قالت منظمة العفو الدولية في تقرير حديث إن الآلاف من الناشطين الإلكترونيين حول العالم سيشاركون في مشروع جديد أطلقته المنظمة الأربعاء 21 نوفمبر، يهدف للاستعانة بالجماهير للحصول على البيانات، باستخدام صور الأقمار الصناعية للمساعدة في تحديد كيف دمّر قصف التحالف العسكري بقيادة الولايات المتحدة حوالي 80 في المئة من مدينة الرقة السورية.
المشروع الذي يحمل اسم "تعقب الضربات" يعد استكمالاً لتحقيق معمق تقوم به العفو الدولية بهدف توثيق الإصابات المدنية الناجمة عن أربعة أشهر من القصف الأمريكي والبريطاني والفرنسي للإطاحة بتنظيم الدولة الإسلامية في الرقة.
وفي وقت سابق قدمت التحقيقات والتحليلات الميدانية التي أجرتها المنظمة الدولية التي تتخذ من لندن مقراً لها، أدلة على احتمال وقوع انتهاكات للقانون الإنساني الدولي ارتكبها التحالف بقيادة الولايات المتحدة، منذ انتهاء المعركة في أكتوبر 2017.
وأجبرت الأدلة التحالف الدولي على تعديل إحصاءات عدد القتلى المدنيين من 23 إلى أكثر من 100، أي زيادة بنسبة 300 في المئة.
وقالت ميلينا مارين، كبيرة مستشاري البحوث التكتيكية لفريق الاستجابة للأزمات التابع لمنظمة العفو الدولية، إنه استناداً إلى تحقيقات المنظمة الدقيقة على الأرض، وإجراء المئات من المقابلات مع الأشخاص وسط أنقاض الرقة، والتحليلات العسكرية والجغرافية التي قام بها الخبراء، تمكنت العفو الدولية من دفع التحالف بقيادة الولايات المتحدة إلى الاعتراف بكل حالة قتل فيها مدني تم توثيقها، مضيفة أنه "مع استمرار استخراج الجثث من الحطام والمقابر الجماعية بعد أكثر من عام، فإن هذا ليس سوى جزء صغير من تلك الحالات."
وتسعى المنظمة لاستخدام آلاف النشطاء ممن تطلق عليهم "متعقبي الضربات" لمساعدتها على تحديد متى وأين دمرت قوات التحالف الجوية والمدفعية المباني، مما يزيد من قدرة العفو الدولية على رسم خريطة لما تسميه الدمار المروع الذي وقع في الرقة.
يُشارك الآلاف من الناشطين الإلكترونيين في مشروع أطلقته منظمة العفو الدولية يهدف للاستعانة بالجماهير للحصول على البيانات، باستخدام صور الأقمار الصناعية للمساعدة في تحديد كيف دمّر قصف التحالف العسكري بقيادة الولايات المتحدة حوالي 80 في المئة من مدينة الرقة السورية.
كيف يعمل مشروع "تعقب الضربات"؟
سيتيح مشروع "تعقب الضربات" لأي شخص لديه هاتف محمول أو كمبيوتر محمول المساهمة في الأبحاث الحيوية لمنظمة العفو الدولية حول نمط الدمار المدني، بما في ذلك الانتهاكات المحتملة لقوانين الحرب، والتي عجز التحالف عن تلافيها أو كان غير راغب في الاعتراف بها حتى الآن.
وسوف يساعد المشروع في حصر الإطار الزمني لتدمير هذه المباني، من أشهر إلى أسابيع أو حتى أيام. وسوف يتتبع المتطوعون أحد المباني عبر جدول زمني لصور الأقمار الصناعية أثناء المعركة، والحث على التغييرات، وتسجيل التواريخ قبل تدمير المبنى وبعده.
وتُظهر بيانات الأمم المتحدة أن أكثر من 10 آلاف مبنى في الرقة دمرت أو تضررت خلال المعركة في 2017.
وتتوقع العفو الدولية أن يشارك ما بين 3000 و 5000 ناشط إلكتروني في المشروع الذي يستمر لمدة شهر.
وتتوقع العفو الدولية أن تساهم نتائج "تعقب الضربات" في الجهود الأوسع للمنظمة الرامية إلى زيادة الوعي بالتأثير المدمر على المدنيين العالقين في الرقة خلال المعركة؛ وتغيير موقف التحالف بقيادة الولايات المتحدة بشأن وقوع إصابات بين المدنيين من الإنكار المتواصل إلى قبول مسؤولية أكبر وإجراء تحقيقات ذات مغزى؛ وتمكين عائلات الضحايا والناجين من التماس العدالة والحصول على التعويض.
وفي مطلع عام 2019، ستنشر منظمة العفو الدولية نتائج مشروع "تعقب الضربات" كجزء من منصة رقمية تفاعلية.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
mahmoud fahmy -
منذ ساعتينكان المفروض حلقة الدحيح تذكر، وكتاب سنوات المجهود الحربي، بس المادة رائعة ف العموم، تسلم ايديكم
KHALIL FADEL -
منذ يومراااااااااااااااااااااااااائع ومهم وملهم
د. خليل فاضل
Ahmed Gomaa -
منذ يومينعمل رائع ومشوق تحياتي للكاتبة المتميزة
astor totor -
منذ 6 أياماسمهم عابرون و عابرات مش متحولون
مستخدم مجهول -
منذ 6 أيامفعلاً عندك حق، كلامك سليم 100%! للأسف حتى الكبار مش بعيدين عن المخاطر لو ما أخدوش التدابير...
Sam Dany -
منذ أسبوعانا قرأت كتاب اسمه : جاسوس من أجل لا أحد، ستة عشر عاماً في المخابرات السورية.. وهو جعلني اعيش...