شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!
نتنياهو يحمل خرائطه متهماً إيران و

نتنياهو يحمل خرائطه متهماً إيران و"حزب الله"... ردود مستهزئة ومكذّبة ومسؤول أمريكي يعتبرها "مضللة"

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الجمعة 28 سبتمبر 201803:47 م
حاملاً الخرائط والمستندات، بدا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو واثقاً مما يقول، مخرجاً من جعبته "معلومات خطيرة" يكشفها "لأول مرة" أمام العالم. في جملة ما كشفه نتيناهو، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، معلومات عن "مستودع نووي سري في طهران" وعن "ثلاثة مواقع قرب مطار بيروت يقوم فيها حزب الله بجعل الصواريخ دقيقة التوجيه". لم تكن المرة الأولى التي يقوم فيها نتنياهو بما يشبه "العرض المسرحي"، ففي مطلع أبريل الماضي كشف عن "ملفات سرية نووية" متعلقة بـ"مشروع عماد" الإيراني، حسب ما وصفه في مؤتمر صحافي في وزارة الدفاع. هذه المرة، كان العرض أشدّ قوة، فأمام قادة العالم كانت خرائط نتنياهو توزع الاتهامات، وكذلك خطابه الذي قال فيه - بنبرة حادة - إن أوروبا تسترضي إيران مذكراً إياها بـ"تقاعسها عن مواجهة ألمانيا النازية في ثلاثينيات القرن الماضي". لم تتأخر الردود على ادعاءات نتنياهو، من إيران التي خرج منها تصريح يقول بأن "العالم سيسخر من نتنياهو" إلى لبنان الذي ذكّرت خارجيته إسرائيل بما واجهته على أرضه، وصولاً إلى مسؤول أمريكي خالف ما كشفه رئيس الوزراء الإسرائيلي بشأن إيران معتبراً أنها "مضللة".

ما هي ادعاءات نتنياهو تحديداً؟

"اليوم أكشف لأول مرة أن إيران تملك مستودعاً سرياً آخر في طهران، مستودعاً لتخزين كميات هائلة من المعدات والمواد من برنامج إيران النووي السري". هكذا زعم رئيس الوزراء الإسرائيلي أنه يكشف للعالم عن منشأة نووية سرية في طهران وأن إيران لم تتخلَّ عن برنامجها لتطوير أسلحة نووية، عارضاً صور التقطت من الجو للعاصمة الإيرانية يشير فيها سهم أحمر إلى ما قال إنه مستودع سري سابق لتخزين المواد النووية. وتعقيباً على ذلك، قال نتنياهو إن ذلك يُظهر أن إيران لا تزال تسعى للحصول على أسلحة نووية رغم الاتفاق النووي المبرم عام 2015 مع القوى العالمية، مؤكداً أن الموقع يحوي نحو 15 كيلوغراماً من المواد المشعة جرى نقلها، فيما دعا الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة إلى التوجه للموقع مباشرة. وكشف نتنياهو بماذا ردّت إيران عندما "حصلنا على الأرشيف الذري"، قائلاً "فقط في الشهر الماضي نقلوا 15 كيلوغراماً من المواد المشعة. تعرفون ماذا فعلوا بها؟ نقلوها ونشروها حول طهران في محاولة لإخفاء الدليل".
"اليوم أكشف لأول مرة أن إيران تملك مستودعاً سرياً آخر في طهران... ولدى حزب الله ثلاثة مواقع قرب مطار بيروت يقوم فيها بجعل الصواريخ دقيقة التوجيه"، بعض ما جاء في خطاب نتنياهو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة
مسؤول في الاستخبارات الأمريكية قال إن "مزاعم نتنياهو مضللة قليلاً... نحن نعرف عن المنشأة (في طهران) منذ فترة. وهي مليئة بالخزائن والأوراق، وليس بأنابيب الألمنيوم ..." كما يدعي رئيس الوزراء
وأوضح أن المسؤولين الإيرانيين بدأوا في تطهير المستودع لكن لا يزال أمامهم الكثير من العمل لأن "لديهم ما لا يقل عن 15 حاوية شحن، إنها ضخمة، 15 حاوية مليئة بالمعدات والمواد المرتبطة بالنشاط النووي مخزنة" في الموقع الثاني. من جهة ثانية، وجّه نتنياهو مجدداً التركيز إلى نشاط الصواريخ الباليستية الإيراني، وذلك عبر تحديد ثلاثة مواقع قرب مطار بيروت قال إن "حزب الله يقوم فيها بجعل الصواريخ دقيقة التوجيه". "في لبنان، توجه إيران حزب الله لبناء مواقع سرية لتحويل المقذوفات غير الدقيقة إلى صواريخ دقيقة التوجيه، صواريخ يمكن توجيهها لأهداف في عمق إسرائيل بمستوى دقة عشرة أمتار". وبعد انتهاء نتنياهو من خطابه بوقت قليل، كان الجيش الإسرائيلي قد نشر مقطع فيديو وصوراً لما قال إنها مواقع بناء صواريخ لـ"حزب الله" في لبنان.

