ويبدو أن بولسونارو، الضابط السابق والمعجب الديكتاتوريات العسكريّة، قد بدأ بتنفيذ برنامجه المتشدّد من دون أن يضيّع وقتاً كثيراً منذ انتخابه قبل أيام قليلة، ووصوله إلى الرئاسة بنسبة 55 في المئة من الأصوات.
وكتب بولسونارو في تغريدة: "كما سبق أن أعلنا خلال الحملة (الانتخابية)، نعتزم نقل سفارة البرازيل من تل أبيب إلى القدس"، مؤكداً أن "إسرائيل دولة تتمتع بالسيادة وعلينا أن نحترم ذلك تماماً".
القرار أثار قلق جهات برازيليّة عدة حذرت من ردود فعل انتقامية من قِبل الدول العربية. من جهته، حذّر السفير البرازيلي السابق في الولايات المتحدة روبنز باربوسا من انعكاس هذه الخطوة على صادرات اللحوم البرازيلية إلى الدول العربية، التي تُعبر المستورد الأكبر لها، وهي صادرات تصل إلى ستة مليارات دولار سنوياً.
"البرازيل بالأبيض والأزرق"
في المقابل، استبعد الرئيس اليميني المتطرّف أنّ يؤدّي قراره إلى "أجواء مشحونة" في العلاقات بين البرازيل والشرق الأوسط، موضحاً، خلال مؤتمر صحافي، بالقول "نكنّ أكبر قدر من الاحترام لشعب إسرائيل وللشعب العربي ولا نريد إثارة مشاكل مع أحد". وأضاف "نريد تبادل التجارة مع الجميع والسعي إلى حلول سلمية لمعالجة المشاكل".
"ترامب البرازيل"، كما وصفه البعض بسبب مواقفه المتطرفة وتشدّده، أكد بعد انتخابه أن السفارة ستُنقل من تل أبيب إلى القدس، لتصبح البرازيل بذلك ثاني أكبر دولة بعد الولايات المتحدة في اتخاذ هذا القرار المثير للجدل
رحّب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بالقرار، معتبراً أنه "تاريخي". وقال: "أهنّئ صديقي الرئيس المنتخب جاير بولسونارو على نيّته نقل السفارة البرازيلية إلى القدس، في خطوة تاريخيّة وصحيحة ومثيرة"
وكان بولسونارو اعتبر، في مقابلة مع صحيفة "إسرائيل هايوم" الإسرائيلية، أنّ "إسرائيل يجب أن تكون حرّة في اختيار عاصمتها"، معلقاً "حين كنت أُسأل خلال الحملة ما إذا كنت سأقوم بذلك إذا صرتُ رئيساً، كنت أجيب نعم، أنتم من تقرّرون ما هي عاصمة إسرائيل لا الأمم الأخرى". ولم يفت الرئيس البرازيلي القول إنه "يحب شعب ودولة إسرائيل ويراهما كمثال يُحتذى به".
ترتبط البرازيل بعلاقات دبلوماسية مع إسرائيل منذ عام 1949، بينما اعترفت بدولة فلسطين عام 2010 في عهد الرئيس اليساري لويس إيناسيو لولا دا سيلفا (2003-2010)
وستكون أولى الرحلات الخارجية لبولسونارو، كرئيس، إلى إسرائيل والولايات المتحدة وتشيلي، وهي الدول التي "تشاطرنا نظرتنا للعالم"، بحسب ما صرّح أونيكس لورنزوني، المسؤول عن فريق العاملين مع بولسونارو.
وبحسب المتوقّع، رحّب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالقرار، معتبراً أنه "تاريخي". وقال: "أهنّئ صديقي الرئيس المنتخب جاير بولسونارو على نيّته نقل السفارة البرازيلية إلى القدس، في خطوة تاريخيّة وصحيحة ومثيرة".
وكان نتنياهو رأى أنّ انتخاب بولسونارو "سيؤدّي إلى صداقة كبيرة بين الشعبين وإلى تعزيز العلاقات بين البرازيل وإسرائيل". من جهته، قال مسؤول في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، لوكالة "فرانس برس"، إن نتنياهو سيحضر "على الأرجح" مراسم تنصيب الرئيس البرازيلي المنتخب في يناير المقبل.
ونقلت صحيفة "هآرتس" عن مصدر دبلوماسي رفيع المستوى قوله إنه "بالنسبة لإسرائيل، فالبرازيل الآن ستتزيّن باللونين الأزرق والأبيض"، في إشارة إلى ألوان العلم الإسرائيلي.
وداعاً لتقليد دا سيلفا الدبلوماسي
ندّدت "حركة حماس" بإعلان بولسونارو، مطالبة إياه بالتراجع. وقال القيادي سامي أبو زهري "نرفض قرار الرئيس البرازيلي المنتخب جاير بولسونارو نقل السفارة البرازيلية من تل ابيب إلى القدس وندعوه للتراجع عن قراره، ونعتبر ذلك خطوة معادية للشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية".
وكان ترامب اعترف في السادس من ديسمبر الماضي بالقدس عاصمة لإسرائيل، بينما نُقلت السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس في 14 مايو، قبل أن تُعلن غواتيمالا وبنما أنهما ستحذوان حذو واشنطن. لكنّ بنما تراجعت وأعادت سفارتها إلى تل أبيب.
ومع إصرار الرئيس البرازيلي على الالتزام بوعده الانتخابي، وإلى أن يتمّ البدء رسمياً بإجراءات نقل السفارة، فإن التقليد الدبلوماسي المتوازن الذي ربط البرازيل بالصراع العربي - الإسرائيلي يبدو أنه قد بدأ بالتغيّر، علماً أن البرازيل ترتبط بعلاقات دبلوماسية مع إسرائيل منذ عام 1949، بينما اعترفت بدولة فلسطين عام 2010 في عهد الرئيس اليساري لويس إيناسيو لولا دا سيلفا (2003-2010).
وكان دا سيلفا حافظ على سياسة خارجية براغماتية تعتمد على التفاوض أكثر من الأيديولوجيا، وهدف إلى حصول بلاده على مقعد دائم في مجلس الأمن، بينما سعى لتوطيد علاقاته بمنطقة الشرق الأوسط ساعياً لدور أكبر في عملية السلام.
وظهر ذلك مثالاً في قمة الدول العربية وأمريكا الجنوبية عام 2005، كما ندّد مراراً بالعدوان الإسرائيلي فيما دعم القضية الفلسطينية واعترف بدولة فلسطين متحدياً كل الضغوط آنذاك.
بولسونارو يظهر على الطرف النقيض تماماً من دا سيلفا، وقد ذكّرت الصحافة العالمية بمواقف عديدة له مثيرة للجدل، لا يبدو قرار نقل السفارة سوى عنصراً واحداً فاقعاً فيها. وبينما عنونت "رويترز" بعد انتخاب بولسونارو "مرشح أقصى اليمين المؤيد لإسرائيل، يفوز برئاسة البرازيل"، ذكّرت "الغارديان" بقوله عن اللاجئين إنهم "حثالة الأرض يأتون إلينا"، وعن حقوق الإنسان "أنا أؤيد التعذيب" وعن المثليين "لن أكون قادراً على حب ابني إن كان مثلياً. أفضّل أن يموت"...
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يوممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومينفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومينعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ يومينtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعرائع