أسقط سبع مرّات، وأنهض ثمانٍ… مثلٌ ياباني يختصرُ الفيديو الذي تمّ تداوله على نطاق واسع في الأيام القليلة الماضية لدبٍّ صغيرٍ يحاولُ الوصول إلى أمّه وهو يتسلّق منحدراً ثلجياً، لكن مقطع الفيديو ذاته الذي رأى فيه البعض حكمةً تصلحُ لحياة البشر، دفعَ خُبراء في الحياة البرّية للمطالبة بالتوقّف عن تصويرِ الحيوانات باستخدام طائرات من دون طيار (درون) لما تُسبّبه لهم من رعب. الفيديو الذي صوّره دميتري كيدروف الصيفَ الماضي، في إحدى مناطق روسيا، باستخدام طائرة دون طيار، يُظهر في بدايته الأم وابنها الدب الصغير وهما يحاولان التسلّق سويةً، وفيما نجحت الأم في ذلك، بقي طفلها يحاول مراراً. في إحدى محاولاته، سقط من مكان قبل القمّة بقليل، إلى أخفض نقطة، وبدأ من الصفر، حتى وصل في نهاية المطاف إلى أحضان أمّه.
https://youtu.be/DjYH7D3sWFg?t=166
ورغم تلك النهاية الموفّقة، إلا أن عُلماء وخُبراء في الأحياء البرّية حمّلوا المصوّر مسؤولية ما مرّ به الدبُ الصغير من معاناة، بين صعودٍ ونزول، مُعتبرين أن هذه عيّنة مما يمكن أن تسببه طائرة الدرون للحيوانات، إذ تنتهك حياتهم وتُعيق سلوكهم الطبيعي. علّق المصوّر عبر "ناشيونال جيوغرافيك"على المشاهد القريبة من الدب قائلاً إنّه لم يقترب من الدب بطائرة الدرون، ولكن المَشاهد هذه تمّ تعديلها لتبدو كذلك في مرحلة المونتاج. لكن لعالمة البيئة البرية في جامعة إيداهو في موسكو صوفي جلبرت رأي آخر، إذ قالتْ إن في الفيديو مشاهد تظهر فيها الدبة الأم وهي تُحدّق إلى طائرة الدرون، قائلةً: من وجهة نظر الأم، فإن الطائرة عبارة عن جسم طائر مجهول الهوية (UFO). وأضافت أن مشاعر الخوف التي ظهرت في الفيديو طبيعية لأنّ الأم لم ترَ شيئاً مشابهاً للطائرة من قبل، موضحةً أنه قد يكون سبب تسلّق الدبّان للمنحدر الثلجي من الأساس هو الهروب من الطائرة التي ظلّت تُلاحقهما، لافتة إلى أن الأم عادةً تتجنّب التنقل من مكانٍ إلى آخر برفقة أبنائها الصغار إن كان التنقل صعباً أو خطراً. تعتبر جلبرت أن الطائرة دون طيار "سلاح ذو حدين"، فتصوير هذه الحيوانات البرية بواسطتها، تُقرّبُ الناسَ من الحياة البرّية، ولكن في الوقت ذاته تقول: علينا ألّا ننسى أن لهؤلاء الحيوانات حيوات خاصّة بهم، وعلينا ألّا نتدخل فيها كثيراً.
تسعدنا مشاهد الحيوانات المصورة عن قرب، لكن كم من شخص يفكر بكلفة تلك المشاهد على الحيوانات؟ طائرات دون طيار تحلق فوق رأس دب فتجعله يسقط مراراً من فوق منحدر. قصة الأنانية الإنسانية ومدى تأثيرها على الحيوانات.
عُلماء وخُبراء في الأحياء البرّية حمّلوا المصوّر مسؤولية ما مرّ به الدبُ الصغير من معاناة، بين صعودٍ ونزول، مُعتبرين أن هذه عيّنة مما يمكن أن تسببه طائرة الدرون للحيوانات، إذ تنتهك حياتهم وتُعيق سلوكهم الطبيعي.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
mahmoud fahmy -
منذ ساعتينكان المفروض حلقة الدحيح تذكر، وكتاب سنوات المجهود الحربي، بس المادة رائعة ف العموم، تسلم ايديكم
KHALIL FADEL -
منذ يومراااااااااااااااااااااااااائع ومهم وملهم
د. خليل فاضل
Ahmed Gomaa -
منذ يومينعمل رائع ومشوق تحياتي للكاتبة المتميزة
astor totor -
منذ 6 أياماسمهم عابرون و عابرات مش متحولون
مستخدم مجهول -
منذ 6 أيامفعلاً عندك حق، كلامك سليم 100%! للأسف حتى الكبار مش بعيدين عن المخاطر لو ما أخدوش التدابير...
Sam Dany -
منذ أسبوعانا قرأت كتاب اسمه : جاسوس من أجل لا أحد، ستة عشر عاماً في المخابرات السورية.. وهو جعلني اعيش...