ردود الفعل على الخطاب... تهنئة، استهزاء وتكذيب

من الجهة الإسرائيلية، خرجت أصوات مهنئة بخطاب نتنياهو "الرصين" وبقدرته على الإقناع ضدّ "حزب الله" وإيران معتمداً على "خطابه المثير" و"معلوماته الاستخبارية الحصرية". لكن من أشاد بالخطاب، لم يفته الإشارة إلى عدم تطرق نتنياهو إلى عملية السلام مع الفلسطينيين  وعلى تطورات صفقة القرن، بل اكتفى بمهاجمة الرئيس الفلسطيني محمود عباس على اتهامه إسرائيل بالعنصرية مطالباً إياه بمراجعة نفسه والكف عن "منح قتلة الإسرائيليين من الفلسطينيين مكافآت".    في السياق ذاته، تساءل المحلل السياسي في صحيفة "يديعوت أحرونوت" شمعون شيفر عن الاستنتاج المطلوب في أعقاب خطاب نتنياهو، ليجيب بأن الخطاب أشبه بـ"إعلان حرب". في المقابل، حذر شيفر من أن نتنياهو يهدد بالانفصال عن أوروبا بشكل كامل، مكتفياً بالاعتماد الكلي على ترامب، الذي أظهر كتاب بوب وودوارد الأخير "الخوف" أنه "أنه ليس جدياً، وليس ملتزماً وليس معنياً حقاً" إزاء حل الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني"، حسب قول الدبلوماسي والقنصل الإسرائيلي الأسبق في نيويورك ألون بينكاس للصحيفة ذاتها. من الجهة الإيرانية، نقلت وكالة فارس للأنباء عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي قوله إن "العالم سيضحك على مزاعم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن وجود مستودع سري سابق لتخزين المواد النووية في طهران… سيضحك بصوت عال على هذه الكلمة الكاذبة والجوفاء والتي لا توجد ضرورة لها والعروض الكاذبة". من جهته، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إنه ينبغي أن يخضع برنامج إسرائيل النووي لمزيد من التدقيق، معلقاً كذلك بأن إسرائيل دفعت بالولايات المتحدة إلى مزيد من العزلة. ومن الناحية اللبنانية، ردّ وزير الخارجية اللبناني في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل على مزاعم نتنياهو عبر تغريدة قائلاً إن "إسرائيل تختلق من جديد الذرائع لتبرر الاعتداء وأنها من على منبر الشرعية الدولية تحضّر لانتهاك سيادة الدول"، مذكراً بأن لبنان "دحرها وهزم عدوانها". وفي ردود الفعل الأخرى، دعا مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى التحقيق في مزاعم نتنياهو، مضيفاً "من الضروري قطعاً أن تمارس الوكالة الدولية للطاقة الذرية سلطاتها كاملة لإعطاء المجتمع الدولي ثقة في أنه لا توجد مواد أو أنشطة نووية غير معلنة في إيران". لكن الردّ الأمريكي اللافت جاء عبر مسؤول في الاستخبارات الأمريكية قال لوكالة "رويترز" إن "مزاعم نتنياهو مضللة قليلاً. أولاً، نحن نعرف عن هذه المنشأة (في طهران) منذ فترة. وهي مليئة بالخزائن والأوراق، وليس بأنابيب الألمنيوم الموصولة بأجهزة طرد مركزية. ثانياً، مثلما يعرف الجميع، لا يوجد فيها أي شيء يمكن أن يسمح لإيران بالخروج من الاتفاق النووي بسرعة". وقال مسؤول أميركي آخر للوكالة نفسها إن الولايات المتحدة تعلم بشأن المنشأة التي "كشفها" نتنياهو، وهي عبارة عن "مخزن" يتم فيه الاحتفاظ "بوثائق وأرشيف" للبرنامج النووي، أي أن المكان معروف لأجهزة الاستخبارات ونتنياهو لم يكشف شيئاً.
إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel
Website by WhiteBeard
Popup Image