أعلنت البحرية الأمريكية في بيانٍ لها العثور على قائد القيادة المركزيّة للقوّات البحرية الأمريكية والأسطول الخامس الأمريكي ميتاً في مقر إقامته في البحرين، في ساعة متأخّرة مساء السبت. وقال رئيس العمليات البحرية الأدميرال، جون ريتشاردسون، أنه قد تمّ العثور على جثة نائب الأميرال، سكوت ستيرني، دون تحديد سبب الوفاة. وأضاف: "دائرة التحقيقات الجنائية البحرية تحقّق في الوفاة بالتعاون مع وزارة الداخلية البحرينية" لافتاً إلى "عدم وجود شبهة جنائيّة في الحادث في الوقت الحالي"، مع إشارة إلى تولّي باول سكيليس، نائب ستيرني، المهام خلفاً له لتستمرّ "عمليات البحرية بلا انقطاع". وأعرب ريتشاردسون كذلك عن عميق حزن البحرية الأمريكية وفريق الأسطول الخامس لوفاة ستيرني واصفاً إياه بـ "القائد المحارب، والزوج المخلص، والأب المضحّي، والصديق الجيد". وأكّد البيان أن نائب الأدميرال جيم مالوي، نائب رئيس العمليات البحرية للعمليات والخطط والإستراتيجية، سيسافر إلى المنطقة، السبت المقبل، لتسلّم القيادة "بصفةٍ مؤقتة" حتى يتمّ اختيار "خليفة دائم لستيرني"، ما يوضّح أهمية هذه المنطقة البحرية للمصالح الأمريكية.
من هو ستيرني وما أهمية منصبه؟
التحقَ ستيرني، من ولاية شيكاغو، بسلاح البحرية الأمريكي عام 1982، عقب حصوله على درجة البكالوريوس في الاقتصاد من جامعة نوتردام، وحصل لاحقاً على درجة الماجستير من جامعة الدفاع الوطني التابعة للبنتاغون. وشغل مناصب عديدة داخل الولايات المتحدة أهمّها منصب مدير العمليات في القيادة المركزية، كما تولّى مناصب بارزة في مهمّات خارجية أبرزها رئاسة أركان فريق العمل المشترك الرقم 435، ورئاسة أركان فريق العمل المشترك بين الوكالات الرقم 435، في كابول. وفي مايو/ أيار الماضي، أصبح ستيرني قائداً لكل من القيادة المركزية للقوات البحرية الأميركية، و تشمل الأسطول الخامس، والقوات البحرية المشتركة. وكان تحت قيادته 20 ألف شخص من العسكريين في القوات البحرية للولايات المتحدة والتحالف الدولي الذي تقوده إلى جانب المدنيين الذين عملوا مع الأسطول الأمريكي. أما القيادة المركزية للقوات البحرية التابعة للبحرية الأمريكية، التي كان يتولاها، فتتمثّل أهميتها في إشرافها على العمليات في مناطق الخليج العربي وخليج عمان وخليج عدن والبحر الأحمر وبحر العرب. لذا فهي تلعب دوراً "بالغ الأهمية للمصالح الأمنية الأمريكية" نظراً لتزايد التحديات التي تتمثّل في تلك المنطقة، بسبب إيران وأيضاً بسبب المتمرّدين الحوثييّن المدعومين من إيران في اليمن، وهو ما تعتبره الولايات المتحدة "تهديداً" محتملاً للشحن البحري في المنطقة، خاصّة وأن كمية هائلة من الشحنات التجارية تسافر، بما في ذلك كميات كبيرة من النفط والغاز، عبر هذه المياه التي يشرف عليها الأسطول الخامس.البحرية الأمريكية تُعلن في بيانٍ لها العثور على قائد القيادة المركزيّة للقوّات البحرية الأمريكية والأسطول الخامس الأمريكي ميتاً في مقر إقامته في البحرين.
العلاقات الأمريكية البحرينية
يأتي الحادث عقب يومين من تصويت مجلس الشيوخ الأمريكي لصالح صفقة لبيع أسلحة بقيمة 300 مليون دولار للبحرين، رفضاً لمقترح بإلغائها، لأنها "حليف هام للولايات المتحدة، وتحتضن قاعدة بحرية أمريكية تحتاجها واشنطن لحماية مصالحها بالشرق الأوسط" بحسب أعضاء المجلس. والقاعدة الأمريكية البحرية في المنامة هي موطن للقيادة المركزية للقوات البحرية والأسطول الخامس الأمريكي، الذي يؤمّه أكثر من 4200 جندي أمريكي، وتضمّ حاملة طائرات أمريكية وعدداً من الغواصات الهجومية والمدمّرات البحرية وأكثر من 70 مقاتلة، إضافة لقاذفات القنابل والمقاتلات التكتيكية وطائرات التزوّد بالوقود المتمركزة بقاعدة الشيخ عيسى الجوية. وتعاني البحرين من وضع متوتر حالياً، مع عقد الانتخابات النيابية وسط مقاطعة للمعارضة وتشكيك بنزاهتها من منظمات حقوقية عالمية، حيث قالت منظمة هيومان رايتس ووتش إن الانتخابات تُجرى وسط أجواء "قمعية لن تُفضي إلى انتخابات حرة". كما اعتبر برلمانيون بريطانيون أن الانتخابات لن تكون حرّة في ظلّ إسقاط الحكومة الجنسية البحرينية عن بعض معارضيها البارزين مثل الشيخ عيسى قاسم. ويرى أحمد الوداعي، مدير معهد البحرين للحقوق والديمقراطية، “أن وضع حقوق الإنسان في أسوأ مراحله الآن وأن الانتخابات الصورية تأتي في أجواء من الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان وسحق كافة أشكال المعارضة والمراقبة". في المقابل، تصرّ الجهات الرسمية على اتهام إيران بإشعال الفتن وتأجيج الاحتقان بين السنّة والشيعة في البحرين، معتبرةً نجاح الانتخابات هزيمة "للمشروع الإيراني". وأشادت البحرين قبل أيام أيضاً، بالاتهامات المباشرة التي وجهها بريان هوك، المبعوث الأمريكي، لإيران، بممارسة دور تخريبي خطير في البحرين والمنطقة العربية بشكل أوسع، من خلال تزويد الجماعات “الإرهابية"، على حد وصفه، بالأموال والأسلحة والتدريب. ما يدعم مزاعمها بوجود تدخّلات إيرانية تُفسد "المناخ السياسي"، ويؤكد أيضاً عمق العلاقات بين الولايات المتحدة والبحرين، ولعل هذا ما دفع البحرية الأمريكية في بيانها للإشارة لعدم وجود شبهة جنائية بالحادث وللتعاون الذي تبديه وزارة الداخلية البحرينية.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...