شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ضمّ/ ي صوتك إلينا!
أكثر من 21% من طلاب الثانوية العامة في مصر يفكرون في الانتحار

أكثر من 21% من طلاب الثانوية العامة في مصر يفكرون في الانتحار

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

السبت 20 أكتوبر 201802:34 م
"انتحار شاب على قضبان مترو الأنفاق" خبر بات متكرراً في وسائل الإعلام المصرية المحلية، ما جعل أحمد عبدالهادي المتحدث باسم شركة مترو الأنفاق يصدر تصريحاً بداية سبتمبر الماضي ليطلب ممن يفكر في الانتحار بعدم الاقتراب من المترو منعاً لتعطيل القطار. لكن قضبان المترو ليست الملاذ الوحيد للمحبطين من الشباب المصريين لإنهاء حياتهم، فهناك من يلقي بنفسه في نهر النيل، ومن يشنق نفسه في غرفته، ومن يلقي بنفسه من أعلى بناية. تظهر إحصائية لمنظمة الصحة العالمية أن هناك نحو 88 حالة انتحار من بين كل 100 ألف مصري، وآلاف المصريين ينتحرون لأسباب عديدة كل عام. وتقول إحصائية رسمية لوزارة الصحة المصرية إن 21.7% من طلبة الثانوية العامة يفكرون في الانتحار، كما تظهر متابعة قسم الحوادث في الصحف المصرية أن هناك زيادة حقيقية في حالات الانتحار بين طلاب المدارس الثانوية والإعدادية. يقول الطالب المصري علي راشد إنه شخصياً لم يفكر في الانتحار، لكنه يضيف لرصيف22 أن هناك عدداً غير قليل من زملائه تحدثوا معه عن رغبتهم في الانتحار لأسباب عديدة. يضيف راشد الطالب بالفرقة الأولى بكلية التجارة بجامعة القاهرة أن أحد زملائه حين كان في الثانوية العامة أخبره أنه يفكر في الانتحار لأن والده يعامله بطريقة سيئة، "لكني طلبت منه أن يصبر حتى يلتحق بالجامعة ويبحث عن فرصة عمل ويستقل بحياته". يكمل علي أن زملاءه في الجامعة كانوا يتحدثون بطريقة سلبية جداً عن المستقبل لاعتقادهم بأنهم فور إنهاء تعليمهم الجامعي سيواجهون البطالة، بعضهم عبر عن ضيقه في مصر وإحساسه بأن التخلص من الحياة يمكن أن يكون حلاً. وتظهر إحصاءات رسمية أن الفئة العمرية الأكثر إقداماً على الانتحار في مصر تراوح بين 15 و25 عاماً، إذ تبلغ نسبتهم 66.6 بالمئة، تليها المرحلة العمرية بين 25 و40 عاماً، التي تمثل الشريحة العمرية الأكبر لانتحار الرجال، ومعظم حالات انتحار الرجال في هذه المرحلة العمرية سببها الظروف الاقتصادية، وعدم القدرة على الإنفاق على الأسرة. وتأتي الفئة العمرية من 7 إلى 15 عامًا في المقام الثالث، وفيها البنات المنتحرات في هذه المرحلة كنّ ثلاثة أضعاف الفتيان. تقول المعالجة النفسية سلمى محمود إن أزمة الانتحار الحقيقية في مصر سببها غياب ثقافة حب الحياة التي يفترض بالأولياء بثها في نفوس أبنائهم، مضيفة لرصيف22 أن بعض العائلات لا توفر للأبناء فرص التنزه والسفر بهدف الاستمتاع بالحياة، بل على العكس يستخدمون مصطلحات سلبية عدة في الحديث معهم مثل "أنت فاكر نفسك هتنجح، أنت فاشل". وترجح محمود أن يكون فقدان الأمل في المستقبل سبب الانتحار أو التفكير به، قائلة: "السنوات الصعبة التي تلت ثورة يناير والمشاكل الاقتصادية التي ظهرت على السطح عقب القرارات الاقتصادية الصعبة مثل تعويم الجنيه المصري، جعلت الكثير من المصريين يخافون من المستقبل ويشعرون أنهم على أعتاب مرحلة غير واضحة". ولفتت محمود النظر إلى نقطة مهمة: "حين يشعر شخص باكتئاب وإحباط لا يفكر في الذهاب إلى معالج أو طبيب نفسي متخصص ليساعده، بسبب الانطباع المنتشر لدى شريحة كبيرة من المصريين بأن العلاج النفسي عيب".
تظهر إحصاءات رسمية أن الفئة العمرية الأكثر إقداماً على الانتحار في مصر تراوح بين 15 و25 عاماً، إذ تبلغ نسبتهم 66.6 بالمئة، وتقول معالجة نفسية إن "أزمة الانتحار في مصر سببها غياب ثقافة حب الحياة التي يفترض بالأولياء بثها في نفوس أبنائهم".
تأتي الفئة العمرية من 7 إلى 15 عاماً في المقام الثالث بين الفئات العمرية الأكثر إقداماً على الانتحار في مصر، وفيها البنات المنتحرات في هذه المرحلة كنّ ثلاثة أضعاف الفتيان.
"يمكن ببساطة شديدة أن تختفي ظاهرة انتحار الفتيان والشبان من مجتمعنا لو قرر الآباء الاستماع لأبنائهم بحب حقيقي، وباهتمام، مهما كانت مشاكلهم فهي تبدو تافهة للأهالي، كما أن التشجيع المستمر قادر على أن يقلل من رغبة المراهقين والشباب في الانتحار"، تقول محمود. وترجع المعالجة النفسية السبب في زيادة حالات الانتحار بين المصريين في الفئات العمرية الأكبر سناً إلى الظروف الاقتصادية الصعبة التي كانت نتيجة قرارات اقتصادية اتخذتها الحكومة في السنوات الأخيرة، مطالبة النظام الحاكم بالاهتمام جدياً بهذه الظاهرة لأن "الخوف من الحاضر والمستقبل أكبر عدو يهدد حياة الإنسان حين يهز ثقته بنفسه ويجعله يفكر في إنهاء حياته".
إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image