اعتبرت صحيفةٌ أردنية أن اللاجئين السوريين سببُ فيضانِ الصرف الصحي بالشوارع والمناطق السكنية في مدينة "المفرق" الأردنية. وقالت صحيفة "الرأي" على لسان مسؤولٍ في المدينة، إن فيضانَ مياه الصرف الصحي في المنطقة سببه "الكثافةُ السكانية العالية الناتجة عن اللجوء السوري إلى الأردن". الأمر الذي أدى إلى ردّ فعلٍ واسع داخل الأردن وخارجها.
تقريرٌ برائحة العنصرية
جاء في تقرير صحيفة "الرأي" الأردنية أن الوسطَ التجاري بمدينة المفرق شهد فيضاناتٍ لمناهل الصرف الصحي في العديد من الشوارع والمناطق السكنية، خاصة حيّ الضباط. أضاف التقرير أن الفيضانات تسببت بخلق أجواءٍ من الفوضى بسبب المياه السائلة والروائح الكريهة التي جلبت الحشراتِ والقوارضَ، إلى جانب زعزعةِ تسوق المواطنين. ونقلت الصحيفةُ اليومية عن مدير سلطة مياه المفرق المهندس علي أبو سماقة قولَه إن "فيضاناتِ مياه الصرف الصحي داخل شوارع المحافظة سببها الضغط الكبير الذي تواجهه الشبكة بسبب الكثافة السكانية العالية التي سببها اللجوء السوري ما جعل الشبكةَ لا تتناسبُ مع هذه الزيادة السكانية الطارئة". ونشرت الصحيفة رابطَ الخبر على حسابها الرسمي على تويتر مع تعليق "فيضان مياه الصرف الصحي في المفرق بسبب اللجوء السوري". ويقول مراقبون إن اللاجئين السوريين الذين هربوا من حربٍ أهلية في محاولةٍ للبحث عن أمان صاروا شماعةً تعلّق عليها بعض الحكومات العربية فشلها، وعدم تعاملها بحرفيةٍ مع أزماتٍ عدة تمر بها. وعبر وسائل التواصل الاجتماعي اعتبر مواطنون أردنيون أن ما نشرته الصحيفة مجردُ ادعاءاتٍ لا أساسَ لها من الصحة، مؤكِدين أن مدينتهم تعاني من هذه المشكلة منذ فترةٍ طويلة وقبل تاريخ توافد السوريين إلى الأردن، وغرد البعض أن "موظفي الحكومة الأردنية يقومون بإلقاء فشلهم على الآخرين". وكتبت مغردة على تويتر أن عدوى الإعلام اللبناني وصلت إلى صحيفة الرأي الأردنية، مضيفة أن عنوان الخبر معيبٌ جداً وصادم، وتابعت: "لا أرى في مثل هكذا أخبار سوى خطابٍ يؤجج الكراهية، وتحميل من لا ذنب لهم تراكماتِ سنواتٍ من الفوضى والإهمال والفساد". وردَّ أحدُ سكان المفرق على الصحيفة قائلاً إن المشكلة في المدينة من قبل اللجوء السوري، معتبراً أن "الصرف الصحي زبالة بالمحافظة، وكل أسبوع لازم يوم تغرق فيه شوارع المحافظة".حين يحرج الجمهور الصحيفة
ردُّ فعل الجمهور الواسع المستنكر لعنصرية التقرير، أجبر الصحيفةَ على تغيير العنوان على موقعها الرسمي ليصبح: "فيضان مياه المجاري بالمفرق بسبب الضغط السكاني وسوء الاستخدام". المفارقة أن الصحيفة نفسَها سبق ونشرت عام 2012 خبراً عن مشكلة الصرف الصحي في المكان ذاته، المفرق، عنوانه "مواطنون يشكُون تدفقَ مياه الصرف الصحي إلى شوارع المفرق". اعتبرت فيه أن تدفقَ مياه الصرف الصحي إلى شوارع مدينة المفرق بات "من المشاهد المألوفة". مضيفة أن