انطلقت فكرة مهرجان نقش للأفلام القصيرة من واقع توجّه الشباب الخليجيين إلى إنتاج الأفلام القصيرة لمقدرتهم على تغطية تكلفتها، ولغياب المهرجانات المتخصصة بهذا النوع من الأفلام عن المنطقة.
"مهرجان نقش فتح المجال لصنّاع السينما في البحرين والخليج من أجل عرض أفلامهم في سينما حقيقة. وهو يقام كي يحتفي بإنتاجهم وإبداعهم، ويقدم لهم الجوائز. إنه خطوة لتعبيد الطريق يليها الانتقال إلى الأفلام الروائية الطويلة. ولكننا نعتقد أن للأفلام القصيرة رونقها الخاص وهي مجال إبداع بذاته" يقول رئيس المهرجان محمد المسقطي لرصيف22.
ويضيف المسقطي متحدّثاً عن تطور الإنتاج السينمائي البحريني: "في الدورة الأولى للمهرجان عرضنا 42 فيلماً بحرينياً، وفي العام الماضي 33 فيلماً. هذا العام تقدّمَ 46 فيلماً بحرينياً، علماً أن السينما البحرينية أنتجت خلال العشرين عاماً الماضية أقل من 10 أفلام روائية طويلة. الأفلام القصيرة هي خيار المخرج البحريني حالياً، على أمل بدء الاهتمام الرسمي بانتاج أفلام روائية طويلة".
يعرض مهرجان نقش الذي انطلق في 15 أكتوبر 100 فيلم قصير من 36 دولة، تنافس على سبع جوائز هي: أفضل فيلم، أفضل إخراج، أفضل سيناريو، أفضل أداء وتمثيل، أفضل مساهمة فنية، بالإضافة إلى جائزة لأفضل موهبة فنية واعدة.
رئيس المهرجان محمد المسقطي الذي عرّف علاقته بالسينما بـ"العشق" رأى أن السينما الحقيقية نجدها في المهرجانات، بعيداً عن السينما التجارية، وهي التي تحكي عن التاريخ والثقافة، وعن أمور الحياة، في حين تقوم السينما التجارية على الترفية وإضاعة الوقت، وقلّما تؤثر في المشاهدين. ويقول: " لذا تأتي فكرة المهرجان، الذي يقام للعام الثالث على التوالي، ليتيح للجمهور البحريني متعة اكتشاف السينما الحقيقية".
في المهرجان هذا العام ثلاث فئات من الأفلام، الآسيوية التي بلغ عددها 35 فيلماً، وأفلام التحريك "Animation"، والأفلام البحرينية، كما يحتفي المهرجان بالسينما السعودية ويعرض 14 فيلماً من إنتاج كوادر شبابية واعدة. يلفت المسقطي إلى أن التجربة السينمائية السعودية في السنوات الأخيرة ازدهرت كثيراً، وهي على الطريق الصحيح، لكنها تحتاج إلى الدعم. ويضيف: "في العام الماضي، كان تفاعل المخرجين السعوديين مع المهرجان كبير. ولفت ذلك انتباهنا لضرورة تسليط الضوء على السينما السعودية، فعقدنا حلقة نقاشية موضوعها "السينما السعودية بين المهرجانات السينمائية والإنترنت".
عن اتجاه المهرجان للعالمية، قال المسقطي: "في 2013 كانت المشاركات من 11 دولة، أما هذا العام فهي من 36 دولة، والغالبية العظمى من الأفلام التي عرضت، اُنتجت للمهرجان، ولم تعرض في مهرجان سابق أو على الإنترنت".
يرتبط مهرجان نقش للأفلام القصيرة بشراكة مع مهرجان دبي السينمائي الدولي، عبر تقديم 14 فيلماً من أفضل الأفلام التي نالت الاستحسان خلال المهرجان، للجمهور البحريني. كذلك يدعم مهرجان دبي مهرجان نقش دعماً معنوياً واستشارياً. يبيّن المسقطي أن المهرجان بحاجة إلى جميع أنواع الدعم الرسمي والخاص من داخل البحرين وخارجها. يقول: "تجربتنا خلال الثلاث سنوات كافية لإثبات أن مشروع إقامة مهرجان سينمائي في البحرين مشروع ناجح، لأن تفاعل الجمهور والإعلام والعالم المحيط بنا، كبير ويستحق التعويل عليه".
أشاد الفنان الكويتي خالد أمين، عضو لجنة تحكيم جوائز نقش للإبداع، بتجربة المهرجان في عامها الثالث وقال إنها "تنضج ببطء، والشباب القيمون عليها يستطيعون الانطلاق بسرعة أكبر لكنهم لا يملكون الدعم المادي والمعنوي واللوجستي. وللمناسبة، أطالب الجهات المسؤولة في البحرين والقطاع الخاص بدعم هذه المهرجانات ورفع قيمة الجوائز لما لها من قدرة على جذب الشباب بدلاً من اتجاههم إلى المخدرات أو إلى الإرهاب".
أما المخرج السعودي بدر الحمود الذي شارك في المهرجان بفيلمين هما "قالب المرايا" بطولة أيريك روبرت Eric Roberts و"سكراب" بطولة سناء بكر يونس، فقال لرصيف22: "لقي الفيلمان أصداء طيبة، ولكن الأجمل هو أن المهرجان جمعنا بأصدقائنا من المخرجين والمشاهدين وبنى بيننا تواصلاً بديعاً".
وأضاف: "المخرجين والفنانين السعوديين هم أكثر الأشخاص الذين يقدّرون قيام مثل هذه المهرجانات في المنطقة، لأن فرصة أن تعرض فيلمك في غرفة مظلمة ملأى بالكراسي حلم كبير. فرغم أني عرضت فيلمي "قالب المرايا" على اليوتيوب، وحقق 140 ألف مشاهدة، فإن عرضه في المهرجان، أسعدني جداً لكونه تجربة روحانية".
وختم الحمود: "أن يخصص مهرجان نقش للأفلام القصيرة ليلة للفيلم السعودي، فهي مسؤولية كبيرة تقع على عاتق المخرجين السعوديين، وهذا يعني أن العيون مسلطة على عملهم. ومن الواجب أن نطوّر أنفسنا ونقدم أفضل ما لدينا وننتقل من مرحلة التجريب والاكتشاف إلى مرحلة الصناعة الحقيقية للأفلام".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
أحمد لمحضر -
منذ 8 ساعاتلم يخرج المقال عن سرديات الفقه الموروث رغم أنه يناقش قاعدة تمييزية عنصرية ظالمة هي من صلب و جوهر...
نُور السيبانِيّ -
منذ يومينالله!
عبد الغني المتوكل -
منذ 3 أياموالله لم أعد أفهم شيء في هذه الحياة
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامرائع
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ أسبوعتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري