طالبت إسرائيل اليوم 23 سبتمبر سكانَ قرية الخان الأحمر، الواقعةِ في الضفة الغربية المحتلة، بضرورة هدمِ منازلهم طواعيةً، قبل حلول الأول من أكتوبر القادم. وتخططُ إسرائيل لهدمِ القرية البدوية التي تتكون من عدةِ أكواخٍ معدنية وخشبية، ونقل سكانِها البالغ عددهم نحو 180 شخصاً، يعملون بالرعي إلى موقعٍ آخر يقع على بعد 12 كيلومتراً. لكن الخطة الإسرائيلية قوبلت بانتقاداتٍ من الفلسطينيين وبعضِ الدول الأوروبية التي تتحدثُ عن تأثير القرار على سكان القرية من ناحية، وعلى فرصِ السلام من ناحيةٍ أخرى. تقع الخان الأحمر على تلٍّ صحراويّ بجوار طريقٍ سريعٍ من القدس إلى البحر الميت. ونقلت وكالة رويترز عن متحدثةٍ باسم مكتب اتصالٍ تابعٍ للجيش الإسرائيلي لم تسمها قولها إنه ليس هناك موعدٌ محددٌ للهدم في حالة بقاء المنازل بعد انقضاء المهلة. وسلَّمت بعضُ القوات الإسرائيلية سكانَ القرية خطاباتٍ رسميةً صباح يوم الأحد، تبلغهم فيها بضرورة هدمِ المنازل طواعيةً بحلول أول أكتوبر، وإلا ستنفذُ السلطاتُ الإسرائيلية أوامرَ الهدم بنفسها. وجاء في الخطابات التي تسلَّمها السكان، "بموجب قرار محكمة العدل العليا والقانون عليكم هدمُ كلِّ المباني المقامة داخل نطاق الخان الأحمر بشكل ذاتي". تابع القرار "بحال تمتنعون عن تنفيذ ذلك ستعملُ سلطاتُ المنطقة لتنفيذ أوامر الهدم بموجب قرار المحكمة والقانون". وفي الأسابيع الماضية أزالت قواتُ الأمن الإسرائيلية عدةَ بيوتٍ من الصفيح بناها محتجون فلسطينيون قربَ قرية الخان الأحمر. ورفضت المحكمة العليا الإسرائيلية في وقت سابق من هذا الشهر التماساتٍ ضدَّ هدم القرية وأيدت موقفَ السلطات الإسرائيلية التي تقول إن القرية بنيت "دونَ التصاريح اللازمة". في المقابل يقول الفلسطينيون إن من المستحيل الحصول على تلك التصاريح. وسبق ودعت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينيين مبعوثي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لعملية السلام في الشرق الأوسط جاريد كوشنر وجيسون جرينبلات التدخل لدى لوقف هدم الخان الأحمر. مؤكدة في بيان أنها "ترى أن على كل من كوشنر وجرينبلات توفير وقتهما الذي يذهب سدى في عمل مقابلات لا يقرؤها أحد من أبناء شعبنا... والتدخل الفوري لوقف هدم الخان الأحمر بشكل نهائي، وإجبار حكومة المستوطنين المارقة على التخلي بالكامل عن قراراتها بهدم التجمعات البدوية القانونية أينما تواجدت".
رفض فلسطيني للقرار
من جانبهم رفضَ سكان الخان الأحمر المهلةَ الإسرائيلية، ونقلت رويترز عن فيصل أبو داهوك أحدِ سكانِ القرية قوله "لن نخليَ المكانَ طواعية... بإمكانِ قوات الاحتلال التي تملكُ الجيشَ والسلاح أن تخلينا بالقوة، لكن لا يوجد مكان آخر نذهب إليه ونرفض إعطاءنا أيَّ مكان آخر لنذهب اليه". أما وليد عساف رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان فأكد رفضه لما أسماه بالتهديد الإسرائيلي مضيفاً "نصرُّ على بقائنا وسنتصدى لعملية الهدم". تابع عساف أن القرارَ الإسرائيلي الذي صدر اليوم الأحد كان متوقعاً، معتبراً أن إسرائيل تريد تنفيذَ القرار بعد انتهاء اجتماعات الجمعية العامة في الأمم المتحدة والأعياد اليهودية، بحسب قوله. سبق ووزعت هيئةُ مقاومة الجدار والاستيطان بياناً باللغتين الإنجليزية والعبرية حذرت فيه الجنودَ وكلَّ من يشارك في إخلاء وهدم القرية بالمحاكمة أمام المحكمة الجنائية الدولية. ويعتبر الكثير من الفلسطينيين أن الهدم جزءٌ من محاولات إسرائيل لبناء قوسٍ من المستوطنات من شأنه فصلُ القدس الشرقية عن الضفة الغربية وهي أراضٍ احتلتها إسرائيل خلال حرب عام 1967، ويطالب بها الفلسطينيون لتكون جزءاً من دولتهم المستقبلية. يأتي القرار الإسرائيلي تزامناً مع اقتحام قواتٍ تابعةٍ للجيش الإسرائيلي، تحديداً وحدة "حرس الحدود" لخيمةِ التضامن في قرية الخان الأحمر، بحسب ما نشره المركز الفلسطيني للإعلام. وخيمة التضامن أقرب لحركةٍ احتجاجيةٍ رافضةٍ للخطة الإسرائيلية، يبيت داخلها عشرات النشطاء الفلسطينيين إضافة إلى عددٍ من المتضامين الأجانب والإسرائيليين. حاولت القوة المكونة من نحو 20 جندياً، اقتحام الخيمة، لكن المعتصمين في الخيمة المقامة بساحة مدرسة القرية، أغلقوا مداخل الخيمة والمدرسة، ومنعوهم من الدخول إليها. وعبّرَ مسؤول حملة "أنقذوا الخان الأحمر" عبد الله أبو رحمة، عن قلقه من عملية الاقتحام، قائلاً "إن المواطنين يخشون أن يهدف هذا الاقتحام لترتيب عمليات هدم المنازل والمدرسة في القرية المستهدفة، والواقعة شرق القدس". في الرابع عشر من سبتمبر حاول سكان القرية ومعهم عددٌ من النشطاء الفلسطينيين والأجانب منع جرافةٍ إسرائيلية من إغلاق طرقٍ فرعيةٍ مؤدية إلى هذا التجمع البدوي الذي تنوي إسرائيل هدمه. ووقف الأهالي والنشطاء أمام الجرافة التي كانت تحميها قواتٌ من الجيش والشرطة الإسرائيلية وجرى اعتقالُ ثلاثة فلسطينيين وأجنبي. لكن النشطاء والسكان تمكنوا من إغلاقِ الطريق الرئيسي بين مدينتي القدس وأريحا بعضَ الوقت قبل أن تعملَ قوات الأمن الإسرائيلية على إعادة فتحه دون عنف."لن نخليَ المكانَ طواعية... بإمكانِ قوات الاحتلال التي تملكُ الجيشَ والسلاح أن تخلينا بالقوة، لكن لا يوجد مكان آخر نذهب إليه ونرفض إعطاءنا أيَّ مكان آخر لنذهب اليه".
يعتبر الكثير من الفلسطينيين أن الهدم جزءٌ من محاولات إسرائيل لبناء قوسٍ من المستوطنات من شأنه فصلُ القدس الشرقية عن الضفة الغربية..
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يوممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومينفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومينعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ 3 أيامtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعرائع