استحوذ صندوق الثروة السيادي السعودي، الذي يشرف عليه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، على حصة في عملاق صناعة السيارات الكهربائية في العالم (تسلا) الأمريكية، بقيمة مليارَيْ دولار، بحسب صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية.
يأتي هذا في وقت نقلت وكالة رويترز عن مصدر مطلع قوله إن صندوق الاستثمارات العامة اشترى أقلّ من 5% من أسهم تسلا.
"تسلا" ذات الأرباح المحدودة وجدت طريقًا لها في الشرق الأوسط مُؤخرًا، حين أعلنت مطلع العام الماضي بيع سياراتها الفاخرة في السعودية والبحرين وسلطنة عمان، في حين أصبحت الإمارات سوقها الأولى منذ منتصف 2017، بأسعار تبدأ من 275 ألف درهم (74.88 ألف دولار) للطراز إس، وتصل إلى 344 ألف درهم للموديل إكس.
وتقدّر أصول الصندوق السعودي 250 مليار دولار، فهو واحد من أكبر صناديق الثروة السيادية في العالم، وله حصة أيضًا في شركة "أوبر"، كما في شركات التكنولوجيا والطاقة البديلة والبنية التحتية.
ورقة "الرجل الزئبقي" للمناورة والربح
إيلون ماسك، مؤسس ومدير تسلا وصاحب التعليقات النارية على تويتر وفي مقابلاته، أجاد المناورة بالصفقة السعودية من أجل إحراز مكاسب لشركته. وبعد فترة وجيزة من نشر تقرير "فاينانشيال تايمز"، كتب الرجل في حسابه في تويتر أنه يدرس تحويل تسلا إلى شركة خاصة، وأن يعرض شراء الشركة كلّها بما يعادل $420 للسهم الواحد لتصبح شركة خاصة غير مدرجة على البورصة.تقدر أصول الصندوق السعودي بـ 250 مليار دولار، فهو واحد من أكبر الصناديق السيادية في العالم، وله حصة أيضًا في شركة "أوبر" وغيرها من شركات التكنولوجيا الرائدة
تغريدة إيلون ماسك رفعت القيمة الإجمالية للشركة لـ 71 مليار دولار مقارنة بـ 58 مليار دولار قيمتها قبل إطلاقه التغريدة، ما يجعل قيمتها أكبر من جنرال موتورز أو فورد
مجلس إدارة تسلا يدرس عرض ماسك أن يشتري الشركة مقابل 0 للسهم الواحد، ما سيدرّ على صندوق الاستثمار السعودي ثروة سريعةوقالت الصحيفة إن استخدام ماسك غير التقليدي لوسائل الإعلام الاجتماعي في إفشاء خططه، جعل المستثمرين يخمنون مدى جدية رجل الأعمال "الزئبقي"، مُضيفة "أسقط رئيس تسلا قنبلة في وول ستريت في وقت الغداء في نيويورك". تغريدة ماسك رفعت القيمة الإجمالية للشركة لـ 71 مليار دولار مقارنة بـ 58 مليار دولار قيمتها قبل إطلاقه التغريدة، ما يجعل قيمتها الجديدة أكبر من جنرال موتورز أو فورد، المنتجة التقليدية للسيارات، والتي تفوق أرباحها أرباح تسلا. وقالت شبكة "سي إن إن" إن إدارة البورصة الأمريكية أوقفت التداولات على سهم تسلا، وطالبتها باصدار بيان رسمي لتوضيح ما ذكره رئيسها التنفيذي وما تداولته الصحف عن صفقة محتملة. وأشارت "سي إن إن" إلى أن تسلا حققت أرباحًا محدودة في فصلين فقط منذ أن أصبحت شركة عامة في 2010، في حين تعهدت المحافظة على تحقيق أرباح منتظمة بداية من النصف الثاني من 2018. وهو ما يجعل الصفقة السعودية ومناورة ماسك عن اتجاهه لتحويل تسلا إلى شركة خاصة بمثابة طوق نجاة لمؤسسته المتعثرة، لا سيما مع تصاعد خسائرها في العام الماضي، ما انعكس على أداء أسهمها ومعاناته بشدة.
