شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!
بن جاسم: حلفاء بن سلمان في أبوظبي لا يعطونه

بن جاسم: حلفاء بن سلمان في أبوظبي لا يعطونه "نصيحة طيبة"... ومصر ترد بـ"رسالة مُسجلة"

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الأربعاء 19 سبتمبر 201805:02 م
حذر رئيس الوزراء القطري الأسبق، حمد بن جاسم، ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، من خطورة النصائح التي يسديها له "حلفاؤه في أبو ظبي". في مقابلة دامت 30 دقيقة على شاشة "فرانس 24"، أثارت تصريحات بن جاسم جدلًا سُمعت أصداؤه في مصر والخليج، نتيجة حديثه عن الأزمة السياسية المُستمرة مع بلاده، فضلًا عن تقييمه أداء بن سلمان والحرب في سوريا وعملية السلام المتوقفة في الشرق الأوسط. وتعيش قطر في حالة من الخصومة منذ يونيو 2017 مع السعودية والإمارات والبحرين، إضافة إلى مصر. وتوجَه دول المقاطعة اتهامات إليها بدعم الإرهاب وزعزعة استقرار المنطقة وهي تنفي ذلك. كذلك أثارت تصريحات جديدة لجاسم جدلًا نتيجة تطرقه إلى خصوم الدوحة "الخليجيين"، وتقييمه أداء ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، والحرب في سوريا وعملية السلام المتوقفة في الشرق الأوسط. وحذر رئيس الوزراء القطري ولي العهد السعودي من أن "حلفاءه في أبو ظبي يقدمون له النصيحة السيئة"، قائلًا: "هو (الأمير محمد) بحاجة إلى الإصغاء وهناك سعوديون موهوبون بإمكانهم تقديم النصيحة المخلصة له (…) لست معه في بناء مدينة جديدة (نيوم)، فليحسن ما هو موجود، نصف جدة يدمر سنويًا بسبب الأمطار".

"دول الحصار أرادت خطف قطر واحتلالها"

في خلال المقابلة، قال بن جاسم إن الدوحة فوجئت بالحصار الذي قررته السعودية والإمارات وحلفاؤها، مُدعيًا أن الهدف الحقيقي من هذه الخطوة هو "إسقاط" أمير قطر. وذكر أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دعم السعودية في بداية الأزمة "لكنه غيّر رأيه لأنه رأى أن كل ما زعموه ليس عادلًا وليس صائبًا ضد قطر. يريدون خطف قطر أو احتلالها عبر أي دمية من العائلة، وهذا ما زعموه في البداية.. ولكن لماذا؟"، يتساءل بن جاسم. وذهب الرجل إلى أنه لا يرى "حلا (للأزمة)، علينا تغيير السلوك... نحن لم نبدأ هذا وفوجئنا بما حدث، نحن نعرف القرصنة التي تعرضت لها قطر ومعروف من قام بها، للبحث عن سبب ضد قطر لعدم وجود سبب حقيقي".
اتهم بن جاسم السعودية والإمارات بتدمير مجلس التعاون الخليجي باستهدافهما بلاده، موضحًا أن "السعوديين والإماراتيين دمروا المجلس بفعلهم هذا وأثروا على التجانس بين دول المجلس".
في المقابلة، قال بن جاسم إن الدوحة فوجئت بالحصار الذي قررته السعودية والإمارات وحلفاؤها، مُدعيًا أن الهدف الحقيقي من هذه الخطوة هو "إسقاط" أمير قطر.
وذهب إلى أن ما جرى مع الدوحة يشبه أشخاصًا قرروا فجأة في ليلة سمر من ليالي ألف ليلة وليلة أن يفعلوا ذلك غدًا ضد قطر لأنهم لا يحبون الأمير تميم بن حمد. واتهم بن جاسم السعودية والإمارات بتدمير مجلس التعاون الخليجي باستهدافهما بلاده، موضحًا أن "السعوديين والإماراتيين دمروا المجلس بفعلهم هذا وأثروا على التجانس بين دول المجلس، ونحن بحاجة إلى الترميم، ولكن كيف يمكن الترميم في ظل فقدان الثقة، نحن نحتاج إلى إعادة الثقة (…). كل المطالب الـ13 (التي قدموها للدوحة بغية الموافقة على عودة العلاقات) زائفة".

