شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ادعم/ ي الصحافة الحرّة!
شقق مفروشة في أراضٍ مسروقة...

شقق مفروشة في أراضٍ مسروقة... "إير بي إن بي" تغادر المستوطنات 

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الثلاثاء 20 نوفمبر 201804:37 م
  أعلنت شركة "إير بي إن بي" الأمريكيةُ لخدمات تأجير الشقق والفنادق عبر الإنترنت، قرارَها حذفَ البيوت الموجودة في مستوطنات الضفة الغربية المحتلة من قوائم البيوت المتاحة للإيجار، لأن "تلك المستوطنات تقع في قلب النزاع بين الإسرائيليين والفلسطينيين" حسب بيان الشركة، ما وصفته إسرائيل بأنه "استسلامٌ بائس" للمقاطعين، بينما اعتبره الفلسطينيون خطوةً صوب السلام. خطوةُ الشركة المعلن عنها الاثنين، تأتي بعد سيلٍ من الانتقادات وجهته لها منظماتُ حقوق الإنسان، الآونةَ الأخيرة. وذكرت الشركة في بيان لها أن القرار، الذي يشمل نحو 200 قائمةٍ، سيسري الأيامَ القليلةَ المقبلة، معلنةً: "نأمل أن يوضع قريباً إطارٌ يصطف فيه المجتمع الدولي بأسره كي يكون هناك حلٌّ لهذا الصراع التاريخي ومسارٌ واضح للمضي قدماً يلتزم به الجميع". فلسطينياً، رحّب وليد عساف، رئيسُ هيئة مقاومة الجدار، وهي جماعة فلسطينية مناهضةٌ للمستوطنات تديرها منظمة التحرير الفلسطينية، بالخطوة التي اتخذتها الشركة، قائلاً إذا حذت شركات أخرى حذوها فإن "ذلك سيساهم في تحقيق السلام". وقال أمين سرّ منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات إن قرارَ الشركة الأمريكية "يشكل خطوة أولى إيجابية"، مُضيفاً: "كان من المهم أن تنسجم إير بي أن بي مع القانون الدولي الذي يعتبر إسرائيل قوةَ احتلال، وأن المستوطنات في الضفة الغربية -بما في ذلك في القدس الشرقية- غير شرعية وتشكل جريمة حرب".

"نعرف أن هناك من سيعترضون"

"نعرف أن هناك من سيعترضون على هذا القرار ونحترم ذلك. إنها قضيةٌ مثيرة للجدل"، ذكرت الشركة، التي بالفعل أثار قرارُها غضباً إسرائيلياً، إذ وصف وزير السياحة الإسرائيلي ياريف ليفين الخطوةَ بأنها "أكثر خطوات الاستسلام بؤساً لجهود المقاطعة". ولفت في حديثه مع القناة 13 التلفزيونية الإسرائيلية إلى أنه "لم يجرِ إبلاغُ إسرائيل بالقرار مسبقاً وأنها ستردّ بمساندة دعاوى قضائية ضد الشركة في المحاكم الأمريكية". أما رئيس بلدية مستوطنة إفرات بالضفة الغربية، عوديد ريفيفي، فاعتبر قرارَ الشركة مناقضاً لرسالتها التي ذكرتها في موقعها الإلكتروني، وهي "المساعدة في جمع الناس معاً في أكبر عدد من الأماكن عبر العالم"، مُضيفاً لـ"رويترز" "عندما يتخذون قراراً كهذا فإنهم ينخرطون في السياسة، وهو ما سيقضي على الغرض الحقيقي للشركة نفسها". ومن جهته دعا وزير الأمن الإسرائيلي جلعاد أردان "كل المتضررين إلى رفع شكاوى على الشركة" بموجب قانون إسرائيلي لمحاربة مقاطعة إسرائيل.
"أن يحتلّ أحدهم أرضك، فذلك غير قانوني. أما أن يبني أحدهم منزلاً على أرضك ويؤجّره ليجني منه الأرباح، فذلك الظلم بعينه".
وثّق تقرير لهيومن رايتس ووتش كيف تعرض شركة "إير بي إن بي" عشراتِ العقارات في مستوطنات الضفة الغربية المحتلة وتُسهل تأجيرها مُوضحةً أن الموقع عرض بين 22 مارس و6 يوليو 2018 نحو 139 عقاراً.

"ذلك الظلم بعينه"

ذكرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" أن قرار "إير بي إن بي" جاء عقب نشرها تقريراً عن شركات تأجير الأماكن السياحية في المستوطنات، تحدثت فيه بشكلٍ خاص عن "إير بي إن بي"، و"بوكينج دوت كوم". وتعليقاً على قرار انسحاب "إير بي إن بي" من مستوطنات الضفة الغربية المحتلة، قالت المنظمة إنه "اعترافٌ مهمٌّ بأن مثل هذه القوائم لا تتفق مع مسؤولياتها المتعلقة بحقوق الإنسان". وثّق تقرير المنظمة، الذي جاء بعنوان "شقق مفروشة في أراض مسروقة" كيف تعرض شركتا "إير بي إن بي" و"بوكينج دوت كوم" عشراتِ العقارات في مستوطنات الضفة الغربية المحتلة وتُسهل تأجيرها مُوضحةً أن موقع "إير بي إن بي" عرض بين 22 مارس و6 يوليو 2018 نحو 139 عقاراً في مستوطنات الضفة الغربية، باستثناء القدس الشرقية، في حين عرض موقع "بوكينغ دوت كوم" 26 عقاراً إلى غاية يوليو الماضي. ولفتت هيومن رايتس ووتش إلى أن بموجب القانون الإنساني الدولي، تُعتبر المستوطناتُ المدنية في الأراضي المحتلة غير قانونية بصرف النظر عن وضع الأرض التي بُنيت عليها، كما أشارت إلى أن وجودَ عقارات في المستوطنات يتسبب في انتهاكاتٍ خطيرةٍ لحقوق الفلسطينيين، يشمل منعهم من الوصول إلى الأراضي الخاصة القريبة منهم وتقييد حركتهم. وأضافت أن تقييدَ حركتهم يتسبب بتقييد حقهم في الحصول على خدمات التعليم والصحة والمحافظة على العائلة، و"ما يزيد الطين بلّة"، بحسب وصف المنظمة، هو أن بعضَ العقارات المُدرجة على الموقعين مبنيةٌ على أراضٍ تعترف السلطات الإسرائيلية بأنها ملكٌ لفلسطينيين ممنوعين من الوصول إليها. مواطنٌ فلسطيني ممنوع من الوصول إلى أرضه بسبب حوزته على بطاقة هوية فلسطينية لا تسمح له بدخول المستوطنات، يُدعى عوني شعيب هو من فتح الملفَ مع المنظمة، قائلاً لها بعد معرفته أن "إير بي إن بي" تعرض عقاراً بُني على أرضه: "أن يحتلّ أحدهم أرضك، فذلك غير قانوني. أما أن يبني أحدهم منزلاً على أرضك ويؤجّره ليجني منه الأرباح، فذلك الظلم بعينه". قدّمت المنظمة للشركتين توصياتٍ عدة، في مقدمتها الكفّ عن تقديم خدمات في المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية أو إليها، بما في ذلك عرضُ أيّة عقاراتٍ هناك أو تسهيل إيجار عقارات في المستوطنات. وفيما أعلنت "إير بي إن بي" انحسابها من المستوطنات، تتوجه الآن الأنظارُ للخطوة التي ستتخذها "بوكينج دوت كوم".

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel
Website by WhiteBeard
Popup Image