الآثار السلبية لهذه الظاهرة صارت تطالُ المواطنين "بسبب نقصِ الخدمات وعدم قدرةِ مديرية مياه المفرق التعاملَ مع المشكلة لأسباب فنية وبشرية". ونقلت الصحيفة آنذاك عن أحد سكان المدينة قوله إن "مشكلة مناهلِ الصرف الصحي المنتشرةِ في أرجاء المدينة التي غالباً ما تشهد تدفقاً للمياه العادمة في أغلب أوقات السنة، يعود بالأساس إلى غيابِ الصيانةِ اللازمة والضرورية لتلك المناهل، بما يضمن عدمَ انسدادها". اللاجئ السوري مسؤول كذلك عن مرض السرطان في لبنان تقرير الرأي الأردنية العنصري يذكّرنا بتقريرٍ نشرته في الخامس من سبتمبر الماضي فضائيةُ "إم تي في" اللبنانية على موقعها، تحت عنوان "السرطان يجتاح لبنان... وسببان يساهمان بانتشاره"، معتبرةً أن "خطر الإصابة بمرض السرطان صار ملموساً بالأرقام في لبنان، وأن وزارة الصحة قامت بواجباتها ووضعت الإصبعَ على مدى انتشار السرطان، فأتت النتيجة زيادةً بنسبة 5.6% عام 2018". وبحسب ما نشرته القناة التليفزيونية فإن الدكتور فادي نصر تحدّث لها عن سببين رئيسين يساهمان بانتشار السرطان في لبنان، الأول "أزمة النفايات التي لم تُحَلّ حتى اليوم، إضافةً إلى التلوّث المتفاقم في البحر والبيئة بشكل عام، توضع في خانة مسبّباتِ السرطان نظراً إلى استمراريّتها فترةً طويلة". السبب الثاني "الالتهاباتُ المتزايدة بفعل تكاثر النازحين السوريين في لبنان تتسبّب بشكلٍ غير مباشر بمرض السرطان، فـ"هؤلاء، بسبب الظروف السيئة التي عانوا منها مرغمين، يأتون ببكتيريا خطيرة قد تخلق الأمراض لدى الإنسان"."فيضان مياه الصرف الصحي في المفرق بسبب اللجوء السوري" عنوان خبرٍ لصحيفة الرأي الأردنية.. ومواطنون أردنيون يعلقون: موظفو الحكومة الأردنية يلقُون فشلهم على الآخرين
الصحيفةُ نفسُها نشرت عام 2012 خبراً عن مشكلة الصرف الصحي في المكان ذاته، المفرق، عنوانه "مواطنون يشكُون تدفقَ مياه الصرف الصحي إلى شوارع المفرق"
أحسن ما نبقى زي السوريين
ما نشرته الرأي يذكّرنا أيضاً بجملة انتشرت في الإعلام المصري "أحسن ما نبقى زي سوريا"، حيث سبق وحذَّر أكثر من إعلاميٍّ مصري، ضمنهم المذيعة ريهام سعيد المصريين من الخروج في أيّة تظاهرات "حتى لا نصبحَ مثل اللاجئين السوريين الذين تظاهروا ضد النظام في بلدهم حتى سيطر المتطرفون على بلادهم وباتوا مشردين في كل مكان". يقدر إجمالي عددِ اللاجئين في الأردن بـ 751,265 لاجئاً، مسجلين رسمياً بسجلات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ويشكل السوريون 88.7% منهم. وتقول المفوضية إن نحو 86% من اللاجئين في الأردن هم تحت خط الفقر، لافتة إلى أن اللاجئين غير القادرين على العودة إلى بلدانهم لا يريدون سوى الحماية وفرصة لتحقيق شيءٍ في حياتهم يعود بالفائدة على أنفسهم وعلى عائلاتهم وعلى المجتمعات المضيفة.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...