فتحت شرطة سكوتلاند يارد الأيام الماضية تحقيقاتٍ مُوسعةً في اعتداء وقع أغسطسَ الماضي في لندن على المعارض والحقوقي السعودي، غانم الدوسري، من قبل شخصين متهمَين بأنهما وكيلان لولي العهد، الأمير محمد بن سلمان. اعتداء لم يلقَ لحظة وقوعه اهتماماً جديّاً من الشرطة حتى وقع اغتيال خاشقجي ليثير القصةَ من جديد.
لقطاتٌ من الاعتداء، الذي صوره شخصٌ ثالث في المجموعة، تم بثُّها بعد الواقعة بوقت قصير عبر حساباتٍ ذاتِ صلةٍ بالحكومة السعودية.
الدوسري قال لصحيفة "صنداي تايمز" البريطانية، إن هؤلاء الأشخاص تتبعوه وصديقه رجل الأعمال الكندي من أصول سعودية، آلان بندر، بداية من مقهى كانا فيه، ثم هاجموهما في شارع برومبتون في قلب العاصمة البريطانية.
وبيَنت "صنداي تايمز" أن الدوسري أجرى مقابلتين منفصلتين، إحداهما مع الشرطة المحلية، والثانية مع ضابطٍ رفيع المستوى من شرطة سكوتلاند يارد.
ونشر الدوسري في قناته على يوتيوب فيديو للهجوم، مع جانب من ردات فعل أنصار الحكومة السعودية، بعضهم يقول: "هكذا نتعامل مع الكلاب، حتى لو كنت في لندن فأنت لست بعيدًا عن أيدينا".
ويرى الرجل أن الاعتداء عليه لم يكن هدفه قتله بقدر إهانته وتحذيره من أنه لا يوجد مكانٌ آمن له. في حين أكدت الشرطة إجراءَ تحقيقاتٍ جنائية في هذا الشأن، لكنها قالت إنه لم يتم القبض على أحد.
الشرطة البريطانية تأخذ الأمر بجدية بعد اغتيال خاشقجي
يمتلك الدوسري قناةً على "يوتيوب"، ينشر عليها فيديوهاتٍ ساخرةً من النظام السعودي. وتلقى في السابق تهديداتٍ بقتله، منها تهديد وصله على هاتفه فقام بتسجيل المكالمة وما ورد فيها ونشرها. الناشط السعودي، اللاجىء في بريطانيا، قال لصحيفة "صنداي تايمز" إنها المرة الأولى التي يتعرض فيها لاعتداءٍ بدنيّ بسبب ما يبثه من فيديوهات. والأسبوع الماضي، وسَّعت الشرطة تحقيقاتها في الحادث، بعدما اعترفت السعودية بالتورط في اغتيال الكاتب الصحافي جمال خاشقجي داخل القنصلية السعودية باسطنبول. وعندما سئل وزير الخارجية البريطاني، جيرمي هنت، في مجلس العموم البريطاني، قال: "نحن ندرك وجود طريقة لفعل أشياء غير قانونية هنا، ونحن قلقون بشدة تجاه ذلك". وأشار الدوسري إلى أن الاعتداء وقع في 31 أغسطس الماضي، حينها تعاملت معه الشرطة البريطانية بقدرٍ أقلَّ من الاهتمام، إلا أنهم قبل أيام قليلة طلبوا منه القدومَ للاستماع مجددًا إلى المزيد من التفاصيل، في جلسة استغرقت 3 ساعات. ويعتقد المعارض السعودي أن الشرطةَ تأخذ الأمرَ بجدية هذه المرة وأن الأمر يتم تصعيدُه إلى مستوى أعلى، لا سيما بعد اغتيال جمال خاشقجي.اعتداء في لندن لم يلقَ لحظة وقوعه اهتماماً جدياً من الشرطة حتى وقع اغتيال جمال خاشقجي ليثير القصة من جديد.
"أموال زي الرز" إذا تراجع عن دعم الدوسري
يعتقد الدوسري أنه كان مستهدفاً قصداً من قبل وكلاء الحكومة السعودية، موضحًا: "صديقي (بندر)، حاول الوقوف بيننا، وقال لهم هذه لندن وليست السعودية"، إلا أنهم ردوا "اللعنة على لندن، الملكة عبدة لنا". ثم قالا له "ابتعد عن هنا، نحن لسنا هنا من أجلك". من جانبه، قال آلان بندر إنه عندما كان ينتظر إسعافَ الدوسري، قدم إليه شخص قال له إنه يعمل لصالح الحكومة السعودية وعرض عليه المال إذا تراجع عن الإدلاء بشهادته عن الهجوم. أضاف بندر: "(هذا الشخص) قال لي إنه يعمل لصالح ولي العهد (محمد بن سلمان)، وأن أموالهم سوف تتدفق في جيبي مثل الأرز إذا أصبحت صديقاً لولي العهد وتخليت عن الوقوف بجانب غانم (الدوسري) في هذه القضية". وحدد صديق الدوسري، الشخص بأنه رجلُ أعمالٍ بارز وداعمٌ قويٌّ للنظام السعودي، بحسب ما قال لـ"صنداي تايمز"، بينما فشلت الصحيفة في الحصول على تعليق من الشخص المُشار إليه.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
علامي وحدي -
منذ ساعة??
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 21 ساعةرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون