في نقاش للمجلس الإسرائيلي الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت)، كشفت عنه القناة الثانية العبرية، حذّر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي غادي آيزنكوت من "تصاعد احتمالات اندلاع أعمال عنف في الضفة الغربية"، نتيجة الإجراءات الأمريكية والقرارات المتعلقة بالقضية الفلسطينية.
هذا التسريب لبعض ما جاء في اجتماع يُفترض أن يبقى ما يدور فيه سرياً، أثار غضب وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، فطالب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بتوجيه أوامر إلى جهاز الأمن العام (الشاباك) لفتح تحقيق فوري في ملابساته.
واعتبر ليبرمان أن هذا التسريب "تجاوز للخطوط الحمراء"، ويلحق الضرر بأمن إسرائيل.
وكتب في تغريدة: "إذا صار كبار أعضاء مؤسسة الدفاع يخافون من الحديث أمام الكابينت خشية تسريب كلامهم إلى وسائل الإعلام سيصير الكابينت بلا معنى".
ماذا قال آيزنكوت؟
في النقاش الذي دار في الكابينت في 20 سبتمبر، اعتبر آيزنكوت أن "احتمالات تفجر الوضع في الضفة الغربية تتراوح بين 60 و80 في المئة". وأشار إلى أنه "إذا اندلعت أعمال عنف، ستكون أكثر حدة من تلك التي في غزة، في ظل الحاجة إلى نشر قوات كبيرة في الضفة، وفي ظل اختلاف طبيعة الاحتكاك مع المواطنين الفلسطينيين فيها". وبنى آيزنكوت تقديراته على أساس "الظروف الإشكالية الحالية، خاصة الصدام بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والقيادة الفلسطينية، والإجراءات الدبلوماسية والمالية والسياسية التي اتخذتها الإدارة الأمريكية مؤخراً". وحذّر رئيس الأركان الإسرائيلي من أن الأسبوع القادم قد يشهد توتراً شديداً في الضفة الغربية بالتزامن مع إلقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس، خطاباً في مقر الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، يُتوقّع أن يكون هجومياً حيال واشنطن وتل أبيب، ما سينعكس على الأرض ويتسبب بمواجهات. كما حذّر من إمكانية أن "تجد إسرائيل نفسها في مواجهة في جبهات ثلاث، هي سوريا ولبنان، وفي الضفة وكذلك في غزة".رئيس أركان الجيش الإسرائيلي يحذّر من "تصاعد احتمالات اندلاع أعمال عنف في الضفة الغربية"، ويقول إن الإجراءات الأمريكية بحق الفلسطينيين رفعت احتمالات تفجر الوضع في الضفة إلى ما "بين 60 و80%"ولفت إلى أن عباس يتعاون مع إسرائيل في المسائل الأمنية، بدون أن يحصل على أي مقابل. وبرأيه، فإن مقاطعته تضرّ بأمن إسرائيل. واتخذت الإدارة الأمريكية في الآونة الأخيرة مجموعة قرارات ضد الفلسطينيين، عقاباً لهم على عدم التفاعل إيجابياً مع مقترحاتها حول خطة للسلام تعمل عليها، ويتحدث عنها الإعلام تحت مسمّى "صفقة القرن". ومن ضمن تلك القرارات اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة واشنطن من تل أبيب إليها، ووقف تمويل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، إضافة إلى إغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن. في ظل هذه الظروف الخطرة، دعا آيزنكوت إلى العمل على تحسين المستوى الاقتصادي لأبناء الضفة الغربية، وإيجاد حلول للأزمة الإنسانية في قطاع غزة، وعدم تشجيع الضغوط الأمريكية على السلطة الفلسطينية علناً، بل السعي إلى تهدئتها.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...