بن سلمان أصابني بـ"خيبة أمل" وقراراته "غير مسؤولة"

"حلفاء ولي العهد في أبوظبي لا يعطونه النصيحة الطيبة لمصلحة السعودية والسعوديين"، يقول بن جاسم واصفًا قرارات بن سلمان بأنها "غريبة" و"غير مسؤولة"، وأنه بدلاً من استخدام القوة في الداخل وخارج بلده، يجب أن يركز على رفاهية شعبه. كما وجَه انتقادات إلى ولي عهد أبوظبي، محمد بن زايد، قائلاً إنه يؤثر بشكل سلبي على بن سلمان. وأضاف أنه ما زال يأمل أن يعود ولي العهد إلى رشده ويصبح قائداً حقيقياً للمنطقة. وقال رئيس وزراء قطر الأسبق إنه كان متفائلاً في البداية بولي العهد باعتباره "قائدًا جديدًا" لكل مجلس التعاون الخليجي "وبالتالي يجب أن أحتضنهم وأكون أخًا لهم، لكني إلى الآن أشعر بخيبة أمل". وفيما دعا إدارة ترامب إلى حل خلافاتها مع إيران بشكل سلمي، اعتبر أن مجلس التعاون بحاجة إلى الدخول في حوار مع طهران.

"الأسد فقد بلاده"

وفي معرض تعليقه على الحرب في سوريا، قال بن جاسم إن الرئيس السوري قد يفوز بالحرب عسكريًا، لكنه "خسر بلده وشعبه"، مُحذرًا من أن فوز الأسد قد يكون مؤقتًا وأن المصالحة الحقيقية هي التي يمكنها إصلاح البلاد. وفي الوقت نفسه، أعرب عن شكوكه في أن الأسد سيكون مستعدًا للتنحى والمساعدة في ظهور قيادة جديدة للبلاد. وأضاف أن فشل المجتمع الدولي في سوريا كان بسبب التشاحن داخل التحالف الذي يقاتل الأسد، مشيرًا إلى أن دعم إسرائيل المزعوم لدمشق كان عاملًا رئيسيًا. وذكر أنه في حين أن قطر قد أعطت زمام المبادرة في دعم المعارضة السورية في بداية الحرب، قررت السعودية أخذ زمام المبادرة في نهاية المطاف، مما غذّى التوترات. وعندما سُئل عن مزاعم دعم الدوحة لجماعة جبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة، قال إن جميع الشركاء في التحالف، بما في ذلك الدول الغربية، كانوا على علم بنوع الدعم المُقدم إلى منافذ المعارضة السورية المختلفة، وإنه عندما صدر قرار دولي بعدم الدعم، كانت قطر ملتزمة. وعن عملية السلام في الشرق الأوسط، قال رئيس الوزراء القطري السابق إن إدارة ترامب لم تكن تتحدث مع الفلسطينيين وقصرت استماعها فقط على بنيامين نتنياهو وحفنة من الدول العربية، مثل السعودية والإمارات، "المنحازة إلى إسرائيل"، حسب قوله. وأعرب عن أسفه من أن الرياض وأبوظبي تضغطان على الفلسطينيين بالقوة والمال من أجل "إرضاء الإدارة الأمريكية".

الإمارات ترد: متآمر، وليس في موقع يؤهله لنصح بن سلمان

علمًا أن تصريحات بن جاسم فجَرت صخبًا في الإمارات ومصر، ففي الأخيرة صب إعلاميون داعمون للحكومة انتقادات لاذعة إلى قطر في وقت متقارب على نحو يبدو أنها "رسالة مُسجلة". وفي سياق متصل، قال أنور قرقاش، وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، في تغريدة بحسابه على تويتر: " أتفق مع الشيخ حمد بن جاسم في حديثه لقناة فرنسا ٢٤ بأن لا حلّ قريب لأزمة بلاده، ولا أعتقد أن صاحب شريط التآمر على السعودية في موقع يؤهله لإسداء النصائح للرياض وقيادتها، فشريط التآمر مع القذافي لن يطهره مطر العشرين عامًا".
وفي مصر، قال الإعلامي الشعبوي أحمد موسى في برنامجه التلفزيوني إن "حمد بن جاسم إسرائيلى بامتياز، مُجرم حرب وعميل وخائن وصهيوني". واعتبر موسى أن "بن جاسم" هو القائد الحقيقي للنظام القطري وليس تميم.
كذلك هاجم نشأت الديهي، وهو إعلامي مصري غير معروف لدى الكثيرين، رئيس وزراء قطر السابق. وقال في برنامجه: "بن جاسم عراب وسمسار الخراب فى المنطقة العربية، وفقد إنسانيته وشرفه العربي، ولم يتبقَّ له شيء". وأضاف الديهي أن بن جاسم ما زال يحكم قطر حتى الآن من وراء الستار.
يُشار إلى أن رؤوس أموال إماراتية تملك عددًا من الفضائيات وتدير مشاريع صحافية من القاهرة، فيما تسيطر الدولة المصرية على أغلب القنوات.

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image