شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!
فلتذهب ساعات الدوام للجحيم

فلتذهب ساعات الدوام للجحيم

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الأربعاء 21 نوفمبر 201806:48 م
الدكتور "بول كيلي"، الباحث في علم النوم في الجامعة المفتوحة، هو أول مدرّس في إنجلترا ينقل أوقات بدء الدروس إلى الساعة العاشرة صباحاً حتى يتسنى للمراهقين الاستلقاء لبعض الوقت قبل الانكباب على الدراسة. وبحسب صحيفة The Times فإن "كيلي" يسعى إلى تطبيق الدوام الجديد على المكاتب وأماكن العمل، إذ يطالب بضرورة التخلص من الدوام التقليدي الذي يبدأ في العادة من الساعة الثامنة أو التاسعة صباحاً حتى الساعة الخامسة مساءً، والسماح لبعض الموظفين ببدء العمل في منتصف النهار، كاشفاً أن الساعة العاشرة صباحاً تشكل الوقت الأنسب لمعظم الموظفين. INSIDE_WorkingHours وشدد "بول كيلي" في مقالٍ له في صحيفة الغارديان البريطانية بعنوان: لماذا يجب علينا الاستماع إلى دقات ساعة جسمنا"، على ضرورة النظر إلى الساعة البيولوجية الخاصة بأجسامنا لتحسين نوعية حياتنا من خلال الحرص على معرفة الأوقات الأنسب لأجسامنا: متى يجب أن نستيقظ؟ في اية ساعة علينا أن نخلد إلى النوم؟ متى نكون في أفضل حالتنا؟ خاصة أن تجاهل إيقاعات الجسم من شأنه التأثير على الصحة الجسدية والعقلية، وفق ما أكده "كيلي":" إذا لم تكن تعمل بحسب الساعة الداخلية للجسم، فإنك تحارب جسمك، الأمر الذي سيؤثر على أدائك، ومزاجك وصحتك أيضاً".

أضرار صحية

لدى أجسامنا ساعات عديدة تتحكم بالنوم والصحة والأداء ، فإذا قمنا بأشياءٍ في الأوقات الخاطئة، يمكن أن تكون هناك عواقب وخيمة.
إذا لم تكن تعمل بحسب الساعة الداخلية للجسم، فإنك تحارب جسمك، الأمر الذي سيؤثر على أدائك، ومزاجك وصحتك أيضاً.
ساعاتنا البيولوجية هي التي تشكل الفرق بين السعادة والاكتئاب، الصحة والمرض، حتى أنها تضع حداً فاصلاً بين الحياة والموت.
انطلاقاً من تجربته الشخصية وإصابته بالمرض حين كان في الخامسة عشرة من عمره، عمل "بول كيلي" على دراسة موضوع النوم وأهميته، واعتبر أن مرضه كان ناجماً عن الدوام الباكر في مدرسته الثانوية في كاليفورنيا، إذ كان عليه أن يلحق بالحافلة عند الساعة السادسة صباحاً خاصة أن الدروس تبدأ عند الساعة السابعة والربع صباحاً.
نحتاج إلى التوقف عن التفكير في أننا نستطيع تدريب أجسادنا على ساعةٍ خارجيةٍ تتناسب مع احتياجات المجتمع ولا تتناسب مع احتياجاتنا الطبيعية
في كتابه الجديد "Body Clocks"، يعتبر "كيلي" أنه ليس لدى المراهقين فقط ساعات مختلفة من الجسم، إذ إن صحة العمال يمكن أن تصاب بالأذى في حال تجاهلوا إيقاعهم اليومي. من هنا يرفع الكتاب النقاب عن مجموعةٍ متناميةٍ من الأبحاث المرتبطة بقلة النوم، البدانة، الأمراض العقلية، السرطان والوفاة المبكر، ويحدد 5 أنواع من الأشخاص من "الطائر الباكر" الذي يستيقظ بشكلٍ طبيعي عند الساعة الخامسة صباحاً و"بوم الليل" الذي يسطع نجمه تقريباً عند الساعة الرابعة بعد الظهر. وعليه يعتبر الكاتب أن ساعاتنا البيولوجية هي التي تشكل الفرق بين السعادة والاكتئاب، الصحة والمرض، حتى أنها تضع حداً فاصلاً بين الحياة والموت.

الوقت الأنسب للعمل

يوضح "كيلي" أنه في العالم الغربي، يبلغ متوسط ساعات النوم لدى البالغين 6 ساعات ونصف في الليلة الواحدة خلال حياتهم العملية والمهنية، في حين أن بعض الأشخاص بحاجة على الأقل إلى ثماني ساعات نوم، فإن الأبحاث تشير إلى أن بدء العمل عند الساعة العاشرة صباحاً يناسب معظم إيقاعات الساعة البيولوجية للأشخاص. via GIPHY من هنا، أوضح الباحث أن أصحاب العمل الذين يريدون من الموظفين أن يكونوا أكثر سعادةً وصحةً وإنتاجيةً، ينبغي لهم تأخير دوام العمل ساعةٍ على الأقل للسماح للمزيد من الموظفين والموظفات بالعمل وفق أنماط نومهم الطبيعية:"إذا لم يوفر أرباب العمل أمكان عمل أكثر مرونةً، فقد ينتهي الأمر إلى مقاضاتهم لقيامهم بإلحاق الضرر الصحي بالعمال". وأكد "كيلي" أنه في حال أصبح دوام العمل من الساعة العاشرة صباحاً، يتعين على الناس أن يستيقظوا عند الساعة الثامنة صباحاً، كاشفاً أن لهذا الأمر تأثيراً إيجابياً على مسألة الحرمان من النوم، لأن دوام العمل الجديد "يقلل حرمان النوم بنسبة 70%"، على حدّ قول الباحث. via GIPHY ويقترح أن يقوم كل شخص باختبار لتحديد نمط الاستيقاظ الطبيعي وتكييف جدول العمل الخاص به وفق ذلك، ويقول:" نحتاج إلى التوقف عن التفكير في أننا نستطيع تدريب أجسادنا على ساعةٍ خارجيةٍ تتناسب مع احتياجات المجتمع ولا تتناسب مع احتياجاتنا الطبيعية".


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel
Website by WhiteBeard
Popup Image