"اعتدت أن أقول إن ما يقف أمام السيّدات في السعوديّة ليس سقفاً زجاجياً، بل هو حاجز زجاجي. رؤيتنا تعترف بانتمائنا كسيّدات سعوديّات وقد أزيلت كلّ الحواجز الآن. نحن بحاجة لأن نغيّر عقليّة المجتمع". بكلام مماثل وفي مناسبات عديدة قدمت الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان نفسها كنموذج للمرأة السعودية المنخرطة في العمل الاجتماعي والساعية لتغيير الصورة المفروضة عليها. ففي يونيو الماضي، مثالاً، أثارت الأميرة الجدل بتصريحها حول تغيير الولاية حين قالت: "أود أن أرى تغييرات في نظام ولاية الرجل على المرأة". في مناسبات اجتماعية واقتصادية وثقافية عديدة، حجزت ريما بنت بندر لنفسها مكاناً في المشهد السعودي والعالمي، حتى صنفتها مجلة "فوربس الشرق الأوسط" في سبتمبر 2014 بين أقوى 200 امرأة عربية. عاد اسم الأميرة ليُطرح في اليومين الماضيين كمرشحة لتكون سفيرة لبلادها في واشنطن، بموازاة خبر توجه السفير الحالي خالد بن سلمان، شقيق ولي العهد، إلى الرياض وطرح اسمه في التقارير الصحفية كبديل عن شقيقه لولاية العهد، أو كوليّ لوليّ العهد.
"العائلة المالكة في السعودية تحاول الترويج لبنت بندر كسفيرة جديدة للمملكة في الغرب"، حسب ما نقلت "الأناضول"... فماذا تقوله مسيرة الأميرة المهنيّة والشخصيّة عنها؟طرح اسم ريما بنت بندر، والذي نقله موقع "Quartz" الأمريكي بشكل رئيسي، قرأه البعض في إطار مساعي العائلة المالكة الرامية لإنقاذ سمعتها وعلاقاتها المشتركة مع واشنطن. وكان الموقع قد نقل عن معارض سعودي يُدعى علي الأحمد، ويتخذ من واشنطن مقراً له، قوله إنه "من المتوقع تعيين بنت بندر في هذا المنصب قبل نهاية العام". ولفت الأحمد إلى أن "العائلة المالكة في السعودية تحاول الترويج لبنت بندر كسفيرة جديدة للمملكة في الغرب"، حسب ما نقلت "الأناضول"، بينما تُظهر العودة إلى مسيرة الأميرة السعودية بين مفاصل حياتها المهنيّة وتصريحاتها السبب الذي دفع البعض لمقاربة طرح اسمها في سياق "إنقاذ السمعة". "يريد الجميع أن يرسمنا بفرشاة واحدة، تظهرنا بغطاء كامل لا يظهر منّا سوى العينين. وما أودّ أن أوضحه أن تلك المرأة يجب أن تُحترم باختيارها، بقدر ما تُحترم أي سيّدة تبدو مثلي، وبقدر ما تُحترم أي سيّدة تظهر بمظهر مختلف". ليس هذا التصريح الوحيد فهي كرّرت في مناسبات مختلفة دعمها لتمكين المرأة السعودية، فـ"حراك المطالبة بحقوق المرأة هي رحلة بلا نهاية، وإن تمكنّا من تحويل دفّة الحوار من الملابس والحجاب إلى الإنجازات الملموسة فسيكون ذلك بمثابة الفوز الكبير"، على حدّ قولها. وكانت ريما بنت بندر، البالغة من العمر 43 عاماً، قد وُلدت في الرياض ونشأت في واشنطن، حيث كان يعمل والدها الأمير بندر بن سلطان كسفير للسعودية. واستطاعت أن تحصل على بكالوريوس في علم المتاحف من "جامعة جورج واشنطن" في الولايات المتحدة، قبل أن تبدأ مسيرة مهنيّة حافلة. تولت رئاسة "الاتحاد السعودي للرياضات المجتمعيّة"، وأصبحت وكيلة رئيس "الهيئة العامة للرياضة" للقسم النسائي. وتنقل مجلة "فوغ" أن "الأميرة السعودية عملت جاهدة في منصبها هذا من أجل تطوير الرياضة النسائية، والأنشطة المجتمعيّة الرياضيّة، حتى سُمح أخيراً بدخول النساء إلى ملاعب كرة القدم الرياضيّة (وقد كانت حاضرة شخصيّاً في المباراة الأولى)، وازدهرت النوادي الرياضيّة النسائية بشكلٍ ملحوظ في مدن المملكة". والأميرة هي كذلك المؤسسة والرئيسة التنفيذية لشركة "ريمية"، وهي عضو في العديد من المجالس الاستشارية، محلياً وعالمياً، ومن بينها "المبادرة الوطنية السعودية للإبداع" و"أوبر" و"تيديكس"... كما أظهرت الأميرة اهتماماً كبيراً بتوعية النساء حول سرطان الثدي وكانت من المؤسِّسات في "جمعية زهرة" لسرطان الثدي"، كما أطلقت عام 2012 حملة "رحلة نساء… جبل إيفيرست" للتوعية حول المرض ذاته. المبادرة التي أطلقتها تحت اسم "KSA10"، وتختص برفع درجة الوعي الصحي الشامل، أدخلت ريما بنت بندر موسوعة "غينيس" للأرقام القياسيّة بعدما قامت بتنظيم فعالية ضخمة ضمت أكثر من 10 آلاف امرأة، في ديسمبر 2015 في مدينة الرياض. وشاركت فيها النساء بتشكيل أكبر شريط وردي بشري في العالم، يرمز لشعار "مكافحة سرطان الثدي". وتُسجّل مسيرتها المهنيّة كذلك اهتماماً بتنمية الرأسمال البشري ومساعدة القطاعين العام والخاص في مجال الإرشاد المهني، كما شغلت لسنوات منصب كبير الإداريين التنفيذيين في "شركة ألفا العالمية المحدودة" والرئيسة التنفيذية لـ"شركة الهامة المحدودة". وحظيت الأميرة بتكريم حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بجائزة الإنجاز الرياضي عام 2018، وذلك لـ"إسهاماتها الملهمة في مناصرة المرأة السعوديّة وتطوير الرياضة النسائية في المملكة". كما مثّلت الأميرة السعوديّة في العديد من المحافل العالميّة، من ضمنها مؤتمر دافوس الاقتصادي الذي عُقد في سويسرا مطلع هذا العام، بالإضافة إلى منتدى الرؤساء التنفيذيين السعودي – الأمريكي الذي استضافته مدينة نيويورك.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
Tester WhiteBeard -
منذ 19 ساعةtester.whitebeard@gmail.com
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 4 أيامجميل جدا وتوقيت رائع لمقالك والتشبث بمقاومة الست
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ أسبوعمقال مدغدغ للانسانية التي فينا. جميل.
Ahmed Adel -
منذ أسبوعمقال رائع كالعادة
بسمه الشامي -
منذ اسبوعينعزيزتي
لم تكن عائلة ونيس مثاليه وكانوا يرتكبون الأخطاء ولكن يقدمون لنا طريقه لحلها في كل حلقه...
نسرين الحميدي -
منذ اسبوعينلا اعتقد ان القانون وحقوق المرأة هو الحل لحماية المرأة من التعنيف بقدر الدعم النفسي للنساء للدفاع...