أثار زواج إعلامية مسلمة من ممثل إسرائيلي جدلاً واسعاً في الأراضي المحتلة، امتد وقعه إلى حديث مُشرعي وصانعي القرار في إسرائيل. في حفل صغير، تزوجت المذيعة التلفزيونية، ذات الأصول الفلسطينية وحاملة الجنسيّة الإسرائيليّة، لوسي هريش، من الفنان تساحي هاليفي، وهو أحد أبطال مسلسل "فوضى" الإسرائيلي. تقارير الصحافة الإسرائيلية، التي قالت إن خبر زفافهما جاء بمثابة "صدمة" للكثير من الإسرائيليين، أشارت إلى أن هريش وهاليفي على علاقة سرية منذ أربع سنوات.
من هي لوسي هريش؟
لفتت هريش الأنظار إليها حينما أجرت مداخلة تلفزيونية مع صحافي من قطاع غزة خلال حرب إسرائيل على غزة، المعروفة باسم "الجرف الصامد". وفي المقابلة، وجهت هريش انتقادات شديدة اللهجة إلى "حماس"، ودعت سكان القطاع إلى التمرد على حكم الحركة، قائلة إنها تستخدمهم كدروع بشرية. وتنحدر هريش (37 عاماً) من مدينة الناصرة من والدين فلسطينيين هما معروف وسلوى هريش، لكنها ولدت في مدينة ديمونا (في صحراء النقب) عام 1981، وتخرجت من كلية العلوم السياسية في الجامعة العبرية في القدس المحتلة كما درست الصحافة في تل أبيب.لفتت هريش الأنظار إليها حينما أجرت مداخلة تلفزيونية مع صحافي من قطاع غزة خلال حرب إسرائيل على غزة، حيث وجهت انتقادات شديدة اللهجة إلى "حماس"، داعية سكان القطاع إلى التمرد على حكم الحركة
لفتت "جيروزاليم بوست" إلى أن الأزواج مختلفي الديانة لا يستطيعون عادة إتمام الزواج قانونياً في إسرائيل، مشيرة إلى أن زواج هريش وهاليفي أثار جدلاً ساخناً بين الساسة الإسرائيليين حتى نادى بعضهم بضرورة "الحفاظ على نقاء العرق اليهودي"عادة ما يُشار إليها بأنها أول مذيعة عربية مسلمة تظهر على شاشات وسائل الإعلام الإسرائيلية. وهي تعمل حالياً في محطة "Reshet 13" البديلة للقناة الثانية الإسرائيلية، التي كانت عملت فيها أيضاً. https://www.instagram.com/p/BlVfJrmlInY/?taken-by=lucyaharish وفي العام 2015، تعرّضت المذيعة لانتقادات من نواب عرب في الكنيست، بعدما شاركت في إضاءة شعلة احتفال ما يسميه الإسرائيليون بـ"عيد الاستقلال" الـ67، والذي يحيونه في اليوم ذاته لـ"ذكرى النكبة". وكانت هريش بدأت مسارها بعد تخرجها بالتدرّب في هيئة الإذاعة الألمانية في برلين، لتعود وتنضم إلى صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، ومنها إلى القناة العاشرة، حيث قدمت نشرة الأخبار بالعبرية. كما شاركت في أفلام سينمائية إسرائيلية وأجنبية، منها "حرب الزومبي العالمية" عام 2013. أما زوجها، تساحي هاليفي، فاشتهر بمشاركته في مسلسل "فوضى" الإسرائيلي. ومؤخراً، قدم شخصية الزعيم الليبي الراحل مُعمر القذافي في فيلم "الملاك"، الذي أنتجته شبكة "نيتفليكس" وتدور قصته حول الجاسوس المصري أشرف مروان.
"أغوت هاليفي لإلحاق الأذى ببلدنا"
تقول صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية إن الثنائي عقد الزفاف في حفل خاص في مزرعة تقع جنوبي غربي بلدة الخُضيرة الساحلية، التي تأسست عام 1891، في الأيام الأولى للصهيونية الحديثة من قبل مهاجرين يهود من ليتوانيا ولاتفيا، وشهدت أكبر عملية شراء للأراضي التي كانت مملوكة آنذاك لرجل مسيحي اسمه سليم خوري. https://www.instagram.com/p/Bow_Tm4AOEW/?taken-by=maya_stunovsky وفيما لفتت الصحيفة إلى أنه عادة لا يستطيع الأزواج مختلفو الديانة إتمام الزواج قانونياً في إسرائيل، أشارت إلى أن زواج هريش وهاليفي أثار جدلاً ساخناً بين الساسة الإسرائيليين، الذين نادى بعضهم بضرورة "الحفاظ على نقاء العرق اليهودي". وبعد انتشار خبر الزواج، وجّه نائب "حزب الليكود" في الكنيست أروين هازان، انتقادات إلى هريش، مُعتبراً أن ما فعلته هو "إغواء لرجل يهودي لإلحاق الأذى ببلدنا"، وهي "تقوم بمهمة سرية لتدمير اليهود". كما ألقى باللوم على هاليفي، قائلا إنه "ذهب في الخطوة بعيداً... من القدرة على الاستيعاب!". بدوره، قال وزير الداخلية أريي ديري، في تصريحات لـ"راديو الجيش" إن "هذه مسألة خاصة بهما، لكنني، كرجل يهودي، إذا سألتني هذا السؤال، يجب أن أقول إنني ضد هذه الأمور، لأن علينا الحفاظ على الأمة اليهودية بالطريقة التي احتفظنا بها منذ آلاف السنين. لا يزال بإمكانها التحول واعتناق اليهودية". في المقابل، بارك آخرون الزواج، وعلّق كذلك يوئيل حسون، عضو البرلمان عن الاتحاد الصهيوني، على الموضوع معترضاً على تصريح نائب الليكود، وقال إن "هازان يمثل الوجوه العنصرية والظلامية المُحرجة التي لا يمكنك أن تنظر إليها بعد الآن".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
أحمد لمحضر -
منذ 19 ساعةلم يخرج المقال عن سرديات الفقه الموروث رغم أنه يناقش قاعدة تمييزية عنصرية ظالمة هي من صلب و جوهر...
نُور السيبانِيّ -
منذ 3 أيامالله!
عبد الغني المتوكل -
منذ 4 أياموالله لم أعد أفهم شيء في هذه الحياة
مستخدم مجهول -
منذ 4 أيامرائع
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ أسبوعتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري