يبحث الموظف دائماً عن طرق جديدة تساهم بانتهائه من مهماته عاجلاً. بالنسبة للبعض قد يكون ذلك بأخذ استراحات أكثر، أو شرب فنجان من قهوة، أو الابتعاد عن الانترنت أو كتابة لائحة بالواجبات. إلا أن دراسة جديدة نشرتها جامعة "روتغرز" الأميركية أكدت أن الحل يكمن في زاوية أخرى.
للحياة الاجتماعية دور أيضاً بحسب الدراسة، فعلاقات العمل المتعددة، التي تتكون داخل المكتب وتستمر خارجه، مفتاح مهم للاحتفاظ بالإنتاجية. وباستطلاع شمل 168 موظفاً من شركة تأمين، مقرها جنوب شرق الولايات المتحدة الأمريكية، وجد الباحثون أن العاملين الذين لديهم علاقات صداقة متعددة في الشركة سجلوا أداء أعلى من أولئك الذين لا يملكون ذلك النوع من الصداقات.
ومن بين الأسباب المحتملة لذلك، أن الموظف كان أكثر استعداداً لطلب المشورة من زميل له، من دون الشعور بالترهيب. كذلك يمكن للصداقات في الإدارات الأخرى أن توفر قنوات انتقال معلومات غير رسمية. وقد عززت هذه العلاقات الأداء الوظيفي من خلال الثقة التي منحتها، ولكنها أيضاً سلطت الضوء على بعض التحديات.
وتوضح نتائج الدراسة أن وجود عدد كبير من الصداقات المتعددة في العمل هو نعمة مختلطة أو سيف ذو حدين، لماذا؟ يمكن للصداقات المختلطة مع إدارات وأقسام أخرى أن توفر قنوات غير رسمية لتسريب المعلومات بطرق سلبية أيضاً، مما قد يعرّض الموظفين لعدد من المساءلات.
صداقات العمل مختلفة
تبدأ صداقات العمل بشكل مختلف عن الصداقات العادية، بسبب عدم وجود أي عذر للتهرب من التواصل. وبحسب الدراسة، يتطلب كسر حواجز الاتصال حوالى 45 دقيقة. في العمل، يتم تخطي النقاشات المهنية أحياناً بطرق غير مدروسة إذ ينتقل الحديث من العام إلى الخاص. لكن وبعكس زمالة المدرسة، حيث يتم التشجيع على فصل الأصدقاء بعضهم عن بعض، لكي يكونوا أكثر إنتاجية، تؤكد الدراسة أنه من المهم جداً تكوين صداقات في العمل.ولكنها سيف ذو حدين!
من جهة أخرى، تؤكد دراسة نشرها مركز ستانفورد للدراسات أن صداقات العمل قد تكون "معقدة بعض الشيء" بسبب المنافسة إذ يتعلم الناس إخفاء نقاط الضعف والمراوغات مع الزملاء. وقد وجدت الدراسة بعض السلبيات في هذا الإطار، منها خطر الوقت الضائع الذي قد يقضيه البعض في الدردشة بدل إجراء أي عمل فعلي، بالإضافة إلى ذلك، فإن الجهد العاطفي اللازم للحفاظ على الصداقة يمكن أن يكون مرهقاً، إذ يصعب على البعض الفصل بين العمل والحياة الخاصة إذا تداخل الاثنان. الغيرة والحسد أيضاً يمكن أن يلعبا دوراً سلبياً إذا حصل زميل على ترقية في وقت كان يتوقع صديقه الترقية عينها. كيف نكوّن إذاً صداقات صحية في العمل؟ من أهم النصائح التي يمكن أن تكون مفتاحاً لبناء صداقات في مكان العمل:1 تجنبوا التوقعات غير المنطقية
via GIPHY على الرغم من النقاط والهوايات والأفكار المشتركة التي قد يملكها مديركم، فإن للصداقة مع الشخص المسؤول عنكم حدوداً. فمن السهل تبادل الدعابات مع مديركم أو حتى الخروج لاحستاء القهوة، ولكن من المهم أن نتذكر دائماً التراتبية وأهمية الحفاظ على حدود واضحة واحترام متبادل.2 راعوا مشاعر الشخص الآخر
via GIPHY يصعب أحياناً أن نجد نقاطاً مشتركة وأوقاتاً تناسب جميع من في المكتب للتخطيط لمشاريع خارج الدوام الرسمي، هنا من المهم جداً مراعاة الزملاء الذين لا يستطيعون الحضور في أوقات معينة بسبب التزاماتهم العائلية، أو بسبب أولادهم أو حتى بُعد مكان سكنهم عن وسط المدينة. من المهم دائماً مراعاة ظروف الزملاء الآخرين لأنها تختلف من شخص إلى شخص.3 لا تكونوا مجموعة "مدرسية" في المكتب
via GIPHY من المهم جداً تكوين صداقات متنوعة وعدم عزل الآخرين، حتى لا تتحولوا إلى مجموعة مدرسية من المراهقين تُبعد الآخرين عنها. هنا قد يشكك البعض بأنكم مصدر النميمة أو لا تحبون العمل الجماعي ونجاح الفريق كاملاً. من الضروري إذاً أن تحافظوا على صداقات مفتوحة مع كل الزملاء كي لا تتحولوا إلى "عصابة مدرسية صغيرة".4 كونوا على طبيعتكم
via GIPHY لا تحاولوا أن تلبسوا قناعاً في المكتب خوفاً من إظهار شخصيتكم الحقيقية، لأنكم في حال اكتسبتم بعض الصداقات التي تنتقل معكم إلى خارج دوام العمل، سيكتشف زملاؤكم أنكم مختلفون عما تدعونه، وسيؤدي ذلك إلى شعوركم بعدم الارتياح، وكأنكم ترتدون قناعاً للعمل وقناعاً خارجه. كونوا على طبيعتكم وكونوا أيضاً احترافيين وجديين في اجتماعاتكم، فيصبح الفصل عندها بين أوقات الجد والمزاح سهلاً.5 خطوة خطوة ومن دون عجلة...
via GIPHY بين التوقعات العالية والتسرع من أجل تكوين صداقات في المكتب والانخراط سريعاً، يعمد البعض إلى التسرع في طرح وتطوير الصداقات المكتبية الجديدة، وهي حركة قد تعكس إصراراً زائداً عن حده، وتسبب انزعاجاً للبعض. من المهم أن تقوموا بخطوات صغيرة من دون استعجال لتكوين صداقاتكم المكتبية واكتساب الثقة على الصعيدين المهني والشخصي.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
علامي وحدي -
منذ ساعة??
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 21 ساعةرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون