لا شيء مثل الحب قادر على تحويل دوام العمل الطويل والشاق إلى متعةٍ حقيقيةٍ، فـ"الشرارة" التي قد تشتعل بينكم وبين زميلكم أو زميلتكم في العمل تجعلكم تستيقظون كل يوم بنشاطٍ فتجهزون أنفسكم للذهاب إلى العمل بحماسٍ لا مثيل له خاصة أنكم تعلمون أنكم ستقابلونه/ها هناك.
سواء قررتم كتم مشاعركم عنه/ها وعن الآخرين في المكتب أو تجرأتم على البوح بما يدور في قلبكم... لا شك أن يومكم في العمل لن يبقى على حاله، فقد تتمنون حتى لو تطول ساعات العمل حتى تبقوا بجوار من يرفع منسوب "الأدرينالين" في أجسادكم.
فرصة "ذهبية" للتعرف على النصف الآخر
بمعزل عن طرق المواعدة عبر الإنترنت، يعتبر ميدان العمل من أكثر الأمكنة التي يلتقي فيها الأزواج، لأنه يمنح المرء فرصة التعرف على الآخر والتواصل معه بشكلٍ يومي والإطلاع على كيفية تدبيره للمسائل تحت تأثير الضغط والجهد، وهكذا ينمو الحب بين الثنائي بطريقةٍ طبيعيةٍ وبشكلٍ عفوي. تحدث موقع "بيزنيس إنسايدر" عن علاقات الحب التي تنشأ بين الزملاء في العمل، مشيراً إلى أن الشخص في العادة يحتاج لحوالي 200 ساعةٍ ليكوّن صداقة مع شخصٍ ما، وبالتالي ليس من المستغرب على الإطلاق أن ينخرط العديد من الناس بعلاقاٍت عاطفيةٍ مع زملائهم في العمل. via GIPHY وأوضح الموقع أن لدى 17% من الناس "شريكاً في العمل" يتواصلون معه باستمرار، ويشكون له ضغوط العمل ويواظبون على الخروج معه حتى بعد انتهاء الدوام. بدورها كشفت الأبحاث التي أجراها موقع totaljobs أن 22% من الأشخاص يتعرفون على "نصفهم الآخر" في مجال العمل، مقابل 13% عبر الإنترنت، 18% من خلال بعض الأصدقاء و10% في أماكن عشوائية.22% من الأشخاص يتعرفون على "نصفهم الآخر" في مجال العمل، مقابل 13% عبر الإنترنت، 18% من خلال بعض الأصدقاء و10% في أماكن عشوائية.
اللقاء المتكرر مع الزميل قد يخلق نوعاً من الألفة ومن الثقة التي تسبق تطور أي علاقة.وتعليقاً على هذا الموضوع قال ديفيد برودو، الرئيس التنفيذي وأحد المؤسسين لتطبيق برنامج الصحة العقلية Remente: "معظم البالغين ينفقون ما لا يقل عن 1680 ساعة سنوياً في المكتب، لذا من المحتمل أن يقضي هؤلاء المزيد من الوقت مع زملائهم في العمل أكثر من الوقت الذي يقضونه مع أي شخص آخر تقريباً". via GIPHY
المكتب يطيح بخدمات المواعدة
يوفر ميدان العمل بيئة مثالية لتكوين علاقات حب قد تنتهي بالارتباط الفعلي والزواج، خاصة وأن العديد من الدراسات أكدت أن العلاقات الرومانسية التي تنشأ في العمل هي علاقات طويلة الأمد لكونها تستند إلى الواقع. فما هي الأسباب التي تقف وراء "الكيمياء" بين الزملاء؟ كلما كنا بالقرب من شخصٍ ما ازداد إعجابنا به، مما يجعل المشاعر تجاهه تتطور بشكلٍ أعمق. من ناحية أخرى فإن الحب قد يولد بسبب بعض العوامل المادية الملموسة، كطريقة تموضع المكاتب بعضها قرب بعض أو جراء العمل معاً على مشروعٍ واحد أو نتيجة بعض الظروف والمواقف العشوائية مثل التواجد مع الطرف الآخر في المصعد نفسه أو أثناء فترة الغداء... فاللقاء المتكرر مع الزميل قد يخلق نوعاً من الألفة ومن الثقة التي تسبق تطور أي علاقة. via GIPHY يعتبر موقع "سيكولوجي توداي" أن هناك قدراً معيناً من الخوف جراء مقابلة شخص جديد، في حين أن مكان العمل يكرس الشعور بالأمان والإلفة، فالشخص المجهول سرعان ما يصبح قريباً منا إذ نتشارك وإياه هموم الحياة وضغوط العمل وهو أقرب شخص نلجأ إليه عند وقوعنا في مأزقٍ ما. ونميل في العادة إلى العمل مع أشخاصٍ يشبهوننا من عدة نواحي: طبقة اجتماعية، مستويات التعليم والدخل، قيم ومصالح مشتركة... من هنا تعتبر الكاتبة "ماينيرو"، التي عملت على دراسة العلاقات العاطفية في مكان العمل، أنه نظراً لكون الشركات تعمد إلى اختيار الموظفين الذين يتناسبون مع ثقافتها، من المرجح أن يلتقي المرء بـ"شريك حياته"، مشيرةً إلى أن الشركات حلت محل خدمات المواعدة. لا شك أن مكان العمل يتميز بالتحديات، بالدينامية، بالتحفيز وبالإبداع، وحتى أن جو التوتر الذي يصاحب ضغوط العمل قد يساهم في خلق مشاعر الودّ والحميمية بين الزملاء، لأن القلق قد يتحول إلى إعجاب بالشخص الذي يعمل معنا، من هنا أوضح أستاذ علم النفس في جامعة نيويورك، شارلز بيرز، أن الإثارة الفيزيولوجية قد تحصل نتيجة عدد لا يحصى من العوامل المرتبطة بالعمل، مثل المواعيد النهائية لإنجاز العمل، التنافس وغيرها من المواقف المثيرة للقلق والتي يمكن أن تخلق إنجذاباً جنسياً أو رومانسياً تجاه الزميل/ة في العمل.كيف تعرفون أنكم وقعتم في حب زميلكم في العمل؟
في المصعد، في قاعات الاجتماعات، في الكافيتيريا وحتى في أروقة المكاتب... قد تصادفون شخصاً ما يلفت انتباهكم من أول نظرة، ومع مرور الوقت تلاحظون أن علاقتكم به قد تخطت حدود الزمالة وباتت أعمق بكثير. غيرة، تجسس، هفوات طائشة...إليكم بعض العلامات التي تدل على أنكم وقعتم في حب زميلكم في العمل: via GIPHY الشعور بالغيرة: تنتابكم موجة من الغيرة والغضب في حال تغزل به أحد الزملاء، وتستاؤون من رؤيته بصحبة الآخرين كما أنكم تشعرون بالإهانة في حال قرر تناول الغداء مع غيركم، همكم الأساسي يكمن في كيفية إشغال وقته وتركيزه وأن تكونوا محور اهتمامه الرئيسي. التعرف عليه بشتى الطرق: تتذكرون بدقة كل التفاصيل المتعلقة به: ثيابه، جدول أعماله، روتينه اليومي... ببساطة تحاولون حفظ التفاصيل الصغيرة عن حياته ومعرفة الأشياء التي لا يخبركم بها وذلك بهدف التقرب منه أكثر والتعرف إليه عن كثب. الثرثرة: ما إن يستقر بالقرب منكم حتى تبدأوا بالحديث مع زملائكم بصوتٍ عال، على أمل أن يشارككم الأحاديث، أو على الأقل التعرف عليكم ولو حتى بطريقة غير مباشرة لعلّ حديثكم قد يسرق انتباهه ويجعله يرغب في توطيد العلاقة معكم. مفاجآت: تبحثون دوماً عن طرقٍ عديدة لمفاجأته، كأن تحضروا له بعض الحلوى وتزعمون أنها من حفلة البارحة، في حين أنكم أعددتم هذه الأطعمة خصيصاً له، وفي بعض الأحيان تجلبون له قهوته المفضلة من إحدى المحالّ المجاورة وتدعون أن البائع أعطاكم كوبين عن طريق الخطأ... باختصار تخلقون الأعذار باستمرار لمفاجأته ولو بأمورٍ بسيطةٍ. إعادة المحادثات في الرأس: صحيح أن كلامه قليل ولم يتفوه إلا ببعض العبارات، إلا أنكم حفظتم ما قاله عن ظهر قلب، وبالتالي تعيدون المحادثة في رأسكم مراراً وتكراراً، وتحللون كل كلمة خرجت من فمه، متسائلين عما إذا كان هناك من رسالة مبطنة لحديثه. via GIPHY التجسس: تلاحقونه بنظراتكم، تطاردونه أينما ذهب، تراقبونه وهو يتحدث عبر الهاتف وتحاولون معرفة كل تفاصيل حياته الشخصية، حتى أنكم قد تحاولون اللحاق به إلى المنزل لمعرفة أين يعيش بالضبط وعما إذا كان على علاقةٍ بأحد. ارتكاب الأخطاء: نظراً لكونكم تفكرون به على الدوام، فإن هذا الأمر يجعلكم تعيشون بحالة من "التشتت الفكري" فتتلهون عن أمور العمل: تتغيبون عن الاجتماعات المهمة، ترتكبون أخطاء إملائية في تقاريركم وتتأخرون في الرد على رسائلكم الإلكترونية... ببساطة تتصرفون كالمراهقين الذين يعيشون الحب لأول مرة وهذا وحده كافٍ للتأثير على إنتاجيتكم في العمل ما لم تقوموا بوضع خطٍ فاصلٍ بين متطلبات العمل ومشاعركم الخاصة.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ 14 ساعةربما نشهد خلال السنوات القادمة بدء منافسة بين تلك المؤسسات التعليمية الاهلية للوصول الى المراتب...
مستخدم مجهول -
منذ يومحرفيا هذا المقال قال كل اللي في قلبي
مستخدم مجهول -
منذ يومينبكيت كثيرا وانا اقرأ المقال وبالذات ان هذا تماما ماحصل معي واطفالي بعد الانفصال , بكيت كانه...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ أسبوعرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ أسبوعمقال رائع فعلا وواقعي