قالت الكاتبة المصرية نوال السعداوي إنها شاهدت بعينها وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، هيلاري كلينتون، وهي توزع الدولارات على الشباب في ميدان التحرير إبان ثورة 2011، لدفعهم لانتخاب جماعة الإخوان المسلمين.
تعليقات السعداوي، التي جاءت على هامش معرض جوتنبرج للكتاب المُنعقد حاليًا في السويد، أثارت جدلًا واسعًا على الشبكات الاجتماعية.
واعتبرت السعداوي أن أحد عوامل إجهاض الثورة هو "أن القوى العظمى الأمبريالية العنصرية، مثل الولايات المتحدة، رأت أنه إذا نجحت الثورة في مصر فستنجح في دول أخرى".
وأضافت أن الأمريكيين ساعدوا في وصول الإخوان إلى سدة الحكم بالتعاون مع القوى الكبرى والمحلية عبر انتخابات لم تكن نزيهة".
وكثيرًا ما تثير السعداوي بتصريحاتها جدلاً لا يتوقف إذ أدت تعليقاتها الأخيرة بشأن مشاهدتها هيلاري كلينتن تدفع المال في ميدان التحرير إلى موجة من الاستياء والسخرية على الشبكات الاجتماعية، وذهب بعض المُعلقين إلى حد نعتها ب "ترهات".
وقالت الكاتبة فلوا مجدلاوي التي التقطت مقطع فيديو قصيرًا للحظة وقوف السعداوي على منصة المعرض: نوال السعداوي ومأساة المثقفين العرب عندما يتحدثون في المنابر الغربية. قد نتفق أو نختلف مع الأيدولوجية التي تعتنقها، لكننا لا يمكن إلا أن نسفه اللامنطق والترهات التي تعرضها".
وأضافت: "ها هي تقول إن أحد عوامل إحباط الثورة في مصر هو التآمر الامبريالي الأمريكي وإنها رأت بأم العين هيلاري كلينتون في ميدان التحرير توزع الدولارات على الشباب كي ينتخبوا الإخوان المسلمين. لا عجب أن الصحف السويدية أعطتها ما يليق بكلامها هذا الصباح".
/?story_fbid=1822599944456347&id=100001190773355
وفي يونيو الماضي، اعتبرت السعداوي أن "الإعلام الغربي لا ينقل الحقيقة عن مصر، وما يروجه من أن الرئيس السيسي ديكتاتور غير صحيح".
كلينتون في قلب السياسة المصرية
وزارت هيلاري كلينتون مصر بعد شهر من رحيل الرئيس المخلوع حسني مبارك، وأجرت جولة في ميدان التحرير في 16 مارس 2011. وسبق أن روج الإعلام المصري مُقتطفات كاذبة من المذكرات الشخصية لوزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، التي تحمل عنوان "خيارات صعبة". إحدى هذه المغالطات، عندما قال الإعلامي محمد الغيطي إنه يعرض ما ورد في مذكرات كلينتون، زاعمًا أنها قالت فيها إن واشنطن فكرت بتحريك بعض قطع الأسطول الأمريكي نحو مدينة الإسكندرية واستخدام القوة عند فض اعتصام رابعة العدوية في 14 أغسطس 2013. وذكر الغيطي وقتها أن "الضفادع البشرية المصرية تحت إشراف البطل الفريق مهاب مميش (قائد القوات البحرية السابق) نزلوا تحت البوارج الأمريكية ثم صعدوا وأسروا قائد إحدى البوارج، وبعدها تحدث جنرال مصري عظيم عضو في المجلس العسكري مع الرئيس الأميركي باراك أوباما، وقال له: لا نريد التصعيد، لكن إذا أردت التصعيد فنحن مستعدون، وأبلغه برسالة من (وزير الدفاع آنذاك عبدالفتاح) السيسي بضرورة مغادرة الأسطول الأميركي المياه المصرية فوراً، وهو ما حدث". ونُشرت روايات مُماثلة منسوبة لمذكرات كلينتون أيضًا في صحف مُقربة من الحكومة. واعتمدت بعض تلك الصحف على تدوينات زائفة متداولة على الشبكات الاجتماعية، بعضها نقل على لسان كلينتون قولها: "كل شىء كان على ما يرام وفجأة قامت ثورة 30 يونيو فى مصر وكل شىء تغير فى خلال 72 ساعة... كنا على اتفاق مع إخوان مصر على إعلان الدولة الإسلامية فى سيناء وإعطائها لحماس وجزء منها لإسرائيل لحمايتها وانضمام حلايب وشلاتين إلى السودان وفتح الحدود مع ليبيا من ناحية السلوم". إلا أن اللافت أنه في ذلك الوقت لم تكن هيلاري كلينتون وزيرة للخارجية عند اندلاع مظاهرات 30 يونيو 2013، وأيضًا لم يكن الفريق مميش قائدًا للقوات البحرية، إذ كان قد ترك منصبه في أغسطس من العام 2012. وآنذاك، نفت مصادر عسكرية مصرية صحة هذه الروايات، وقالت إن كتاب كلينتون "لم يتضمن أي كواليس للثورة وعملية الفض، وعلاقة الجانبين المصري والأمريكي خلال هذه الفترة لأنها كانت قد خرجت من السلطة (وزارة الخارجية)". وبعد الإطاحة بحسني مبارك في 2011، كانت تقارير إخبارية قد قالت إن كلينتون كانت من الفريق غير الداعم لرحيل حسني مبارك فوراً بعكس الرئيس الأمريكي باراك أوباما. وإبان صدور مذكرات كلينتون، استعرض أحمد زكي، الصحافي السابق في هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، جانبًا منها، بيَن فيه توقع كلينتون استيلاء جماعة الإخوان أو الجيش في مصر على السلطة، نتيجة لافتقاد شباب ميدان التحرير التنظيم والقدرة على إنشاء أحزاب أو قيادات حملات تدعم مطالبهم، قائلة إن هذا ما استشفته بعد لقائها بهم، وأن توقعاتها "حدثت بالفعل".رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...