"ما ضلّش إشي بكُل الدار، الفرحة كُلها تدمرت"، قال الشاب الفلسطيني فادي الغزالي، الذي نجا وخطيبته السورية من القصف الإسرائيلي مثلما نجا فُستان عُرسها خلال التصعيد الأخير الذي شهده قطاع غزة.
انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صورة غرفة نوم الزوج وقد تحولت إلى ركام. وكان من المقرر أن يتم الزفاف في 18 نوفمبر. لكن اللافت وسط الخراب، "نجاة" فستان الزفاف الأبيض من نيران القصف.
الشاب فادي وخطيبته لهما العُمر نفسه (21 عاماً) وجوامع مشتركة أخرى. وهو تعرّف إلى ابنة بلدة خان شيخون في إدلب السورية عندما كان في السابعة عشرة عبر فيسبوك. وقررا معاً بعد أن انتصر الحُب على الحرب أن يرسما نهاية سعيدة لقصتهما. يقول فادي "كنا ننتظر يوم عيد ميلادي حتى أعقد قراني، قبل أن يحدث هذا الخراب الفظيع، والآن علينا أن نؤجل حفل الزفاف حتى أعيد إعمار بيتي، لكن في النهاية لا أظن أننا سنفعل ذلك، لقد قتلوا فرحتنا".
وتابع "بعدما وافق والدها على زواجنا، احتجت ثلاث سنوات حتى استطعت أن أصحب خطيبتي إلى غزة (المحاصرة منذ 11 عاماً) رغم كل الصعوبات والعقبات".
وعبر مقطع فيديو نقله موقع "الحدث"، قال فادي وهو واقف وسط الركام "غرفة النوم... جهازها كُله، العفش، والدار كلها، الاحتلال دمّر الفرحة كُلها"، بينما تساءلت والدته "إجت من حرب عشان تلاقي حرب قدامها؟" في إشارة إلى حرب سوريا التي تركتها الخطيبة وراءها لتجد حرباً أخرى في غزة.
/
تفاعل روّاد التواصل مع قصتهما، فعلّقت فتاة "قد تكون هذه الصورة أبلغ أحياناً من صورة الدم، فهم يقتلون كل فرحٍ قادم"، بينما قالت أُخرى "إجت الحزينة تفرح، ملقتلهاش مطرح".
من بين المتفاعلين كان الأخوان حمدي وديمة شعشاعة، صاحبا مشروع "تذكار" المُختص بتصميم الهدايا في غزة، إذ أطلقا مبادرة، الأربعاء، لمُساعدة فادي وخطيبته على إقامة الاحتفال بزفافهما وإعادة ترميم منزلهما، وأعلنا صباح اليوم، الخميس: "تقريباً تمت المبادرة بتوفير كافة تكاليف العرس، من صالة وفدعوس (فرقة زفة) وغيرهما من التفاصيل، وبعض الصيانة للمنزل من كهرباء وسباكة"، بحسب ما جاء في منشورهما على فيسبوك، كما أطلقا هاشتاغ (وسم) #فادي_عريس.
ازدادت مساهمات المتعاطفين عقب إطلاق مبادرة "تذكار"، فهذا يقترح توفير تصوير مجاني لحفل الزفاف، وسيدة تقدم مكياجاً مجانياً للعروس، وثالث يعلن أن بذلة العريس "عليه"… هدايا شتى وصلت فادي وخطيبته، من بينها عروض لإعادة تأثيث المنزل.
قصفت إسرائيل غرفة فادي وعروسه، لكنها لم تنجح في إبطال عرسه، ومن تلقى الدعوة لحضور زفافه يوم الأحد المقبل، 18 نوفمبر الجاري، الذي يصادف يوم عيد ميلاد فادي، عليه الحضور فعلاً، فالعرس سيقام في التاريخ والمكان المحددين سلفاً، وكل الفضل لذلك الفستان الأبيض الذي لفت انتباه العالم لقصة شابين كادت الحرب القصيرة تنسف عرسهما وأحلامهما.
قصفت إسرائيل غرفة فادي وعروسه، لكنها لم تنجح في إبطال عرسه. فالعرس سيقام في التاريخ والمكان المحددين سلفاً، وكل الفضل لذلك الفستان الأبيض الذي لفت انتباه العالم لقصة شابين كادت الحرب القصيرة تنسف أحلامهما.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
Mohammed Liswi -
منذ يومأبدعت بكل المقال والخاتمة أكثر من رائعة.
Eslam Abuelgasim (اسلام ابوالقاسم) -
منذ يومحمدالله على السلامة يا أستاذة
سلامة قلبك ❤️ و سلامة معدتك
و سلامك الداخلي ??
مستخدم مجهول -
منذ 3 أياممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ 4 أيامفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ 4 أيامعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ 4 أيامtester.whitebeard@gmail.com