شاهدٌ مهم في قضية اغتيال الصحفي والكاتب السعودي جمال خاشقجي، بقي بعيداً عن الأضواء، حتى عثرت عليه قناة تركية لتستجوبه عمّا رأى وسمع يوم الاغتيال، فيما تبقى جثة الراحل مجهولة المصير بعد مرور 25 يومًا على الجريمة.
الشاهدة الوحيدة حتى الآن كانت خديجة خطيبة الراحل التي هي أول من أعلن اختفاءه داخل القنصلية. لكن مساء الجمعة ظهر شاهد ثان، هو سائق سيارة تركي ليقدم شهادة مفصلة لقناة "a news" الإخبارية التركية الخاصة عن أحداث جرت يوم اغتيال الصحافي السعودي، تحدث فيها عن تصرفات المتهمين بالاغتيال، حين كانوا معه في السيارة، حسب ما أعلنته القناة.
في الحوار تحدث السائق كيف نقل بعض أفراد فريق الاغتيال بعد الجريمة من الفندق إلى مطار أتاتورك الدولي.
وبحسب ما قاله السائق، الذي ظللت القناة وجهه لطمس هويته، فإن أولئك الأشخاص كانوا "مرحين" بعد اغتيال خاشقجي، حين كانوا معه في السيارة، وذكر أنهم "لم يتوقفوا عن الضحك"، كما أنهم كانوا يدخنون السجائر بشراهة ويتناولون خموراً أخذوها من الفندق، حسب قوله.
وحتى الآن لم تؤكد التحقيقات أن من يتحدث عنهم السائق هم بالفعل قتلة الصحافي السعودي.
وذكر السائق أنه استطاع التعرف على قائد الفريق السعودي، زاعماً أنه العقيد ماهر عبد العزيز مطرب، حسب الصور التي نشرت بعد الحادثة، متابعاً أنه شهد تحركات غير عادية بمحيط القنصلية بعد دخول الصحافي السعودي إليها في الواحدة والدقيقة 15 بعد الظهر بتوقيت تركيا.
أين بقية الشهود؟
وقال السائق التركي إنه لاحظ أن المواطنين السعوديين كانوا ينهون معاملاتهم في القنصلية بسرعة فائقة، خلال نصف ساعة كأقصى تقدير، في حين لم يخرج جمال خاشقجي من القنصلية، كما أضاف معلومة قد تكون مهمة لجهات التحقيق إذ أكد "لقد مُنع دخول المواطنين السعوديين للقنصلية بعد دخول خاشقجي إليها".
وإذا صح كلام السائق، فإن العثور على شهود من المواطنين السعوديين الذين كانوا ينهون مصالحهم داخل القنصلية لدى دخول خاشقجي، قد يكون غير وارد، لكن يمكن جهات التحقيق العثور على مواطنين آخرين يؤكدون أنهم منعوا من دخول القنصلية رغم ذهابهم إليها في أوقات العمل الرسمية.
وبحسب رواية السائق، فقد حدثت في القنصلية "أمور غير طبيعية" بعد وداع خاشقجي لخطيبته التركية خديجة جنكيز ودخوله للقنصلية، أبرزها خروج ثلاث سيارات كان زجاج إحداها معتماً، بحسب ما ورد في الرواية نفسها.
ولم تعلق السلطات السعودية على ما قاله السائق التركي للقناة التركية.
وكانت الرياض قد وصفت عملية الاغتيال بأنها "عملية مارقة" لم يكن ولي العهد محمد بن سلمان على علم بها.
وبعدما نفت السعودية على مدى نحو أسبوعين أي علم بمصير خاشقجي، أعلنت أنه قتل في شجار بالأيدي داخل القنصلية، ثم أعلن النائب العام السعودي، الخميس، أن قتلة خاشقجي قتلوه "بنية مسبقة". لكن تغير الرواية السعودية بشكل مستمر وتناقضها، كلف المملكة انتقادات متزايدة من تركيا والغرب.
شاهدٌ مهم في قضية اغتيال الصحفي والكاتب السعودي جمال خاشقجي، بقي بعيداً عن الأضواء، حتى عثرت عليه قناة تركية لتستجوبه عمّا رأى وسمع
وتقول الرياض إنها تحتجز حالياً 18 شخصاً ضالعين بقتل خاشقجي، وإنها أقالت خمسة مسؤولين كبار، من بينهم سعود القحطاني وهو مساعد كبير لولي العهد.
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الثلاثاء، إن السلطات السعودية دبرت ما وصفه بأنه "أسوأ تستر على الإطلاق"، فيما تقول مصادر أمريكية إن مديرة وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه)، أطلعت الرئيس على ما سمعته من التسجيلات الصوتية التي قُدمت لها في تركيا بشأن عملية استجواب الصحفي السعودي ثم قتله، وهو ما يفسر تغير موقف ترامب من "مصدق للرواية السعودية" إلى متهم للرياض بالضلوع في الجريمة.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ يومرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون
Ayman Badawy -
منذ أسبوعخليك في نفسك وملكش دعوه بحريه الاخرين