن تنجح بالامتحان إن جلست مدرستك على وجهك.
أو أن تنالي وظيفة إن نفختي في ذَكَر مديرك، لكن الأمر مختلف ضمن العالم الجدّي السياسيّ، إذ لم تنوّم مغناطيسياً أي من النساء اللاتي شاهدن الأمريكي لويس سي كي يستمني أمامهن، ولم ينضممن إليه مسحورات.
يتجلّى التشابه بين الواقعي والبورنوغرافي في الحفاظ على التقسيمات السياسيّة والاجتماعيّة، فذات العنف الخفيّ الذي تمارسه شرطة الحدود ضد المهاجرين، يحضر في البورنو الذي يكشف هشاشة الهويّة الوطنيّة ومدى رفضها للآخر، والمتخيّلات العنيفة التي تمتلكها عن الآخر وصفاته وكيفيّة التعامل معه أثناء عبوره للحدود.
هنا تكمن مشكلة البورنو الذكوريّ، وأهميّة الإنتاج المستقلّ أو البديل، الذي يغيّر من طبيعة "الأدوار" ويجعلها مشابهة لرغبات "الآخرين" ومُتعهم سواء كانوا نساء أو مثليّين أو متحولين أو لا جنسيّين، فهذا الإنتاج البديل الذي يُتبنّى ويُقلّد، يُقلّل مسافة الاغتراب بين الجسد الحقيقي في العالم والجسد الشبقيّ على الشاشة، هو شكل من أشكال المقاومة لتحرير اللذة المرتبط بالأدوار المختلفة عن الدور الرجولي، والتي طالما خضعت رغباتها للقمع والعنف، هو يحاول تلبية فانتازمات "الآخرين" ورغباتهم، مفكّكاً الحكايات والشخصيّات وأشكال الأداء التي تنتصر للفحل المنتصب.
الأخطر أن أفلام البورنو التقليديّة هي الوجه الآخر لحكايات سندريلا والأميرة التي تنتظر الفارس وغيرها من المنتجات الثقافيّة التي ترسم المتخيّلات الذكوريّة عن دور "المرأة" بوصفها لطيفة وضعيفة ومكسورة الجناح ولابدّ من "أخذها"، هي التجلّي الجسمانيّ الشبقيّ للفانتازمات الذكوريّة التي تبدو "طبيعيّة" و"مؤدّبة" في الحكايات الشعبيّة والمنتجات الثقافيّة.
هنا تبرز أيضاً إشكالية غياب إنتاج البورنو في المنطقة العربيّة، إذ لا توجد أجساد وحكايات تشابهـ(نا) ويمكن التماهي معها، سواء كانت تقليديّة أو بديلة، ولا توجد معادلات بورنوغرافيّة للعالم العربيّ ومكونتاه الماديّة والرمزيّة، فالمتخيّل الشبقي مُحْتَكَرٌ من قبل أشكال البورنو الغربيّة، التي لا تتحرّك وتؤدّي الأجساد فيها مثلنا، ولا تتبنّى وساوسنا، وكأننا محرومون من مساحات اللعب البورنوغرافيّ المحترف، وأمامنا فقط محاولات هاويّة وألعاب ساذجة هدفها التقاط "المُعيب" أكثر من تفعيل الممارسة الشبقيّة.
تستفيد البورنوغرافيا من الأحداث السياسيّة التي تتبنّاها الأجساد الشَبِقَة وتعلّق عليها ساخرة منها أو مناصرة لها، فردّ الفعل البورنوغرافيّ على مسافة قريبة من العالم الجديّ، ويُعيد سرد حكاياته جاعلاً منها موضوعات شبقيّة، كآخر الفيديوهات التي تنتصر للسترات الصفراء في فرنسا، والتي تدعو المشاهدين للانضمام لهم، كما أن البورنوغرافيا تقدّم مقياساً مغايراً لتأثير الأحداث السياسيّة على الناس، كما نشاهد في التقرير السنويّ الذي ينشره موقع pornhub الشهير، والذي يقسّم العالم بورنوغرافيّاً حسب تصنيفات الأفلام التي يوفّرها والموضوعات التي يشاهدونها.
ذات الشيء نراه في البورنو الذي يحوي موضوعة اللاجئين، نحن أمام حكايات شبقيّة، تعكس موقفاً يراهم كموضوعات جنسيّة يستحقّون العقاب بالنكح، أو عليهم دفع ضريبة وجودهم في أوروبا، إلى جانب بعض المنتجات التي تراهم كائنات إكزوتيكيّة ضليعة في علوم الباه وفنون الآه، فالبورنغرافيا مثل فنّ الشارع والأخبار، تتبنّى فوراً الحدث العام وتعيد إنتاجه جسمانياً، وتتبنّى المحرّك الرئيسي للنزعات السياسيّة والعنف المرتبط بها، وتستبدل التصريحات السياسيّة والتقارير الصحفيّة بالإيلاج والرهز والإغراق في إفراز السوائل.
دروس في التمثيل السيئ
تشكّل البورنوغرافيا مساحة بحثيّة هامّة لدارسي فنّ التمثيل، هي ترسم الخطّ الواضح بين "الأداء السيّئ" وبين "الإيهام بالحقيقية"، وتُماثل صنعة التمثيل، كونها كالرياضة، أداء يحتاج لمهارة عالية لخلق الإيهام بأن حركة الجسد بهذه الطريقة مُمتعة ومُقنعة، فهذه الحركات شبقيّة فقط للمشاهد -في أغلب الوقت- لا للمؤدّي، كون "الظهور المؤغلم" أمام الكاميرا، مُختلف عن الممارسة في الحياة اليوميّة. كذلك تتيح البورنوغرافيا البحث عن سؤال "الحقيقيّة" المرتبط بالتمثيل، هل يقوم المؤديّ فعلاً بـ"التمثيل" أم هو يستمتع حقيقة؟ ما هي المسافة بين الجسد الشبقي/ جسد الممثل، وبين جسمه ولحمه كشخص؟ هذه المسافة هامّة في صنعة التمثيل لخلق الإيهام بالحقيقيّة، ومادّة مثيرة للباحثين النظريين، فهل الفعل الطبيعي أمام الكاميرا كالانتصاب تمثيل أو يتلاشى التمثيل في لحظته؟ وهل ردود الأفعال التي تنفلت أثناء الإيلاج حقيقيّة أم تمثيل؟عن أساليب تلقّي الأجساد الشبقيّة على الشاشة، بصورة مغايرة عن السعي للاستمناء أو البحث الفيتيشي
ممكن اعتبار المواقع الإباحيّة أشبه باللاوعي الجمعيّ لـ"كلّ الرجال"، هي وسيلة لاكتشاف المعتقدات الفوقيّة الدفينة وأشكال ترسيخها، خصوصاً أنها تمثّل النافذة السريّة التي تعلّم الرجل كيفيّة تعامله مع "الآخر"
هل يمكن للأفلام الإباحية أن تكون أخلاقية؟ أن تكون نسوية؟ أو إنسانية؟وإن كنتَ ممثلاً صاعداً، وتريد تطوير مهاراتك هناك بعض العناصر التي يمكن الاستفادة منها: 1-الالتزام بالدور: يمتلك ممثلي البورنو قدرة على التمسّك بشخصيّاتهم وبالحوارات الفارغة التي يردّدونها، هذه القدرة من الممكن أن تفيد الممثل، في حال كان يؤدّي شخصيّة لا يحبّها أو لم يقتنع بـ"كلامها". 2-الانجذاب: بالإمكان الاستفادة من خبرة البورنوغرافيين في "تجسيد" الانجذاب والإعجاب الشديدين بالآخر، حتى لو لم يكن هناك كيمياء بين "الجسدين"، فممثلو البورنو لديهم القدرة على وضع الاختلافات الجسديّة والفكريّة جانباً والانهماك بالعمل. 3-التعابير والانطباعات: يمكن الاستفادة من ممثلي البورنو في قدرتهم على الضحك والتأوّه واللعب والاستمتاع بوقتهم دون أن يظهر بشدّة أنهم يمثلون، إذ نراهم طبيعيين حين يقومون بالتبوّل على بعضهم البعض وبتبادل السوائل. 4-الارتجال: يُتيح البورنو تطوير مهارات الارتجال وتقنيته، كون الممثل يمتلك خطوط عريضة في بعض الأحيان، دون حبكة متماسكة، وتترك له حرية اختيار الصيغة الأنسب التي تنتهي عادة بإعمال اللحم في اللحم.
مرآة لأشكال الهيمنة
تعكس الظاهرة البورنوغرافيّة والتمثيلات التي تحويها " لحكايات، الممثلين، الوضعيات، الأماكن"، طبيعة علاقات القوّة في العالم الجدّي، كونها التمثيل الفانتازمي الذكوري المهيمن للعلاقة بين الأجساد المختلفة في العالم، وخصوصاً أنها لا تعرف التابو الاجتماعيّ والأخلاقي ولا الـ "political correctness "، فحكايات البورنو هي التجليّ الصرف لهرميّة القوّة في أيّ مجتمع، لاسيما أن الغالبيّة العظمى من الشرائط مُنتجة وموجّهة للرجال من قبل رجال.يتجلّى التشابه بين الواقعي والبورنوغرافي في الحفاظ على التقسيمات السياسيّة والاجتماعيّة، فذات العنف الخفيّ الذي تمارسه شرطة الحدود ضد المهاجرين، يحضر في البورنو الذي يكشف هشاشة الهويّة الوطنيّة ومدى رفضها للآخر
يمكن اعتبار المواقع الإباحيّة أشبه باللاوعي الجمعيّ لـ"كلّ الرجال"، هي وسيلة لاكتشاف المعتقدات الفوقيّة الدفينة وأشكال ترسيخها، خصوصاً أنها تمثّل النافذة السريّة التي تعلّم الرجل كيفيّة تعامله مع "الآخر"، وكيفية إنتاجه لنفسه لاحقاً ضمن الفضاء العام، كما في الكثير من حالات التحرش الجنسيّ و"الفضائح"، التي تشابه السيناريوهات البورنوغرافيّة، فمن المنطقي في البورنو أن تنجح بالامتحان إن جلست مدرستك على وجهك.
أو أن تنالي وظيفة إن نفختي في ذَكَر مديرك، لكن الأمر مختلف ضمن العالم الجدّي السياسيّ، إذ لم تنوّم مغناطيسياً أي من النساء اللاتي شاهدن الأمريكي لويس سي كي يستمني أمامهن، ولم ينضممن إليه مسحورات.
يتجلّى التشابه بين الواقعي والبورنوغرافي في الحفاظ على التقسيمات السياسيّة والاجتماعيّة، فذات العنف الخفيّ الذي تمارسه شرطة الحدود ضد المهاجرين، يحضر في البورنو الذي يكشف هشاشة الهويّة الوطنيّة ومدى رفضها للآخر، والمتخيّلات العنيفة التي تمتلكها عن الآخر وصفاته وكيفيّة التعامل معه أثناء عبوره للحدود.
خريطة واضحة لدور الرجل "الفحل"
يمثّل البورنو كما الرياضة فضاءً لنتعلّم أدوارنا الاجتماعيّة ولنطوّر أداءنا الجسديّ كرجال فحول ونساء ضعيفات، هو يقدّم دليلاً وهميّاً -وخاطئاً- لكيفيّة ممارسة الجنس، واستثارة الآخر، وأسره ولعقه وتذوّقه، ويرسم معالم الغواية والحكايات "الرابحة" التي على سذاجتها تتسلّل إلى الحياة اليوميّة كما أفلام الكوميديا الرومانسيّة.أفلام البورنو التقليديّة هي الوجه الآخر لحكايات سندريلا والأميرة التي تنتظر الفارس وغيرها من المنتجات الثقافيّة التي ترسم المتخيّلات الذكوريّة عن دور "المرأة" بوصفها لطيفة وضعيفة ومكسورة الجناح ولابدّ من "أخذها"
هنا تكمن مشكلة البورنو الذكوريّ، وأهميّة الإنتاج المستقلّ أو البديل، الذي يغيّر من طبيعة "الأدوار" ويجعلها مشابهة لرغبات "الآخرين" ومُتعهم سواء كانوا نساء أو مثليّين أو متحولين أو لا جنسيّين، فهذا الإنتاج البديل الذي يُتبنّى ويُقلّد، يُقلّل مسافة الاغتراب بين الجسد الحقيقي في العالم والجسد الشبقيّ على الشاشة، هو شكل من أشكال المقاومة لتحرير اللذة المرتبط بالأدوار المختلفة عن الدور الرجولي، والتي طالما خضعت رغباتها للقمع والعنف، هو يحاول تلبية فانتازمات "الآخرين" ورغباتهم، مفكّكاً الحكايات والشخصيّات وأشكال الأداء التي تنتصر للفحل المنتصب.
الأخطر أن أفلام البورنو التقليديّة هي الوجه الآخر لحكايات سندريلا والأميرة التي تنتظر الفارس وغيرها من المنتجات الثقافيّة التي ترسم المتخيّلات الذكوريّة عن دور "المرأة" بوصفها لطيفة وضعيفة ومكسورة الجناح ولابدّ من "أخذها"، هي التجلّي الجسمانيّ الشبقيّ للفانتازمات الذكوريّة التي تبدو "طبيعيّة" و"مؤدّبة" في الحكايات الشعبيّة والمنتجات الثقافيّة.
هنا تبرز أيضاً إشكالية غياب إنتاج البورنو في المنطقة العربيّة، إذ لا توجد أجساد وحكايات تشابهـ(نا) ويمكن التماهي معها، سواء كانت تقليديّة أو بديلة، ولا توجد معادلات بورنوغرافيّة للعالم العربيّ ومكونتاه الماديّة والرمزيّة، فالمتخيّل الشبقي مُحْتَكَرٌ من قبل أشكال البورنو الغربيّة، التي لا تتحرّك وتؤدّي الأجساد فيها مثلنا، ولا تتبنّى وساوسنا، وكأننا محرومون من مساحات اللعب البورنوغرافيّ المحترف، وأمامنا فقط محاولات هاويّة وألعاب ساذجة هدفها التقاط "المُعيب" أكثر من تفعيل الممارسة الشبقيّة.
يقدّم البورنو دليلاً وهميّاً -وخاطئاً- لكيفيّة ممارسة الجنس، واستثارة الآخر، وأسره ولعقه وتذوّقه، ويرسم معالم الغواية والحكايات "الرابحة" التي على سذاجتها تتسلّل إلى الحياة اليوميّة كما أفلام الكوميديا الرومانسيّة.
مقياس للرأي العام
يحوي الفضاء العام أحداثاً بورنوغرافيّة تهدّد "جدّيته" وتدخل ضمن المساحة القانونيّة والسياسيّة، كما في "تقرير ستار" الخاص ببيل كلينتون ومونيكا لوينسكي الذي تحوّل إلى وثيقة علنيّة يحوي تفاصيل جنسيّة تمّت مناقشتها (حرفياً) في المحكمة، فحركة الأجساد الشبقيّة تحوّلت إلى دليل قضائيّ هدّد رئاسة كلينتون، والمثير في هذه الحالة هي الجديّة المفرطة التي تمّ عبرها إنتاج نصّ بورنوغرافيّ كموضوعة سياسيّة، تحوّل الفاعلون فيه إلى مذنبين، لابدّ لهم من إثبات براءتهم عبر سرد الألعاب الجنسيّة التي مارسوها. تُتيح البورنوغرافيا واحتمالاتها أيضاً اكتشاف أعراف الفضاءات المختلفة وخلخلة القوانين التي تخضع لها، كما حصل على قمّة الهرم في مصر حيث مارس سائحان الجنس أو في شريط قصير بين خيمتين للاجئين في واحد من المخيمات، إذ يُتيح الاحتمال البورنوغرافي اكتشاف مساحات اللعب والقوانين التي تحكمها في سبيل السخريّة منها أو فضح مدى شدّتها، فحين يغادر الفعل الشبقيّ الفضاء الخاص، يكشف عن مدى الهيمنة التي يتعرّض لها الفضاء العام مثلاً وتأثير اللعب على القيمة الرمزيّة للمكان (متحف، حديقة، باص)، كون البورنوغرافيا تهدّد الوعي بالعالم الجدّي، وتضيء على أساليب منع الممارسة لا فقط للإطاحة بالبورنوغرافيا بل بمختلف أِشكال اللعب.أسلوب للتعليق السياسيّ
البورنغرافيا مثل فنّ الشارع والأخبار، تتبنّى فوراً الحدث العام وتعيد إنتاجه جسمانياً، وتتبنّى المحرّك الرئيسي للنزعات السياسيّة والعنف المرتبط بها، وتستبدل التصريحات السياسيّة والتقارير الصحفيّة بالإيلاج والرهز والإغراق في إفراز السوائل
تستفيد البورنوغرافيا من الأحداث السياسيّة التي تتبنّاها الأجساد الشَبِقَة وتعلّق عليها ساخرة منها أو مناصرة لها، فردّ الفعل البورنوغرافيّ على مسافة قريبة من العالم الجديّ، ويُعيد سرد حكاياته جاعلاً منها موضوعات شبقيّة، كآخر الفيديوهات التي تنتصر للسترات الصفراء في فرنسا، والتي تدعو المشاهدين للانضمام لهم، كما أن البورنوغرافيا تقدّم مقياساً مغايراً لتأثير الأحداث السياسيّة على الناس، كما نشاهد في التقرير السنويّ الذي ينشره موقع pornhub الشهير، والذي يقسّم العالم بورنوغرافيّاً حسب تصنيفات الأفلام التي يوفّرها والموضوعات التي يشاهدونها.
ذات الشيء نراه في البورنو الذي يحوي موضوعة اللاجئين، نحن أمام حكايات شبقيّة، تعكس موقفاً يراهم كموضوعات جنسيّة يستحقّون العقاب بالنكح، أو عليهم دفع ضريبة وجودهم في أوروبا، إلى جانب بعض المنتجات التي تراهم كائنات إكزوتيكيّة ضليعة في علوم الباه وفنون الآه، فالبورنغرافيا مثل فنّ الشارع والأخبار، تتبنّى فوراً الحدث العام وتعيد إنتاجه جسمانياً، وتتبنّى المحرّك الرئيسي للنزعات السياسيّة والعنف المرتبط بها، وتستبدل التصريحات السياسيّة والتقارير الصحفيّة بالإيلاج والرهز والإغراق في إفراز السوائل.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...