ماذا فعل صندوق "ما بعد النفط" حتى الآن؟
يسعى ولي العهد السعودي إلى تنويع اقتصاد بلاده لمساعدتها في التخلص من الاعتماد على عوائد النفط فقط بموجب رؤية 2030، التي من بين أدواتها صندوق الثروة السيادي، وهي خطوة سبقت المملكة إليها دول خليجية، في صدارتها الإمارات والكويت وقطر. وحسب رؤية بن سلمان، فإن صندوق الاستثمارات العامة سيرفع استثماراته إلى ما يتجاوز تريليوني دولار، كما يعتزم زيادة حصة استثماراته الخارجية من 5% إلى 50%، من إجمالي قيمة الصندوق بحلول العام 2020. وأبرم الصندوق نحو 16 صفقة في العام 2017 بلغ إجمالي قيمتها 54 مليار دولار، وفقًا لموقع "أرابيان بزنس". منها 45 مليار دولار في تكنولوجيا المعلومات، و4.8 مليار في العقارات، و2.4 مليار في السلع الاستهلاكية، ومليار في الصناعات. ومن أبرز الصفقات التي أجراها، استثماراته في شركة Uber، بجانب العديد من الاستثمارات الكبيرة، مثل استثمار بقيمة 45 مليار دولار في صندوق SoftBank Vision، والتزام باستثمار يصل إلى 20 مليار دولار في صندوق البنية التحتية الأمريكي، الذي تديره شركة Blackstone. كما استثمرت السعودية 400 مليون دولار في مارس الماضي بشركة "Magic Leap" التقنية التي تتخذ من فلوريدا مقرًا لها. كذلك يدير الصندوق مشاريع عقارية ضخمة في السعودية، كما مشروع مدينة " نيوم" على ساحل البحر الأحمر، ومدينة ترفيهية أخرى على أطراف العاصمة الرياض. وأنهى الصندوق اتفاقًا لتولي إدارة مركز مالي غير مكتمل بعد في الرياض، تبلغ قيمته حوالي 10 مليارات دولار، في محاولة من الحكومة لإحياء المشروع. وخلال زيارته إلى الولايات المتحدة، كشف ولي العهد السعودي، ومؤسس شركة سوفت بانك، ماسايوشي سون، عن مبادرة لإنشاء أكبر مشروع لتوليد الطاقة الشمسية في العالم في المملكة، بقيمة 200 مليار دولار بحلول العام 2030. وقال الصندوق إنه يخطط لاستثمار نحو مليار دولار في شركات فضاء تابعة لـ"فيرجين جروب". بينما قالت وكالة "بلومبرج" في يناير الماضي إن الصندوق أجرى محادثات مع البنوك العالمية لاقتراض بين 6 و 8 مليارات دولار، لإتمام صفقاته الكبيرة. ويتوقع أن يصبح الصندوق واحدًا من أكبر 3 صناديق سيادية في العالم. ويشار إلى أن صندوق التقاعد الحكومي في النرويج يعد أكبر صندوق سيادي، بأصوله البالغة 825 مليار دولار. في حين يعتبر جهاز أبوظبي للاستثمار ثاني أكبر صندوق (773 مليار دولار). أما مؤسسة الصين للاستثمار فتحتل المرتبة الثالثة (ما يقرب من 747 مليار دولار)، فيما يأتي الصندوق السيادي الرابع عالمياً والثاني عربياً من حيث الحجم، مُمثلًا في صندوق الاستثمار التابع لمؤسسة النقد العربي السعودي "ساما"، باستثمارات قوامها 632.3 مليار دولار. والهيئة العامة للاستثمار الكويتية في المركز الخامس (592 مليار دولار)، وقطر في المركز التاسع (320 مليار دولار).رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...